تجئك بملئها طوراً وطوراً ... تجيء بحمأة وقليل ماء .
ولا تقعد على كسل تمنى ... تحيل على المقادر والقضاء .
وإن مقدر الرحمن تجري ... بأرزاق العباد من السماء .
ويقال أن أدب عبيد الله بن زياد وتوفي عام سنة تسع وستين للهجرة في طاعون جارف وأخطأ من قال إنه توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز وأسلم في حياة النبي A وروى له الجماعة قال الجاحظ : أبو الأسود معدود في طبقات الناس وهو في كلها مقدم مأثور عنه في جميعها كان معدوداً في التابعين والفقهاء والمحدثين والشعراء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحاة والحاضري الجواب والشيعة والبخلاء والصلع الأشراف والبخر الأشراف . وكان أول من أسس علم العربية علي بن أبي طالب Bه وأخذه عنه أبو الأسود . وحدث أبو العثمان المازني ما رفعه إلى يحيى بن يعمر الليثي أن أبا الأسود الدؤلي دخل على ابنته بالبصرة فقالت : يا أبه ما أشد الحر ! .
رفعت " أشد " فظنها تسأله وتستفهمه منه أي أزمان الحر أشد فقال لها : شهر ناجر فقلت : يا أبه إنما أخبرتك ولم أسألك فأتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال : يا أمير المؤمنين ذهب لسان العرب لما خالطت العجم ويوشك إن طال الزمان أن تضمحل فقال له : وما ذاك ؟ فأخبره خبر ابنته فأمر فأشترى صحفاً بدرهم وأملى عليه : الكلام كله لا عن اسم أو فعلاً وحرف جاء لمعنى ثم رسم أصول النحو كلها فلما كان أيام زياد بن أبيه بالبصرة جاءه أبو الأسود فقال : أصلح الله الأمير إني أرى الحمراء قد خالطت العرب فتغيرت ألسنة العرب وقد كان علي قد وضع شيء يصلح به ألسنتهم أفتأذن لي أن أظهره ؟ فقال : لا ثم جاء زياداً رجل فقال : أصلح الله الأمير مات أبانا وخلف بنون فقال زياداً كالمتعجب : مات أبانا وخلف بنون ! .
هذا ما ذكره أبو الأسود ! .
ثم مر برجل يقرأ القرآن حتى بلغ قوله تعالى " إن الله بريء من المشركين ورسوله " - بكسر اللام - فقال زياد : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ! .
هذا والله الكفر ! .
ردوا إلي أبا الأسود فقال له : ضع للناس ما كنت قد نهيتك عنه فقال : ابغني كاتباً يفهم عني فجيء برجل من عبد القيس فلم يرضه فأتي برجل من قريش فقال له : إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط على أعلاه وإذا ضممت فانقط بين يدي الحرف فإذا كسرت فمي فاجعل النقطة تحت الحرف فإذا أتبعت ذلك شيئاً من الغنة فاجعل النقطة نقطتين فكان هذا نقط أبي الأسود . وذكر أنه لم يضع إلا باب الفاعل والمفعول به فقط ثم جاء بعده ميمون الأقران فزاد عليه في حدود العربية ثم زاد فيها عنبسة بن معدان وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي فلما كان عيسى بن عمر وضع في النحو كناشاً ثم أبو عمرو بن العلاء ثم الخليل بن أحمد ثم سيبويه . وقال أبو عبد الله محمد بن الحسن الزبيدي في طبقات النحاة : عمل أبو الأسود كتاب الفاعل والمفعول والتعجب ثم فرع الناس الأصول بعده إلى اليوم . وقال أبو الأسود : لا شيء أعز من العلم لأن الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك . وقال لابنته لما زوجها : إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق وعليك بالزينة وأزين الزينة الكحل وأطيب الطيب إسباغ الضوء وكوني كما قلت لأمك : .
خذي العفو مني تستمدي مودتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب .
فإني وجدت الحب في الصدر والأذى ... إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب