في القد والبرد والريق الشهي وطي ... ب الريح واللون والتفليح والشنب .
كشمسة من لجين في زبرجدة ... قد برقت تحت مسمار من الذهب .
قلت : أخذه ابن عبادة الإسكندري وشاركه في اللفظ والمعنى فقال : .
والأقحوانة تجلو وهي ضاحكة ... عن واضح غير ذي ظلم ولا شنب .
كأنما شمسة من فضة حرست ... خوف الوقوع بمسمار من الذهب .
وقال ظافر أيضاً : .
والأقحوانة في الرياض تخالها ... ثغراً يعض على حروف رباعي .
وقال : .
كأن سنابل حب الحصيد ... وقد شارفت وقت إبانها .
كبائس مضفورة ربعت ... وأرخي فاضل خيطانها .
وقال : .
غدونا على أرؤس أحكمت ... وتمت محاسن أوصافها .
حكت قطع القطن مندوفة ... كما فارقت يد ندافها .
كأن تماثيل أجسامها ... وأفواهها تحت آنافها .
خليع الطراطير بيضاً وقد ... تفتق ما فوق أطرافها .
وقال ظافر أيضاً فأبدع : .
كأن حباب الماء ثوب مرائش ... وقد شابه لون الضحى فتلونا .
فكان كأحناك الظباء تثاءبت ... فأظهرن تدريجاً هناك مغضنا .
إذا أبرم التيار دارته حكت ... أنامل خراط يحرر مدهنا .
وقال : .
ترى منه تحت الماء درعاً وجوشناً ... وسيفاً بلا غمد وإن كان راكداً .
كأن الصبا لما أدارت حبابه ... تمر على سيف صقيل مباردا .
وقال : .
هلل فإن هلال العيد عاد بما ... قد كنت تعهد من لهو ومن طرب .
كحلقة من لجين ذاب أكثرها ... لما تغافل ملقيها على اللهب .
وقال : .
تأملت بحر النيل طولاً وخلفه ... من البركة الغناء كل مقعر .
فكانت وقد لاحت بسيطة خضرة ... وكانت وفيها الماء باق موفر .
عمامة شرب ذي حواشي بخضرة ... أضيف إليها طيلسان مقور .
وكان الأمير ابن ظفر أيام ولايته الثغر قد ضاق خاتم على خنصره وأفرط إلى أن ورم فأحضر ابن ظافر لقطع الخاتم فلما قطع الحلقة أنشده بديهاً : .
قصر عن أوصافك العالم ... وكثر الناثر والناظم .
من يكن البحر له راحة ... يضيق عن خنصرها الخاتم .
فاستحسنه ووهب له الحلقة وكانت من ذهب . وكان بين يدي الأمير غزال مستأنس قد ربض وجعل رأسه في حجره فقال ظافر بديها : .
عجبت لجرأة هذا الغزال ... وأمر تخطى له واعتمد .
وأعجب به إذ بدا جاثماً ... وكيف اطمأن وأنت الأسد .
فزاد الأمير والحاضرون في الاستحسان منه . وتأمل ظافر شيئاً كان على باب المجلس يمنع الطير من دخولها فقال بديهاً : .
رأيت ببابك هذا المنيف ... شباكاً فأدركني بعض شك .
وفكر فيما رأى خاطري ... فقلت البحار مكان الشبك .
ومن نظم ظافر الحداد أيضاً في كرسي النسخ : .
انظر بعينيك في بديع صنائعي ... وعجيب تركيبي وحكمة صانعي .
فكأنني كفا محب شبكت ... يوم الفراق أصابعاً بأصابع .
قلت : أوردت يوماً هذا المقطوع بحضرة بعض الأفاضل فقال لي : ذكر المحب هنا حشو ولا علاقة للمحب والتشبيه يصح بدون إضافة الكف إلى محب أو غيره فقلت : ذكر المحب هنا أوقع في النفس من ذكر غيره لأن الغالب في تشبيك الإنسان كفه بالأخرى عندما يبغته الأمر الذي يكرهه ولا أكره من حالة الفراق عند المحب فلاق ذكره هنا دون غيره فاستحسنه الحاضرون . ولظافر الحداد موشحات منها قوله : .
ثغر لاح يستأسر الأرواح ... لما فاح بالخمر والتفاح .
الجاني ... ذا التائه الجاني .
يلحاني ... من ليس بالحاني .
أفناني ... طير بأفناني .
أحياني ... في بعض أحياني .
لما صاح ما خلته يا صاح ... إلا راح من ذا نشوة من راح .
بدر بان ... في مثل خوط البان