طغرل مملوك مودود بن مسعود بن سبكتكين ؛ كان غلاماً تركياً شهماً شجاعاً اختصه مودود وقدمه ونوه اسمه في تزويجه أخته فلما مات مودود وقعد عبد الرشيد بن محمود بن سبكتكين أجراه من نفسه ذلك المجرى فلم يزل يتدلل عليه ويطلب منه العساكر والنفقة ليأخذهم ويسترجع خراسان من التركمان فأطلق له المضي إلى سجستان مع جماعة من رفقائه لم يكونوا كثيرين فخرج بهم وطرد عم الأمير بيغو عم الأمير جغري بك واستولى عليها ومال إليه باقي الغلمان الذين كانوا بالحضرة واتصلوا به فطمع في الملك فبايع أصحابه وانصرف من سجستان معهم مسرعين حتى هجموا على عبد الرشيد بغزنة فلم يجد المسكين حيلة إلا أنه التجأ إلى التحصن بالقلعة التي في البلد فنزل طغرل دار الملك وجلس على سرير الملك واجتمع عليه العسكر ثم استنزل عبد الرشيد من القلعة قهراً وقتله فنفر الناس من فعله وتوامروا عليه وأنكر جرجين الحاجب الذي كان ببلاد الهند ما فعلوه ولام الناس وكتب يتهددهم وأنف الكبير والصغير من خدمته فاتفق أن واحداً من الغلمان الذي ليس بمشهور عيب بذلك في سكره وهو يشرب مع أهل الذعارة فلما جلس طغرل على السرير واصطف الناس عدا إليه الغلام بحربة كانت في يده فقتله وعند الباقين القيام أن ذلك فعل باتفاق فلم يبرح أحد منهم عن مركزه واجتمع الناس على أن يولوا عليهم من يصلح من بيت الملك ؛ وكان فرخ زاد بن مسعود محبوساً في بعض القلاع ووصل جرجين من بلاد الهند في ثالث يوم الفتك فأحضروا فرخ زاد وأجلسوه على سرير الملك وذلك في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة .
الألقاب .
طغرلبك السلطان السلجوقي : اسمه محمد بن ميكاييل تقدم ذكره في المحمدين في مكانه .
مغيث الدين صاحب أرزن .
طغرل بن قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش السلجوقي السلطان مغيث الدين الرومي صاحب أرزن الروم ؛ توفي سنة اثنتين وعشرين وستمائة وتملك بعده ولده وقد كان بعث ولده الآخر قبل وفاته بسنتين إلى الكرج فتنصر وتزوج بملكة الكرج .
أبو المعالي الواعظ .
طغرل شاه بن محمد بن الحسين بن هاشم الكاشغري أبو المعالي ابن أبي جعفر الواعظ ؛ من أهل هراة سمع جماعة وكان له معرفة بالتفسير والأدب وكان حسن الوعظ كثير المحفوظ جوالاً في البلاد ومولده سنة تسعين وأربعمائة وتوفي سنة ستين وخمسمائة ومن شعره : .
خطرات ذكرك تستكين مودتي ... وأحس منها في الفؤاد دبيبا .
لا عضو لي إلا وفيه صبابة ... فكأن أعضائي خلقن قلوبا .
طغريل .
السلجوقي .
طغريل شاه بن أرسلان بن طغريل بن محمد بن ملكشاه السلطان ؛ آخر ملوك السلجوقية سوى صاحب الروم وهو الذي خرج على الإمام الناصر وقتل طغريل وقطع رأسه وبعث به إلى بغداد فدخلوا به على رمح وصنجقه منكس وكوسانه مشققة ؛ وكان حسن الصورة وقتلته سنة تسعين وخمسمائة .
وعدة ملوك بني سلجوق نيف وعشرون ملكاً أولهم طغرلبك وآخرهم طغريل هذا ودولتهم مائة وستون سنة .
ولما خرج طغريل على الخليفة خافه أهل بغداد فتوجه إليه الوزير ابن يونس في جيش بغداد فالتقاه بأرض همذان فانهزم جيش الخليفة وأسر الوزير ؛ ثم إن خوارزم شاه كاتب الخليفة وطلب منه أن يسلطنه ويقلده ففعل ذلك فسار خوارزم شاه بعساكره وقصد طغريل وكان المصاف بينهما على الري فقتل طغريل . وكان طغريل قد أقيم في الملك بعد والده صورة وأتابكه البهلوان هو السلطان في الباطن فلما كبر التفت الأمراء عليه وطلب من الخليفة السلطنة وأن يأتي بغداد كآبائه ويأمر وينهى ثم آل أمره إلى أن ظفر به قزل أخو البهلوان وسجنه ثم خلص وعاث في البلاد وملك همذان وغيرها .
أتابك العزيز صاحب حلب .
طغريل الأمير الكبير شهاب الدين أتابك السلطان الملك العزيز صاحب حلب ومدبر دولته ؛ كان خادماً رئيساً من كبار الأمراء الظاهرية قام بأمر ولد أستاذه أم قيام واستمال الأشرف حتى أعانهم ودفع عنهم وكان الأشرف يقول : والله إن كان لله في الأرض ولي فهو هذا الخادم . ولما استعاد الأشرف تل باشر دفعها إليه وقال : هذه برسم صدقاتك فإنك لا تتصرف في أموال الصغير . وكان قد طهر حلب من الفسق والخمر والمكس وتوفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة بحلب ودفن في باب أربعين