السلطان القبض عليه جهز إليه سيف الدين بهادر حلاوة الأوشاقي البريدي المصري يقول له : توجه إلى دمشق خفية وأمسك تنكز فتوهم أن ذلك خداع وإنما هو الغرض في الإمساك وما أمكنه إلا الامتثال فقام من صفد الصبح لما أذن وساق حتى وصل إلى المزة بدمشق قبل الظهر في تقدير عشرين فارساً وهذا سوق عظيم لا يفعله غيره لأن صفد عن دمشق مسافة يومين واكثر ثم إن الطريق وعر ؛ ولما وصل كان دواداره قد تقدم من أول الليل إلى الأمراء والحجاب بالملطفات - على ما تقدم في ترجمة تنكز مشروحاً - ولما أمسكه قيده وجهزه إلى السلطان ودخل إلى دمشق ونزل في النجيبية وحدثته نفسه بنيابة دمشق فورد المرسوم إليه بالتوجه إلى القاهرة إلى عند السلطان فسار غليه من صفد على البريد فلما وصل إليه شكره وأمر له بنيابة حلب فورد إليها وأقام بها إلى أن توفي السلطان وتولى الملك المنصور ثم خلع - على ما تقدم - وأقام قوصون الملك الأشرف كجك وطلب الملك الناصر أحمد ليحضر إلى القاهرة فامتنع فجهز قوصون لمحاصرته الفخري ؛ فلما سمع بذلك الأمير سيف الدين طشتمر قلق لذلك قلقاً زائداً واضطرب اضطراباً عظيماً وقال : هذا أمر ما أوافق عليه أبداً لأنا حلفنا للسلطان الملك الناصر غير مرة ولما أمسك تنكز حلفنا له ولذريته من بعده والسلطان مات وهذا سيدي أحمد في الكرك قد أعطاه إياها والده فكيف يليق بنا معشر مماليكه أن نخلع ابنه الواحد من ملكه الذي نص عليه وقرره ونهجج أولاده وحريمه إلى قوص ونحاصر ولده الكبير في الكرك ؟ أيش يقول العدو عنا ؟ ! .
وسير الكتب لهذه المادة وما جرى مجراها إلى قوصون وإلى الأمراء الكبار وإلى الطنبغا نائب دمشق وتواتر منه ذلك وتحامل عليه الطنبغا واتفق مع قوصون أنه يتوجه إلى محاربته بعسكر دمشق وإمساكه أو طرده فجرى ما ذكرته في ترجمة الطنبغا . ولما برز طشتمر وعلم أن ما في يده من أمراء حلب شيئاً خرج من حلب وترك خزانته وحواصله بها وحمل ما يقدر عليه من الذهب والفضة والحوائص وما أشبه ولحقه بعض عسكر حلب وما أقدموا عليه وجعل كلما مر على قلعة من صحون حلب ناوشه عسكرها ومن فيها وهو يخلص من الجميع ودخل إلى الروم ولم يزل هناك إلى أن أتى الفخري إلى دمشق وانتصر على الطنبغا وأقام بالقصر الأبلق بدمشق وكتب إلى السلطان الملك الناصر أحمد يعرفه ما جرى ويطلب حضوره فجعل السلطان يمنيه إلى أن فهم أنه ما يحضر إلى أن يحضر طشتمر فجهز الفخري البريد إلى أردناي نائب البلاد الرومية واجتهد في حضور طشتمر كل الاجتهاد فلما كان في شهر رمضان وصل طشتمر إلى دمشق وكان حقد خرج من حلب في أوائل جمادى الآخرة من سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة فيما أظن وقاسى في البلاد الرومية شدائد من الثلوج وأهوالاً من الأوحال والمتحرمة ونجا من الموت مرات ؛ وقال بهاء الدين الرهاوي فيه وفي الفخري : لسلطان القبض عليه جهز إليه سيف الدين بهادر حلاوة الأوشاقي البريدي المصري يقول له : توجه إلى دمشق خفية وأمسك تنكز فتوهم أن ذلك خداع وإنما هو الغرض في الإمساك وما أمكنه إلا الامتثال فقام من صفد الصبح لما أذن وساق حتى وصل إلى المزة بدمشق قبل الظهر في تقدير عشرين فارساً وهذا سوق عظيم لا يفعله غيره لأن صفد عن دمشق مسافة يومين واكثر ثم إن الطريق وعر ؛ ولما وصل كان دواداره قد تقدم من أول الليل إلى الأمراء والحجاب بالملطفات - على ما تقدم في ترجمة تنكز مشروحاً - ولما أمسكه قيده وجهزه إلى السلطان ودخل إلى دمشق ونزل في النجيبية وحدثته نفسه بنيابة دمشق فورد المرسوم إليه بالتوجه إلى القاهرة إلى عند السلطان فسار غليه من صفد على البريد فلما وصل إليه شكره وأمر له بنيابة حلب فورد إليها وأقام بها إلى أن توفي السلطان وتولى الملك المنصور ثم خلع - على ما تقدم - وأقام قوصون الملك الأشرف كجك وطلب الملك الناصر أحمد ليحضر إلى القاهرة فامتنع فجهز قوصون لمحاصرته الفخري ؛ فلما سمع بذلك الأمير سيف الدين طشتمر قلق لذلك قلقاً زائداً واضطرب اضطراباً عظيماً وقال : هذا أمر ما أوافق عليه أبداً لأنا حلفنا للسلطان الملك الناصر غير مرة ولما أمسك تنكز حلفنا له ولذريته من بعده والسلطان مات وهذا سيدي أحمد في الكرك قد أعطاه إياها والده فكيف يليق بنا معشر مماليكه أن نخلع ابنه الواحد من ملكه الذي نص عليه وقرره ونهجج أولاده وحريمه إلى قوص ونحاصر ولده الكبير في الكرك ؟ أيش يقول العدو عنا ؟ ! .
وسير الكتب لهذه المادة وما جرى مجراها إلى قوصون وإلى الأمراء الكبار وإلى الطنبغا نائب دمشق وتواتر منه ذلك وتحامل عليه الطنبغا واتفق مع قوصون أنه يتوجه إلى محاربته بعسكر دمشق وإمساكه أو طرده فجرى ما ذكرته في ترجمة الطنبغا . ولما برز طشتمر وعلم أن ما في يده من أمراء حلب شيئاً خرج من حلب وترك خزانته وحواصله بها وحمل ما يقدر عليه من الذهب والفضة والحوائص وما أشبه ولحقه بعض عسكر حلب وما أقدموا عليه وجعل كلما مر على قلعة من صحون حلب ناوشه عسكرها ومن فيها وهو يخلص من الجميع ودخل إلى الروم ولم يزل هناك إلى أن أتى الفخري إلى دمشق وانتصر على الطنبغا وأقام بالقصر الأبلق بدمشق وكتب إلى السلطان الملك الناصر أحمد يعرفه ما جرى ويطلب حضوره فجعل السلطان يمنيه إلى أن فهم أنه ما يحضر إلى أن يحضر طشتمر فجهز الفخري البريد إلى أردناي نائب البلاد الرومية واجتهد في حضور طشتمر كل الاجتهاد فلما كان في شهر رمضان وصل طشتمر إلى دمشق وكان حقد خرج من حلب في أوائل جمادى الآخرة من سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة فيما أظن وقاسى في البلاد الرومية شدائد من الثلوج وأهوالاً من الأوحال والمتحرمة ونجا من الموت مرات ؛ وقال بهاء الدين الرهاوي فيه وفي الفخري :