وقد جفاني بلا ذنب ولا سبب ... وقد وفيت بميثاقي فلم غدرا .
يا للرجال قفوا واستشرحوا خبري ... مني فغيري لم يصدقكم الخبرا .
إن لنت ذلاً قسا عزا علي وإن ... دانيته بان أو آنسته نفرا .
هذا هو الموت عندي كيف عندكم ... هيهات أن يرتوي الصادي وإن صدرا .
ومنه : .
يا وارثاً عن أب وجد ... فضيلة الطب والسداد .
وضامناً رد كل روح ... همت عن الجسم بالبعاد .
أقسم لو كان الطب دهراً ... لعاد كوناً بلا فساد .
ومنه : .
دري ومولاته وسيده ... حدود شكل القياس مجموعه .
والسيد فوق الاثنين منحمل ... والست تحت الاثنين مودوعه .
والعبد محمول ذي وحامل ذا ... لحرمة بينهن موضوعه .
ذاك قياس جاءت نتيجته ... قربية في دمشق مطبوعه .
ومنه : .
يا ابن قسيم أصبحت تنتحل النح ... و ودعواك فيه منحوله .
أمك ما بالها فقل وأجب ... مرفوعة الساق وهي مفعوله .
فاعلها الأير وهو منتصب ... مسائل قد أتتك مجهوله .
والعين عطل وعين عصعصها ... بنقطة الخصيتين مشكوله .
تقول وأيري مسبطر ورجلها ... على كتفي : هذا هو العجب العجب .
لم ارتفعت رجلاي والفعل واقع ... عليها وهذا فاعل فلم انتصب ؟ .
ومن شعر صدقة السامري : .
شيخ لنا من عظمه داهيه ... ما مثله في الأمم الخاليه .
مهندس في طول أيامه ... مع قصره لا يبلغ الساريه .
مثلث يدعمه قائم ... لأنه منفرج الزاويه .
ومنه : .
أطفئ نكد العيش بماء وشراب ... فالدهر كما ترى خيال وسراب .
واغنم لذة الأيام بين الأترابفالجسم مصيره كما كان تراب .
ومنه : .
الراح هي الروح فواصل يا صاح ... صفراء بلطفها تنافي الأتراح .
لولا شبك يصيدها في الأقداح ... طارت فرحاً إلى محل الأرواح .
قلت : شعر جيد في الغوص وهذا المعنى أخذه من أبي الحسن الفكيك حيث يقول : .
كادت تطير مزاجاً حين خالطها ... لولا شبابيك ما صاغت من الحبب .
أبن الدلم .
صدقة بن محمد بن أحمد بن عبد الملك أبو القاسم القرشي الدمشقي المعروف بابن الدلم ؛ كان أسند من بقي بدمشق وتوفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة .
السمين الدمشقي .
صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي أبو معاوية ؛ وفيه لين كناه مسلم وقال : منكر الحديث قال دحيم : محله الصدق غير أنه كان يشوبه القدر وقال أحمد والدارقطني : ضعيف ؛ توفي سنة ست وستين ومائة وروى له الترمذي والنسائي وابن ماجه .
الوزير فخر الملك .
صدقة بن يوسف الوزير فخر الملك المسلماني ؛ اسلم بالشام وخدم بعض الدولة ودخل مصر وخدم الجرجائي فلما مات وزر للمستنصر ثم قتل سنة أربعين وأربعمائة .
يتيم ابن عنبسة .
صدقة غلام عبد الرحمن بن عنبسة ؛ كان من أحسن الغلمان وجهاً ؛ كان عبد الرحمن قد رآه فسأل عنه فقيل له : يتيم من أهل الشام قدم أبوه في بعث فقتل وبقي الغلام فضمه ابن عنبسة إليه وتبناه فوقع صدقة فيما شاء من الدنيا ؛ ومر يوماً على برذون معه خدم على حمزة بن بيض وحول ابن بيض عياله في يوم شات وهم عراة شعث فقال ابن بيض : من هذا ؟ فقالوا : صدقة يتيم ابن عنبسة فقال : .
تشعث صبياننا وما يتموا ... وأنت صافي الأديم والحدقه .
فليت صبياننا إذا يتموا ... يلقون ما قد لقيت يا صدقه .
عوضك الله من أبيك ومن ... أمك في الشام بالعراق مقه .
كفاك عبد الرحمن فقدهما ... فأنت في كسوة وفي نفقه .
تظل في درمك وفاكهة ... ولحم طير ما شئت أو مرقه .
تأوي إلى حاضن وحاضنة ... زادا على والديك في الشفقه .
فكل هنيئاً ما عاش ثم إذا ... مات فلغ في الدماء والسرقه .
وخالف المسلمين قبلتهم ... وضل عنهم وخادن الفسقه