لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي ... ولا أبالي حبيباً لا يباليني .
ومنه : .
قد يحقر المرء ما يهوى فيركبه ... حتى يكون إلى توريطه سببا .
ومنه : .
أنست بوحدتي فلزمت بيتي ... فتم العز لي ونما السرور .
وأدبني الزمان فليت أني ... هجرت فلا أزار ولا أزور .
ولست بقائل ما دمت يوماً ... أسار الجند أم قدم الأمير .
ومنه : .
لا يعجبنك من يصون ثيابه ... حذر الغبار وعرضه مبذول .
ولربما افتقر الفتى فرأيته ... دنس الثياب وعرضه مغسول .
وضربه المهدي بيده بالسيف فجعله نصفين وعلق ببغداد . وقال أحمد بن عبد الرحمن بن المعبر : رأيت ابن عبد القدوس في المنام ضاحكاً فقلت له : ما فعل الله بك وكيف نجوت مما كنت ترمى به ؟ قال : إني وردت على رب ليس يخفى عليه خافية وإنه استقبلني برحمته وقال : قد علمت براءتك مما كنت تقذف به .
العلوي .
صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ؛ قال ابن لمعتز : خرج صالح هذا بخراسان فأخذ بها وحبس ثم حمل إلى المأمون فلما دخل عليه عنفه فقال له : ما حملك على الخروج علي وأنت الذي تقول : .
إذا كان عندي قوت يوم وليلة ... وخمر تقضي هم قلبي إذا جشع .
فلست تراني سائلاً عن خليفة ... ولا عن وزير للخليفة ما صنع .
أما نهاك قولك هذا ؟ وحسبه فكتب إلى امرأته بسويقة بالمدينة : .
ألم يحزنك يا ذلفاء أني ... سكنت مساكن الأموات حيا .
وأن حمائلي ونجاد سيفي ... علوان مجدعاً أشروسينا .
فقطعهن لما طلن حتى ... وقعن عليه لا أضحى سويا .
أما والراقصات ببطن جمع ... غداة الحي تحسبها قيسا .
لو أمكنني غداتئذ جلاد ... لألفوني به سمحاً سخيا .
قال ابن سعيد المغربي في كنوز المطالب : للصالحين ملك متوارث إلى الآن بغانة من بلاد السودان في أقصى غرب النيل ؛ ذكر الشريف الإدريسي في كتاب رجار أن ملك غانة من ولد صالح المذكور بنى قصره على النيل في عام خمسة عشر وخمسمائة . قال : وفي قصره لبنة من ذهب تبر غير مسبوك فيها ثقب يربط فرسه فيها ويفخر بذلك على الملوك ولباسه إزار حرير يتوشح به وسراويل ونعلك وركوبه الخيل وله بنود وزي حسن ؛ وكفار السودان يحاربونه .
صالح المسكين ابن المنصور .
صالح بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ؛ هو ابن أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين أمه أم ولد رومية يقال لها قالي ؛ كان يعرف بصالح المسكين ؛ حج بالناس سنة اربع وسنة خمس وستين ومائة وتوفي سنة ست وسبعين ومائة ولما بنى قصره بدجلة قال سالم بن عمرو : .
يا صالح الجود الذي جوده ... أفسد جود الناس بالجود .
بنيت قصراً عالياً مشرفاً ... بطائري سعد ومسعود .
كأنما ترفع بنيانه ... جن سليمان بن داود .
لا زال مسروراً به معجباً ... على اختلاف البيض والسود .
قال الربيع : كنا وقوفاً على رأس المنصور وقد طرحت للمهدي وسادة غذ أقبل صالح ابنه فوقف بين السماطين والناس على مقادير أسنانهم ومواضعهم وقد كان يرشحه لبعض أموره فتكلم فأجاد ومد المنصور يده إليه ثم قال : يا بني إلي واعتنقه ونظر في وجوه أصحابه هل يذكر أحد فضله ويصف مقامه فكلهم كره ذلك وقام شبة بن عقال بن معية بن ناجية التميمي فقال : لله در خطيب قام عندك يا أمير المؤمنين ما أفصح لسانه واحسن بيانه وأمضى جنانه وأبل ريقه ؛ وكيف لا يكون كذلك وأمير المؤمنين أبوه والمهدي أخوه وهو كما قال زهير بن أبي سلمى : .
يطلب شأو امرأين قدما حسناً ... نالا الملوك وبذا هذه السوقا .
هو الجواد فإن يلحق بشأوهما ... على تكاليفه فمثله لحقا .
أو يسبقاه على ما كان من مهل ... فمثل ما قدما من صالح سبقا .
قال الربيع : فأقبل علي أبو عبد الله وقال : ما رأيت مثل هذا تخلصاً أرضى أمير المؤمنين ومدح الغلام وسلم من المهدي قال : والتفت إلي المنصور فقال : يا ربيع لا ينصرف التميمي إلا بثلاثين ألف درهم .
القيمري