وصِلْها وزد واستُعمِلتْ مصدريّةً ... وجاءت للاستفهام والكفّ فاضبطِ .
قلت : قَدْ جمع ذَلِكَ بعض الأفاضل فِي بيت فقال من الطويل : .
تعجّب بما اشرِطْ زد صل انكره واصفاً ... وتستفهم انف المصدريّة وأكفُفا .
ومن شعر تقي الدين المذكور يمدح رسول الله A من الوافر : .
أضاء النورُ وانقشع الظلامُ ... بمولد من لَهُ الشرفُ التمامُ .
ربيعٌ فِي الشهور لَهُ فّخارٌ ... عظيم لا يُحَدُّ ولا يُرامُ .
بِهِ كَانَتْ ولادة من تسامت ... بِهِ الدنيا وطاب بِهَا المقامُ .
نبيٌّ كَانَ قبل الخلق طرّاً ... تَقَدَّمَ سابقاً وهو الخِتامُ .
سليمان بن نجاح أبي القاسم مولى المؤيّد بالله ابن المستنصر الأموي أمير المؤمنين بالأندلس أبو داود المقرئ قرأ القرآات عَلَى أبي عمرو الداني وأكثر عنه وهو أثبت الناس فِيهِ . وروى عن ابن عبد البرّ وأبي الوليد الباجي وغيرهم . وتوفيّ سنة ستّ وتسعين وأربع مائة .
الغمري .
سليمان بن نجاح بن عبد الله أبو الربيع القوصي الغمري . ولد بقوص سنة ستّن وخمس مائة وتوفيّ بدمشق سنة تسع وعشرين وستّ مائة . ومن شعره من البسيط : .
أراك منقبضاً عنّي بلا سَبَبٍ ... وكنتَ بالأمس يَا مولاي منبسِطا .
وَمَا تعمّدتُ ذنباً أستحقّ بِهِ ... هَذَا الصدودَ لعلّ الذنب كَانَ خطا .
وإن تكنْ غلطةً منّي عَلَى غررٍ قُلْ لي لعليّ أن أسْتَدْرِكَ الغلطا .
صدر الدين الداراني .
سليمان بن هلال بن شبل بن فلاح الشيخ الإمام الفقيه المفتي القدوة الزاهد العابد القاضي الخطيبُ صدر الدين أبو الفضل القرشي الجعفري الحوراني الشافعي صاحب النووي . ولد سنة اثنتين وأربعين بقرية بشرّي من السواد وتوفيّ سنة خمس وعشرين وسبع مائة . قدم دمشق مراهقاً وحفظ القرآن بمدرسة أبي عمر عَلَى الشيخ نصر بن عبيد ورجع إلى البلاد . ثُمَّ قدم بعد سبع سنين وتفقّه بالشيخ تاج الدين وبالشيخ محيي الدين . وأتقن الفقه وأعاد بالناصريّة وناب فِي القضاء لابن صصري مدّةً . وَلَمْ يغيّر ثوبه القطني ولا عماّمته الصغيرة . وتُحكى عنه حكاياتُ فِي رفقه بالخصوم : يقال إنّه كَانَ إذا علم أنّ الغريم ضعيف يعجز عن أجرة رسول القاضي قام مع الغريم ومشى إلى بيت الغريم أو حانوته . وَكَانَ خيّراً متواضعاً لأنّه كَانَ يمشي إلى بعض العُدول ليؤدي عنده الشهادة وولي خطابة العُقيبة واكتفي بِهَا . وعيّنه الأمير سيف الدين تنكز للاستسفاء بالناس سنة تسع عشرة فسُقُوا . وَكَانَ خطيباً بدارياً يدخل إلى دمشق عَلَى بهيم ضعيف وَكَانَ لا يدخل حمّاماً ولا يتنعّم . وحدّث عن أبي اليسر والمقداد والقيسي . وناب عن ابن الشريشي فِي دار الحديث . شيّع جنازته خلق عظيم . وأظنّه كَانَ يجيد لعب الشطرنج .
أبو أيّوب الأموي .
سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان أبو أيّاب ويقال : أبو الغمر الأموي وأمّه أمّ حكيم بنت يحيى بن أبي العاص سأل عطاءً والزهري وقتادة وَلَهُ شعر . وَكَانَ قَدْ سجنه الوليد بعد موت أبيه بعمان . فلمّا قُتل الوليد خرج من السجن ولحق بيزيد من الوليد فولاّه بعض حروبه إلى أن كسره مروان بن محمّد بعين الجرّ فهرب إلى تدمر ثُمَّ استأمن مروان بن محمّد ثُمَّ خلعه واجتمع إليه نحو سبعين ألفاً وطمع فِي الخلافة . فبعث إليه مروان عسكراً فهُزم سليمان ومضى إلى حمص فتحصّن بِهَا فتوجّه إليه مروان فهرب ولحق بالضحاك بن قيس الخارجي وبايعه . فقال بعض الشعراء من الطويل : .
ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أظْهَرَ دِينَه ... وَصَلَّتْ قريشٌ خَلْفَ بكر بن وائلِ .
ثُمَّ إنّ المسوّدة ظفرت بِهِ قتلوه فِي سنة اثنتين وثلاثين ومائة . وهو القائل لأخته عائشة بنت هشام وَقَدْ حضرت حرب الضحاك بن قيس الشاري من الطويل : .
أعائشَ لو أبصرْتِنا لَتَوَفَّرَتْ ... دموعُكِ لمّا جدفّ أهل البصائرِ .
عَشيَّةَ رُحْنا والواء كأنَّه ... إذا زَعْزَعَتْه الريحُ أشلاءُ طائرِ .
الوزير