من راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً ... وفازَ بالَذَّةِ الجَسورُ .
أخذه من قول بشّار من البسيط : .
من راقَبَ الناسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحاجَتِهِ ... وفازَ بالطَيِّباتِ الفايِكُ اللَهجُ .
فقول سلم أرشق وأعذب واقلّ من قول بشّار بأربعة عشر حرفاً . وروى إسماعيل بن يحيى اليزيدي عن أبيه أبي محمّد قال : كنت يوماً جالساً أكتب كتاباً فنظر فِيهِ سلم الخاسر فقال من الخفيف : .
أَيْرُ يَحيَى أخَطُّ مِنْ كَفِّ يَحْيَى ... إنّ يَحْيَى بأيرهِ لَخَطوطُ .
قال : فقلت مسرعاً من الخفيف : .
أُمُّ سَلْمٍ بذاكَ أعْلَمُ مِنْهُ ... إنَّها تَحْتَ أيْرِهِ لَضرَوطُ .
وَلَها تَحْتَه إذا مَا عَلاها ... رَمَلٌ مِن وِداقِها وأطيطُ .
لَيتَ شِعرِي مَا بالُ سَلْمِ بِن عمرِو ... كاسِف البالِ حِينَ يُذكَرُ لوطُ .
لا يُصليّ عَلَيْهِ حين يصلّي ... بَلْ لَهُ عِند ذِكرِهِ ثَثْبيطُ .
قال فقال لي سلم : مالك ويلك جننت ! .
أيّ شيء دعاك إلى هَذَا كلّه ؟ فقلت : بدأتَ فانتصرتُ والبادئ أظلم .
ومن شعر سلم الخاسر من المتقارب : .
إذا أَذِنَ الله فِي حاجةٍ ... أتاكَ النَجاحُ عَلَى رِسْلهِ .
يَفُوزُ الجَوادُ بحُسن الثَناء ... وَيَبْقَى البَخِيلُ عَلى بُخلهِ .
فلا تَسْألِ الناسَ مِنْ فَضْلِهِم ... ولكن سَلِ اللهَ مِن فَضلهِ .
ومنه من الطويل : .
سَأُرسِلُ بَيْتاً قَدْ وَسَمْتُ جَبِينَهُ ... يُقّطِّع أعْناقَ البيُوتِ الشَوارِدِ .
أقام النَدَى والبأسُ فِي كُلِّ مَنْزِل ... أقَامَ بِهِ الفَضْلُ بن يَحيَى بنِ خالدِ .
ولمّ قال سلم الخاسر قصيدته فِي الرشيد من الكامل : .
قُلْ لِلْمَنازِلِ بالكَثِيبِ الأعْفَرِ ... أُسْقِيتَ غَادِيَة السَحابِ المُمطِرِ .
قَد بايَعَ الثَقلانِ مُهْدِيّ الهُدَى ... بمُحمَّدِ بِن زُبَيدَةَ ابنةِ جَعْفَرِ .
حَشَتْ زبيدة فاهُ دُرّاً فباعه بعشرين ألف دينار . ومات فِي زمن الرشيد وَقَدْ اجتمع عنده من المال مَا قيمته ستّة وثلاثون ألف دينار .
الحارثي اليمني .
سلم بن شافع الحارثي من أهل تهامة اليمن . ذكره العماد الكاتب فِي الخريدة قال : ذُكر أنَّه كتب إلى عمّه عليّ بن زيْدان وَقَدْ وفد إليه يستعينه فِي دية قتيل فوجده مريضاً : من الوافر : .
إذا أوْدَى ابنُ زَيْدانٍ علياً ... فَلا طَلَعَتْ نُجومُكِ يَا سَماءُ .
ولا اشتَمَل النِساءُ عَلَى جَنينٍ ... ولا رَوَّى الثَرَى للسُحبِ ماءُ .
عَلى الدُنيا وساكِنها جميعاً ... إذا أودى أبو الحَسَنِ العَفاءُ .
أبو سعيد الحجراوي .
سلم بن يحيى بن عبد الحميد أبو سعيد الطائي الحجراوي من أهل حجراء قرية بدمشق . حدّث عن أبيه وسويد بن عبد العزيز ومروان بن معاوية وغيرهم . روى عنه ابن أخيه عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى وأتى عَلَيْهِ مائة وعشرون سنة . قدم عَلَى رسول الله A فأجلسه عَلَى البساط فأسلم وَحَسُنَ إسلامه ورجع إلى قومه فأسلموا . وَكَانَ إذ دخل يوم الجمعة إلى دمشق بَيْنَ الناس من الجامع يتلقّونه فِي أسفل جَيْرون فيحملونه حتّى يصعد المسجد ثُمَّ يفعلون بِهِ ذَلِكَ إذا أراد الانصراف .
السلماني : الشافعي : اسمه محمّد بن هبة الله .
سلمى .
سَلمى خادمة رسول الله .
A .
وهي مولاة صفية بنت عبد المطّلب وهي امرأة أبي رافع مولى رسول الله A وأمّ بنيه . روى عنها عبيد الله بن أبي رافع وهي الَّتِي قبلت إبراهيم ابن رسول الله A وَكَانَتْ قابلة بني فاطمة ابنة رسول الله A وهي الَّتِي غسلت فاطمة مع وزجها عليّ ومع أسماء بنت عُميس . وشهدت سلمى هَذِهِ خبير مع رسول الله A وهي صاحبة حديث أنّ النبيّ A قال : إنّ امرأة عُذّبت فِي هرّة ربطتها فلم تُطْعِمْها وَلَمْ تترُكْها تَأكُلُ من خشاش الأرض .
سلمى بنت عُمَيْس