حدّث عن أبيه قتيبة وعبد الله بن عون بن دينار وابن سيرين وغيرهم وسمع طاووساً وخالداً والحذّاء . روى عنه شعبة وغيره وأوفده يوسف بن عمر عَلَى هشام ليولّيه خراسان وأثنى عَلَيْهِ فلم يفعل . وولي البصرة ليزيد بن عمر بن عبيرة فِي خلافة مروان ثُمَّ وليها فِي خلافة المنصور . وَكَانَ جواداً توفيّ سنة ثمان وأربعين ومائة خدم فِي الدولتين وَكَانَ عاقلاً حازماً .
العابد البلخي .
سلم بن سالم أبو محمّد البلخي الزاهد العابد حدّث ببغداد إذْ أقْدَمَهُ الرشيد وحبسه حَتَّى مات سنة أربع وتسعين ومائة . قال ابن سعد : كَانَ مرجئاً ضعيفاً .
الخوّاص الرازي .
سلم بن ميمون الخوّاص الزاهد الرازي سْكن الرملة . قال أبو حاتم : أدركْتُهُ كَانَ مرجئاً لا يُكْتَبُ حديثُه . توفيّ فِي حدود العشرين والمائتين .
الكاتب .
سلم بن أبان الكاتب . أحد شعراء العسكر قال ابن المرزبان فِي معجمه : معتمدي هجا سليمان بن وهب وأحمد بن محمّد بن ثوابة فأكثر فمن قوله فِي ابن ثوابة من الكامل : .
فُقْتَ البَسُوسَ وَداحِساً وقُداراً ال ... ملعونَ والغَبْراءَ يَا ابْنَ ثوابهْ .
فِي الشُؤمِ تَسْبِقُ والبغَا فِيهِ بِهِ ... وَاْكتُبْ فَقَدْ دَنَّسْتَ كلَّ كِتابَهُ .
قَدْ عَوَّ جُودُكَ فالثُريّا دُونَهُ ... لكِنَّ دُبرَك للفَيَشِلِ غَابَهْ .
ومنه من الخفيف : .
كَيْفَ صَيرَّتَ حاجتي عَرَضَ المط ... لُ وللمطلِ مذهبٌ مذمَومُ .
وَتَوَانَيْتَ عَن تَحَقُّقِ مَا أَنْ ... تَ بنجح الفعال فِيهِ زَعيمُ .
لَيْس سَجْنِي الثِمارَ مِنْ شجر الشك ... رِ وَغَرْسِ الثَناءِ إلاّ كَريمُ .
الممزّق .
سلم الممزّق الحضرمي البصري أبو عبّاد ابن المخرّق الَّذِي يقول من البسيط : .
أنا المُمزَّقُ أعْراضَ اللِئامِ كَما ... كانَ الممزَّقُ أعراضَ اللِئام أبي .
والممزّق هو القائل من الوافر : .
إذا وَلَدَتُ حَليلَةُ باهِليٍّ ... غُلاماً زاد فِي عَدَد اللِئامِ .
وعرض الباهليِّ وَإنْ تَوَقَّى ... عَلَيهِ مِثْلُ مِنديل الطعامِ .
ولو كَانَ الخليفةُ باهليّاً ... لقَصَّرَ عَنْ مُسَاواةِ الكِرامِ .
أبو حرب الهلالي .
سلم بن أوفى أبو حرب الهلالي البصري أحد ملحاء البصرة وَكَانَ فِي ناحية إسماعيل بن جعفر بن سليمان وَلَهُ يقول من الكامل : .
كَثُرَتْ عَندي أيادِي ... كَ فَجَلّ الشُكُر عَنْها .
وَأَحاطَتْ بِجَميعِ ال ... نُطْقِ حَتَى لَمْ أُبِنْها .
فإذا زِدْتُكَ فِيها ... كُنْتُ كالناقِصِ مِنْها .
وَلَهُ أيضاً من الخفيف : .
لَيْسَ شيءٌ سِوَى الأسَى ... مَا خَلا سَوفَ أوْ عَسَى .
لاَ تَلنِي يَئِستُ مِن ... ك وإن كنتَ مُوئِسا .
رُبَّما أَحْسَنَ الزَما ... نُ وإن كانَ قَد أسا .
الخاسر .
سلم بن عمرو بن حماد بن عطاء بن ياسر وقيل عطاء بن ريسان مولى أبي بكر الصدّيق رضه كانوا يزعمون أنّه من حِمْيرَ . نشأ فِي خلافة أبي بكر رضه وهم مواليه وقيل موالي عبد الله بن جدعان يكنّى أبا عمرو ويسمّى سلماً الخاسر لأنّه ورث مصحفاً فباعه واشترى بثمنه دفاتر شعر فسُمّي الخاسر . قال المرزباني : وَكَانَ شاعراً مكثراً مطبوعاً سريّاً عالماً بأشعار العرب مزّاحاً ظريفاً وَكَانَ يلزم بشّار بن برد ويأخذ عنه ومدح معن بن زائدة فِي أيّام المنصور ومدح المهدي والهادي وخصّ بالرشيد والبرامكة وَكَانَ يأتي باب المهدي عَلَى برذون قيمته عشرة آلاف درهم ولباسه الخّز والوشي وَمَا أشبه ذَلِكَ ورائحة المسك والعالية والطيب تفوح منه . وقيل إنّه مات وترك ألف ألف وخمس مائة ألف درهم أصابها من الرشيد وأمّ جعفر فأخذها الرشيد وقال : هو مولاي ! .
روى ذَلِكَ أبو هفّان انتهى . قلت : توفيّ سلم فِي حدود الثمانين والمائة . وَكَانَ مسلّطاً عَلَى بشّار يأخذ معانيه الجيّدة فيسبكها فِي قالب أحسن من قالبها البشّاري فيشتهر قول سلم ويخمُلُ قولُ بشّار بن برد كقول سلم الخاسر من البسيط :