وَطَيْلَسانٌ كالآلِ تَلْبَسُهُ ... عَلىَ قَمِيصٍ كَأنَّهُ غَيْمُ .
ومنه قوله من السريع : .
قَالوا اشتَكَتْ نَرْجَسَتا وَجْهِهِ ... قُلْتُ لَهُمْ أحسَنَ مَا كانا .
حَمْرَةُ وَرْدِ الخَدِّ أعْدَتْهُما ... وَالصِيْغُ قَدْ يَنْفُذُ أحْياناً .
ومنه ومن الطويل : .
لَئِنْ كانَ عَنْ عَيْنَيَّ أحَمدُ غائباً ... لمَا هُوَ عَنْ عَينِ الضَميرِ بغائِبِ .
لَهُ صُورَةٌ فِي القَلْبِ لَمْ يَقْضِها النَوَىوَلَمْ تَتَخَطَّفْها أَكُفُّ النَوَائِبِ .
إذا سَاءَنِي مِنْهُ نُروحُ زِيَارَةٍ ... وَضَاقَتْ عَليَّ فِي وَوَاهُ مَذاهِبِي .
عَطَفْتُ عَلى شَخْصٍ لَهُ غيرَ نازحٍ ... مَحَلَّتُهُ بَين الحَشا والتَئِبِ .
قلت : وهو من قول الآخر من الطويل : .
أما والذي لَوْ سَاءَ لَمْ يَخْلُقِ الهوىلَئِنْ غِبتَ عَنْ عَيْنِي لمَا غِبْتَ عن قلبِي .
تَرِينِيكَ عَيْنُ الوَهْمِ حَتَّى كَأنَّماأُناجِيكَ عَنْ قُرْبٍ وَإنْ لَمْ تَكُنْ قُربِي .
قال بعضهم : دخلت يوم أضحى عَلَى الناجم فقلت : كَيْفَ أنت ؟ فقال من الرمل : .
رَتَّتِ الحالُ فَضَحَّي ... نا مَعَ الناسِ بِقَرْعَهْ .
وَعَدَدْنا مِن عِيال ال ... دارِ عِنْدَ الذَبْحِ تِسْعَهُ .
وَاشْتَرَينا لبَناً صُ ... بَّ عَلىَ القَرْعِ بقطْعَهْ .
لَمْ يَنلنا بَسَمُ الأضح ... ىَ وَلاَ نعْرِفُ هَجْعَهْ .
وَلَنَا آكْلَةُ لَحْمي ... إنْ قَرمْنا كُلَّ جُمْعَهْ .
وَالذي عَزَّى عَنِ الدُن ... يَا وَفيها كُلُّ مُتْعَهْ .
أنهّا مَنْزِلُ إقْلا ... عٍ بِتَقْويضٍ وَقَلْعَةْ .
الطبيب البغدادي .
سعيد بن الحسن بن عيسى أبو نصر الطبيب كَانَ من المتميّزين فِي صناعة الطبّ مرض الإمام الناصر سنة ثمان وتسعين وخمس مائة مرضاً شديداً عرض لَهُ الحصا فِي المثانة فأشار طبيبه أبو الخير بتاشقّ فأحضر الجرائحي لشق ذَكَره فقال : إنّ شيخي أبا نصر المسيحي لَيْسَ فِي البلاد مثله فأحضروه فقال : لا يحتاج إلى شقّ وأخذ يلين العضو بالأدهان ولاطفه إلى وقعت الحصاة فِي اليوم الثالث وقيل إنّ وزنها خمس مثاقيل وقيل : كَانَتْ أكبر من نوى الزيتون فلمّا دخل الناصر الحمّام أمر بأبي نصر أن يُخل معه إلى دار الضرب ويحمل من الذهب مَا يقدر عليه ثُمَّ أتته من ولدّي الإمام ألفا دينار ومن نجاح الشرابي ونصير الدين ابن مهدي الوزير ومن أمّ الخليفة ثلاث آلاف دينار ومن الأمراء والناس شيء كثير وقرّر لَهُ الجتامكيّة السنيّة والراتب الوافر وداوى الناصر مرّات عديدةً وشفاه وأخذ فِي كلّ مرّة جملةً من الذهب والخلع وَلَهُ " كتاب الاقتضاب عَلَى طريق المسألة والجواب " .
أبو الغنائم الكاتب .
سعيد بن حمزة بن أحمد بن الحسن بن محمّد بن منصور بن الحارث بن شارخ النيلي أبو الغنائم الكاتب . توفيّ سنة ثلاث عشرة وستّ مائة . وَكَانَ كاتباً يتصرّف فِي الأعمال ويترسّل وسمع شيئاً من الحديث . ومن شعره من الطويل : .
لَقَدْ هَجَرَتْنِي أُمُّ هاجرَ وَابْتَدَتْ ... تَقُولُ لَقَدْ خابَتْ لَنَا فِيمَ أمْثَالُ .
رَأتْ رَجُلاً أعْشَى مُسِنّاً وَما بِهِ ... حراكٌ وَقَد أرْدَاهُ بُوْسٌ وَإقلالُ .
وَمَنْ جاوَزَ التِسعينَ عاماً تعدّ لَهُ ... بُرود قُواه رَنًّةً وهي أَسْمالُ .
ولمّا رَأَتْ شَيْبي وَفَقْرِي تَنَكَّرَتْ ... وصَدَّتْ وَحَالَتْ حِينَ حَالَتْ بِي الحالُ .
وَمَاذا علىَ مِثْلي مُحِبٌّ وَمَا لَهُ ... شَفِيعٌ إليها لا شَبابٌ ولا مَالٌ .
الأمير الطُبيري صاحب منورقة