سعيد بن جبير بن هشام . توفيّ شهيداً قتله الحجّاج سنة خمس وتسعين للهجرة وهو أبو عبد الله الأسدي الوالي مولاهم الكوفي أحد الأئمة الأعلام سمع ابن عبّاس وعديّ بن اتم وابن عمر وعبد الله بن مغفل وعن أبي موسى الأشعري عند النسائي وذلك منقطع وروى عن أبي هريرة وعائشة وفيه نظر وروى لَهُ الجماعة . ورُوي أنّه كَانَ أسود اللون خرج مع ابن الأشعث عَلَى الحجّاج وتنقّل فِي النواحي اثنتي عشرة سنة ثمّ إنّه وقعوا بِهِ وأحضروه فقال : يَا شقي بن كسير وأخ يعاتبه ثُمَّ ضرب عنقه وقبره بواسط ظاهرٌ يُزار رُوي أنّ الحجّاج رُئي فِي النوم فقيل لَهُ : مَا فعل الله بك ؟ فقال : قتلني بكل قتلة وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتْلَةً وقال سعيد : قرأت القرآن فِي ركعة فِي البيت الحرام . وقال إسماعيل بن عبد الملك : كَانَ سعيد بن جبير يؤمّنا فِي شهر رمضان فيقرأ ليلةً بقراءة ابن مسعود وليلةً بقراءة غيره هكذا أبداً وسأله رجل أن يكتب لَهُ تفسير القرآن فغضب وقال : لأنْ بسقط شقّي أحبّ إليّ من ذَلِكَ . وقال خصيف : كَانَ أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيّب وبالحجّ عطاء وبالحلال والحرام طاؤوس وبالتفسير أبو الحجّاج مجاهد بن جبر وأجمعهم لذلك كلّه سعيد بن جبير . وَكَانَ سعيد أوّلَ أمرِه كاتباً لعبد الله بن عتبة بن مسعود ثُمَّ كتب لأبي بردة بن أبي موسى الأشعري وَكَانَ سعيد مع عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث بن قيس لمّا خرج عَلَى عبد الملك بن مروان فلمّا قُتل عبد الرحمن وانهزم أصحابه من دير الجماجم هرب فلحق بمكّة وَكَانَ واليها بن عبد الله القسري فأخذه وبعث بِهِ إلى الحجّاج فلمّا حضر بَيْنَ يديه فقال : أما قدمت الكوفة وَلَيْسَ يؤمّ بِهَا إلاّ أعرابيّ فجعلتك إماماً ؛ قال بلى قال : أما ولّيتك القضاء فضجّ أهل الكوفة وقالوا : لا يصلح للقضاء إلا عربيّ فاستقضيتُ أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمراً دونك ؟ قال : بلى . قال : أما جعلتك فِي سُمّاري وكلّهم رؤوس العرب ؟ قال : بلى قال : أما أعطيتُك مائة ألف درهم تفرّقها عَلَى أهل الحاجة فِي أوّل مَا رأيتم ؛ ثُمَّ أم أسألك عن شيء منها ؟ قال : فما أخرجك عليّ ؟ قال : بيعة كَانَتْ فِي عنقي لابن الأشعث ! .
فغضب الحجّاج وقال : أفما كَانَ لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فِي عنقك بيعة من قبل ؟ والله لأقتلنّك ! .
يَا حرسيُّ اضربْ عنقه ! .
ولمّ قتله سال منه دم كثير فاستدعى الحجّاج الأطباء وسألهم عنه وعمّن كَانَ قتله فإنهّم كَانَ يسيل منهم دم قليل قالوا : هَذَا قتلته ونفسه معه والدم ينبع النفس ومن كنت تقتله غيره كَانَتْ نفسه تذهب من الخوف فلذلك قلّ دمهم وحكى أبو إسحاق الشيرازي فِي كتاب " المهذّب " أنّ سعيد بن جبير كَانَ يلعب الشطرنج استباراً .
الأنصاري .
سعيد بن الحارث الأنصاري الخزرجي أردفه رسول الله A وراءه يعود سعد بن عبادة قيل إنّه مات قبل بدر .
سعيد بن الحارث بن قيس .
القرشي السهمي هاجر هو وإخوته كلّهم إلى أرض الحبشة وأمّهم امرأة من بني سوءة بن عامر وقُتل سعيد هَذَا رضه يوم اليرموك فِي رجب سنة مس عشرة للهجرة .
القاضي المالكي المخزومي .
سعيد بن حسّان المخزومي المالكي القاضي وثّقه ابن معين ووثّقه أبو داود مرّةً ومرّةً توقّف . وروى لَهُ مسلم والأربعة وتوفيّ فِي حدود الستّين ومائة .
الناجم الشاعر .
سعيد بن الحسن بن شدّاد المسمعي أبو عثمان الورّاق المعروف بالناجم كَانَ يصحب ابن الرومي ويروي أكثر شعره عنه وَلَهُ معه أخبار وكان أديباً فاضلاً شاعراً . روى عنه أبو عليّ الحسن بن محمّد الأعرابي وأبو بكر محمّد بن يحيى الصولي وتوفي سنة أربع عشرة وثلاث مائة . قال ابن الرومي يخاطبه فِي علّته الَّتِي مات فِيهَا من الوافر : .
أبا عُثْمانَ أنتَ عَميدُ قومِكْ ... وَجُودُك للعَشِيرَةِ دُونَ لَوْمِكْ .
تَمتَّعْ مِن أخِيك فَما أراه ... يَراكَ وَلاَ تَراهُ بَعْدَ يَوْمِكْ .
وَقَدْ تقدّم فِي المحمّدين محمّد بن سعيد الناجم المصري ولا أدري أهو ابن هَذَا أو غيره ومن شعر الناجم قوله من المنسرح : .
يَأتِيكَ فِي جُبَّةٍ مُخَرَّقَةٍ ... أَطْوَلَ أعْمارِ مِثْلها يَوْمُ