سعيد بن يزيد أبو عبد الله التميمي النِباجي الزاهد حكى عن الفُضيل وأبي خزيمة العابد وحكى عنه أحمد بن أبي الحواري وغيره . وَكَانَ عابداً سائحاً . قال السلمي : هو من أقران ذي النون لَهُ كلام حسن فِي المعرفة وغيرها وقيل إنّ النباجي سأل الله تعالى أنْ يجعل رزقه فِي الماء فكان غذاؤه فِي الماء وَكَانَ مجاب الدعوة وَلَهُ أحوال وكرامات . حكى النباجي قال : بينما نحن صافّون نقاتل العدّو بأرض الروم فإذا أنا بغلام كأحسن من رأيت من الغلمان وعليه طرّة وقفاً وعليه حلة ديباج وهو يقاتل قتالاً شديداً ويقول من الرمل : .
أنَا فيِ أمْرَيْ رِشَادٍ ... بَيْنَ غَزْوٍ وَجِهادِ .
بَدَنِي يَغْزُو عَدوّي ... والهَوَى يغزو فؤادي .
فقلت يَا غلام هَذَا القتال وهذه المقالة والطرّة والقفا والحلّة لا يشبه بعضها بعضاً ؟ فقال : أحببت ربّي فشغلني بحبّه عن حبّ غيره فتويّنت للحور العين لعلّها تخطبني إلى مولاها وتوفيّ النباجي فِي حدود العشرين والمائتين .
النصراني الطبيب .
سعيد بن البطريق من أهل مصر كَانَ طبيباً نصرانيّاً مشهوراً عارفاً بالعلم والعمل متقدّماً فِي زمانه وَكَانَتْ لَهُ دراية بمذهب الأنصاري وُلد سنة ثلاث وستّين ومائتين ولمّا كَانَ أول سنة من خلافة القاهر جُعل سعيد بطريركاً عَلَى الإسكندريّة سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة وبقي فِي الكرسي والرياسة سبع سنين وستّة أشهر وَكَانَ فِي أيّامه شقاق عظيم وشور متّصلة بينه وبين شَعبه واعتلّ بمصر بالإسهال فحدس أنّها علّة موته فصار إلى كرسيه بالإسكندريّة وأقام بِهَا أيّاماً عدةً ومات سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة . لَهُ كتاب فِي " طبّ علم وعمل " و " كناش كتاب الجدل بَيْنَ المخالف والنصراني " وكتاب " نظم الجوهر " ثلاث مقالات كتبه إلى أخيه عيسى بن البطريق فِي معرفة صوم النصارى وأعيادهم وتواريخهم وذيّل هَذَا الكتاب نسيب لسعيد بن البطريق يقال لَهُ يحيى بن سعيد وسمّاه " ذيل كتاب التأريخ أو تأريخ الذيل " .
الطبيب النصراني