وعن المدائني قال : كَانَ عبد بني الحسحاس يسمّى حيّة وَكَانَتْ لسيّده بنتٌ بكْرٌ فأعجبه جمالها وأعجبها . فأمرتْه أن يتمارض ففعل وعصب رأسه فقالت للشيخ : إسْرَحْ أيها الشيخ بإبلك لا تَكِلْها إلى العبد ! .
وَكَانَ فِيهَا أيّاماً ثُمَّ قال لَهُ : كَيْفَ تجدك ؟ قال : صالحاً قال : فرُحْ فِي إبلك العشيّة ! .
فراح فِيهَا فقالتْ الجارية لأبيها : مَا أحسبك إلا قَدْ ضيّعتَ إبلك العشيّة إذ وكلتها إلى حيّة فخرج فِي آثار إبله فوجده مستلقياً فِي ظلّ شجرة وهو يقول من السريع : .
يَا رُبَّ شجوٍ لَكَ فِي الحاضرِ ... تذْكُرُها وأنتَ فِي الصادِرِ .
من كلّ بيضاء لَهَا كعُبٌ ... مثل سنام البكرة المائِر .
فقال الشيخ : إنّ لَهَذا شأناً ! .
وانصرف فقال لقومه : اعلموا أنّ هَذَا العبد قَدْ فضحكم وأنشدهم الشعر فقالوا : اقتله فنحن طوعك ! .
فلمّا جاءهم وثبوا عَلَيْهِ فقالوا لَهُ : قلت وفعلت ! .
فقال لهم : دَعُوني إلى غد أعْذُرُها عند أهل الماء قالوا : هَذَا صواب . فأتى عَلَى موعد منها فأخذوه فقتلوه فنادى : يَا أهل الماء مَا فيكم امرأة إلاّ قَدْ أصبْتُها إلاّ فلانة فإنّي عَلَى موعدٍ منها ! .
ولمّا قدموه ليُقتَل قال من الكامل : .
شُدّوا وثاق العبد لا يَفْلِتْكُمُ ... إنّ الحياة من الممات قريبُ .
فلقد تَحَدَّرَ من جَبِينِ فَتاتكم ... عَرَقٌ عَلَى جَنْبِ الفِراش رطِيبُ .
وَكَانَ سحيم فِي لسانه عُجْمَةٌ فإذا أنشد واستحسن قال : أهَّنك والله ! .
يريد : أحسنْتَ والله .
أمير دمشق .
سختكين شهاب الدولة . ولي إمرة دمشق للظاهر خليفة مصر . ومات بدمشق فِي قصر السلطان سنة أربع عشرة وأربع مائة .
الألقاب .
السخاوي : علم الدين عليّ بن محمّد بن عبد الصمد .
السختياني : اسمه أيّوب .
ابن السداد : زين الدين عليّ بن يحيى .
الطاهر الجزري .
سداد بن إبراهيم أبو النجيب الجزري الملقّب بالطاهر شاعر مدح المهلّبي وزير معزّ الدولة ومدح عضد الدولة . روى عنه أبو القاسم عليّ بن المحسّن التنوخي ومحمّد بن وشاح الزينبي . قال محب الدين ابن النجار : رأيت اسمه بالسين وبخطّ أبي الحسين هلال بن الصابئ الكاتب وأورد لَهُ من الكامل : .
أفسدتُمُ نظري عليّ فما أرى ... مذ غِبْتُمُ حُسناً إلى أن تَقْدَموا .
فَدَعوا غَرامي لَيْسَ يُمكنُ أن تَرَى ... عَيْنُ الرِضَى والسُخْطِ أحَسَنَ منكُمُ .
وَلَهُ أيضاً من الوافر : .
أرى جِيلَ التصَوُّفِ شَرَّ جِيلٍ ... فقُلْ لَهُم وأهْوِنْ بالحُلولِ .
أقال الله حينَ عشِقُتُمُوهُ ... كُلوا أكْلَ البَهائِمِ وَارْقُصُوا لي .
سُدَيدِسَةُ الأنصاريَة الصحابيّة . قالت : سمعت رسول الله A يقول : مَا رأى الشيطان عمر إلاّ خَرَ لوجهه . روى عنها سالم تُعدُّ فِي أهل المدينة .
سُديف بن ميمون المكّي الشاعر مولى آل أبي لهب . كَانَ شديدَ السواد أعرابيّاً بدوياً . وهو الَّذِي حرَض السفّاح عَلَى قتل مَنْ كَانَ فِي محبسه من بَيْنَ أميّة فقُتلوا . ثمّ دخل عَلَى المنصور فِي خلافته ووجد عنده رجلاً أمويّاً فحرّضه عَلَى قتله بأبيات . منها من البسيط .
يَا راتق الفتق من جِلبابِ دولته ... ومن شَبا قلبه مُسْتَيْقِظْ عاديِ .
أنِّي ومِن أينَ لي فِي كُلَّ نائِبَةٍ ... مَوْلى كأنتَ لإصدارِ وإيرادِ .
لا تُبْقِ من عبد شمس حيّةً ذكراً ... تَسْعَى إليك بإرصادٍ وإلحادِ .
جددلهم رأي عزم منك مصطلم ... يكون منه عبادياً على الهادي .
ولا تقيلن منهم كثرة أحداً ... فكلهم وفتاهم حية الوادي .
وهل يُعلِّمُ هِمّاً خمرة حَدَثٌ ... عَبْدٌ ومَولاهُ نحريرُ بِهَا هادي .
آليت لو أنّ لي بالقوم مقدرةً ... لما بَقَى حاضرٌ منهم ولا بادي