وكان أبو نصر الوزير المذكور قليل الألفاظ جافي الأقوال دقيق الخط منتظمه قصير التوقيع مختصره كثير النشر مخوف البطش شديد التأوّل في المعاملات والميل إلى المصادرات . وكان أبو نصر بشر بن هارون النصراني كثير الهجر للوزراء والرؤساء فممّا هجا به أبا نصر سابور قوله من الكامل : .
سابورُ ويَحك ما أخسَّ ... كَ ما أخَصَّكَ بالعيوبِ .
وأَكدَّ وجهك بالشنا ... ة للعون وللقلوبِ .
وَجْهٌ قَبيحٌ في التبسّ ... مِ كيف يَحْسُنُ قي القُطوبِ .
ودخل عليه أبو الفرج الببغاء وقد نُثرت عليه دنانير ودراهم فأنشدنه بدنيهاً من الكامل : .
نَثَروا الجواهر واللُجين وليس لي ... شيءٌ عليك سوى المدائح أنثرُ .
فَقَصائِدٌ كالدّرِّ إنْ هي أُنشِدَتْ ... وَثَناً إذا ما فاح فهْو العنبرُ .
ولمحمّد بن أحمد الحرون فيه قصيدة منها من البسيط : .
لو أنصَفَ الدَهرُ أوْ لانَت مَعاطِفُهُ ... أصبحْتُ عندك ذات خَيلٍ وذا خولِ .
لله لؤلؤ ألفاظٍ تَساقَطَها ... لو كنّ للغِيدِ ما استأنسن بالعطَلِ .
ومن عيونِ معانٍ لو كُحِلْنَ بها ... بُخلَ العيون لأغناها عن الكحلِ .
وكتب إليه أبو إسحاق الصابي وقد أُعيدَ إلى الوزارة من الكامل : .
قد كنتَ طلّقتَ الوِزارةَ بعدما ... زَلَّتْ بها قَدَمٌ وساءَ صنيعُها .
فغَدَتْ بغيرك تستحلّ ضرورةً ... كيما يحلّ إلى ثراك رجوعُها .
فالآنَ قد عادت وآلت حلفةً ... أنْ لا يبيتَ سواك وهُو ضجيعها .
الطبيب .
سابور بن سهل كان ملازماً بيمارستان جند يسابور يعالج المرضى به وكان فاضلاً عالماً بقوى الأدوية المفردة وتركيبها تقدّم عند المتوكّل وعند من كان بعده من الخلفاء وتوفيّ في أيّام المهتدي سنة خمس وخمسين ومائتين وله كتاب الانقراباذين الكبير المشهور جعله سبعة عشر باباً وهو الذي كان المعوّل عليه في البيمارستانات ودكاكين الصيادلة خصوصاً قبل ظهور الأنقراباذين الذين صنّفه أمين الدولة ابن التلميذ وكتاب قوى الأطعمة كتاب الردّ على حنين في كتابه في الفرق بين الغذاء والدواء المسهل والقول في النوم واليقظة وكتاب إبدال الأدوية .
أبو منصور التركي النحوي .
ساتكين بن أرسلان أبو منصور التركي المالكي النحوي له مقدّمة في النحو توفّي بالقدس سنة سبع وثمانين وأربع مائة .
الألقاب .
ابن الساربان : علي بن أيّوب .
سارق الدرعين : صحابي هو أبو طعمة بشير .
ابن سارة : الشاعر اسمه عبد الله بن محمّد بن سارة .
أبو زنيم الصحابي .
سارية بن زنيم بن عمرو أبو زنيم الدؤلي ويقال : الأسدي له صحبة وهو الذي ناداه عمر بن الخطّاب من منبر رسول الله A بالمدينة وهو بفارس : يا سارية الجبلَ : ثلاثاً وكان سارية أمير الجيش بفارس في حصار فساوَدَرابِجرد وكانوا في صحراء والعدوّ كثير وخافوا أن يحيطوا بهم فسمعوا صوت عمر فاسندوا ظهورهم إلى الجبل فحصل الفتح وكان عمر خرج يوم الجمعة إلى الصلاة فصعد المنبر ثم صاح : يا سارية بن زنيم الجبل : يا سارية بن زنيم الجبل ظلم من استرعى الذئبَ الغنمَ ! .
ثم خطب حتَى فرغ فجاء كتاب سارية إلى عمر : إنّ الله فتح علينا يوم الجمعة لساعة كذا وكذا - لتلك الساعة التي خرج فيها عمر فتكلّم على المنبر - فسمعتُ صوتاً : يا سارية الجبل ! .
يا سارية الجبل ! .
ظلم من استرعى الذئبَ الغنمَ فعلوت بأصحابي الجبل ونحن قبل ذلك في بطن واد ونحن محاصر والعدوّ ففتح الله علينا فقيل لعمر بن الخطّاب : ما ذلك الكلام ؟ فقال : والله ما ألقيت له بالاً شيءٌ أتى على لساني . وكانت لسارية دار بدمشق في درب الأسديَين وقال ابن سعد : كان خليعاً في الجاهليّة وكان أشدّ الناس حُضراً على رجليه ثمّ أسلم فحسن إسلامه - الخليع : اللصّ السريع العدو الكثير الغارة ويُروَى له - أو لأخيه أنس - وهو أصدق بيت قالته العرب : من الطويل : .
فما حَمَلتْ من ناقةٍ فوقَ رَحلِها ... أبرَّ وأوفى ذِمّةً من محمّدِ .
الألقاب .
ابن الساعاتي : الشاعر اسمه عليّ بن محمّد بن رستم