زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن - ثلاثة - ابن سعيد ابن عصمة بن حمير بن الحارث الأصغر تاج الدين أبو اليمن الكندي النحوي اللغوي الحافظ المحدّث وُلد ببغداد سنة عشرين وخمس مائة وتوفّي سنة ثلاث عشرة وستّ مائة حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وأكمل القراآت العشر وهو ابن عشر وكان أعلى أهل الأرض إسناداً في القرآات قال الشيخ شمس الدين : فإنّي لا أعلم أحداً من الأمّة عاش بعد ما قرأ القرآن ثلاثاً وثمانين سنةً غيرَه هذا مع أنّه قرأ على أسند شيوخ العصر بالعراق ولم يبق أحد ممّن قرأ عليه بَقاءَه . قرأ القرآات المشهورة على شيخه معلّمه وأستاذه الإمام أبي محمّد سبط أبي منصور الخياط أفاده وحرص عليه في صغره وسمع الحديث من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي وأبي القاسم هبة الله بن البطر وأبي منصور القزّار ومحمّد بن أحمد بن توبة وأخيه عبد الجبّار وأبي القاسم ابن السمرقندي وأبي الفتح ابن البيضاوي وطلحة بن عبد السلام الروماني ويحيى بن عليّ بن الطرّاحم وأبي الحسن بن عبد السلام وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف والحسين بن علي سبط الخيّاط والمبارك بن نعوبا وعليّ بن عبد السيّد بن الصبّاغ وعبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وسعد الخير الأنصاري وطائفة سواهم . وله مشيخة في أربعة أجزاء خرّجها له أبو القاسم ابن عساكر وقرأ النحو على ابن الشجري وابن الخشّاب وشيخِه أبي محمّد سبط الخيّاط وأخذ اللغة عن موهوب الجواليقي . وقدم دمشق في شبيبة وسمع بها من المشائخ وبمصره وسكن دمشق ونال بها الحشمة الوافرة والتقدّم وازدحم الطلبةُ عليه وكان حنبليّاً فصار حنفيّاً تقدّم في مذهب أبي خنيفة وأفتى ودرّس وصنّف وأقرأ القرآات والنحو واللغة الشعر وكان صحيح السماع ثقةً في النقل ظريفاً في العشرة طيّب المزاج قرأ عليه جماعة وآخِرُ مَنْ روى عنه بالإجازة أبو حفص ابن القوّاس ثم أبو حفص عمر بن إبراهيم العقيمي الأديب . واستوزره فّرُّخْشاه ثم بعد ذلك اتصل بأخيه تقي الدين عمر صاحب حماة واختصّ به وكثرت أمواله وكان المعظّم عيسى يقرأ عليه دائماً قرأ عليه سيبويه فصّاً وشرحه والحماسة والإيضاح وشيئاً كثيراً كان يأتي من القلعة ما شياً إلى درب العجم والمجلّد تحت إبطه واشتمل عليه فرخشاه وابنه الملك الأمجد ثم تردّد إليه بدمشق الملك الأفضل وأخوه الملك المحسّن . ولمّا مات خامس ساعة يوم الاثنين سادس شوّال في التأريخ المقدّم صلىّ عليه العصر بجامع دمشق ودُفن بتربته بسفح قاسيون وعقد العزاء له تحت النسر يومين وانقطع بموته إسناد عظيم .
وفيه يقول الشيخ علم الدين السخاوي من الرمل : .
لم يكن في عصر عمرٍ مثله ... وكذا الكنديّ في آخر عصرِ .
فهما زيد وعمرو إنّما ... بُنيَ النحو على زيد وعمرِو .
وفيه يقول أيضاً ابن الدهّان من البسيط : .
يا زيدُ زادَك زَبّي من مواهبه ... نُعمَي يُقصِّرُ عن إدراكها الأملُ .
لا غيرّ الله حالاً قد حباك بها ... ما دار بين النحاة الحال والبدلُ .
النحوُ أنت احقّ العالمين به ... لأنَّ باسمِك فيه يُضرَب المَثَلُ