زبن الطبري قال ابن أبي أصيبعة في تاريخه : قال الصاحب جمال الدين ابن القفطي في كتابه : إن هذا زبن الطبري كان يهودياً طبيباً منجماً من أهل طبرستان . وكان متميزاً في الطب عالماً بالهندسة وأنواع الرياضة وحل كتباً حكمية من لغة أخرى . قال وكان ولده علي بن زبن طبيباً مشهوراً انتقل إلى العراق وسكن سر من رأى . وزبن هذا كان له تقدم في علم اليهود . وسئل أبو معشر عن مطارح الشعاع فذكرها وساق الحديث إلى أن قال : إن المترجمين لنسخ المجسطي المخرجة من لغة يونان ما ذكروا الشعاع ولا مطارحه ولا يوجد ذلك إلا في النسخة التي ترجمها زبن الطبري ولم يوجد في النسخ القديمة مطرح شعاع بطليموس ولم يعرفه ثابت ولا حنين القلوسي ولا الكندي ولا أحد من هؤلاء التراجمة الكبار ولا أحد من ولد نوبخت .
زبيب التميمي .
زبيب بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وبعدها ياء آخر الحروف بين الباءين بن ثعلبة بن عمرو التميمي وقد يقال بضم الزاي وبعدها نون وياء آخر الحروف وباء موحدة .
كان ينزل البادية على طريق الناس إلى مكة من الطائف ومن البصرة .
حديثه عند عمار بن شعيث بن عبد الله بن زبيب عن أبيه عن جده عن النبي A أنه قضى باليمين مع الشاهد . لم يرو عنه إلا ابنه عبد الله ويقال عبيد الله .
وله حديث حسن قال : بعث رسول الله A جيشاً إلى بني العنبر فأخذوهم بركبة من ناحية الطائف فاستاقوهم إلى نبي الله A .
قال الزبيب : فركبت بكرة من إبلي فسبقتهم إلى النبي A بثلاثة أيام فقلت : السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته أتانا جندك فأخذونا وقد كنا أسلمنا وخضرمنا آذان النعم .
وذكر تمام الخبر وفيه أنه شهد له شاهد واحد على إسلامهم فأحلفه مع شاهده ورد إليهم ذراريهم ونصف أموالهم .
ابن زبلاق محيي الدين : يوسف بن يوسف بن يوسف .
زبيدة .
زوجة الرشيد .
زبيدة بنت جعفر بن المنصور زوج الرشيد أم ولده محمد الأمين اسمها أمة العزيز وكنيتها أم جعفر الهاشمية العباسية . قيل لم تلد عباسية خليفة قط إلا هي .
وكان لها حرمة عظيمة وبر وصدقات وآثار حميدة في طريق الحج . ولقبها جدها المنصور زبيدة لبضاضتها ونضارتها . أنفقت في حجها بضعاً وخمسين ألف ألف درهم .
وكان في قصرها من الخدم والحشم والآلات والأموال ما يقصر عنه الوصف . من جملة ذلك مائة جارية كل منهن يحفظ القرآن وكان يسمع من قصرها مثل دوي النحل من القراءة .
ولم تزل زين نساء الوقت بالعراق في أيام زوجها وولدها وأيام ابن زوجها المأمون . وتوفيت سنة ست وعشرين ومائتين . وهي التي سقت أهل مكة بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار .
وأسالت الماء عشرة أميال تخط الجبال وتجوب الصخر حتى غلغلته في الحل إلى الحرم .
وعملت عقبة البستان فقال وكيلها : يلزمك نفقة كبيرة .
فقالت : اعملها ولو كانت ضربة الفأس بدينار .
ولما دخل المأمون بغداد دخلت زبيدة عليه وقالت : أهنئك بخلافة قد هنأت بها نفسي عنك قبل لقائك .
ولئن كنت فقدت ابناً خليفة ولدته فقد عوضني الله خليفة لم ألده . وما خسر من اعتاض مثلك ولا ثكلت أم ملأت راحتيها منك .
وأنا أسأل الله أجراً على ما أخذ وإمتاعاً بما عوض . فقال المأمون : ما يلد النساء مثل هذه فما أبقت بعد هذا الكلام لبلغاء الرجال وحشا فاها دراً .
كتب إلي القاضي العلامة شهاب الدين أحمد بن فضل الله ملغزاً في اسم زبيدة : من الخفيف .
أيها الفاضل الذي حاز فضلاً ... ما عليه لمثله من مزيد .
قد تدانى عبد الرحيم لديه ... وتناءى لديه عبد الحميد .
أي شيء سمي به ذات حجب ... تائه بالإماء أو بالبعيد .
هو وصف لذات ستر مصون ... وهي لم تخف في جميع الوجود .
قد مضى حينها بها ليس تأتي ... وهي تأتي مع الربيع الجديد .
وهو مما يبشر الناس طرا ... منه مأتى وكثرة في العديد .
وحليم أراده لا لذات ... بل لشيء سواه في المقصود .
ذاك من ارتجاه سفيه ... وهو شيء مخصص بالرشيد .
فكتبت الجواب إليه على ذلك : من الخفيف .
يا فريداً ألفاظه كالفريد ... ومجيداً قد فاق عبد المجيد