دريد بن الصمة أبو قرة الهوازني الجشمي واسم الصمة معاوية . وفد على الحارث بن أبي شمر . ويعد من شعراء العرب وشجعانها وذوي أسنانها . عاش نحواً من ماءتي سنة حتى سقط حاجباه على عينيه .
وخرجت به هوازن يوم حنين تتيمن برأيه فقتل كافراً . ولما انهزم المشركون أدرك ربيعة بن رفيع السلمي دريد بن الصمة فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه امرأة لأنه كان في شجار له . فأناخ به فإذا شيخ كبير ابن مائتي سنة والغلام لا يعرفه . فقال له دريد : ما تريد إلى الكبير المرعش الفاني الأدرد ؟ فقال الفتى : ما أريد إلى غيره ممن هو على مثل دينه . فقال له دريد : ومن أنت ؟ قال : أنا ربيعة بن رفيع السلمي . وضربه بسيفه فلم يغن شيئاً فقال له دريد : بئس ما سلحتك أمك خذ سيفي من وراء الرحل في الشجار فاضرب به وارفع عن العظام واخفض عن الدماغ فإني كذلك كنت أفعل بالرجال . فإذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة فرب يوم قد منعت فيه نساءك .
فزعمت بنو سليم أن ربيعة لما ضربه تكشف للموت فإذا عجانه وبطون فخذيه مثل القراطيس من ركوب الخيل . فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتل دريد فقالت : واله لقد أعتق أمهات لك ثلاثاُ في غداة واحدة وجز ناصية أبيك . قال الفتى : لم أشعر وقال عمرة بنت دريد ترثيه : .
جزى عنا الإله بني سليم ... وأعقبهم بما فعلوا عقاق .
وأسقانا إذا سرنا إليهم ... دماء خيارهم عند التلاقي .
فرب عظيمة دافعت عنهم ... وقد بلغت نفوسهم التراقي .
ورب كريهة أعتقت منهم ... وأخرى قد فككت من لوثاق .
ورب منوهٍ بك من سايم ... أجبت وقد دعاك بلا رماق .
لعمرك ما خشيت على دريد ... ببطن سميرة جيش العتاق .
وقال ترثيه أيضاً : .
قالوا قتلنا دريداً قلت قد صدقوا ... وظل دمعي على الخدين ينحدر .
لولا الذي قهر الأقوام كلهم ... رأت سليم وكعب كيف تقتدر .
إذا لصبحهم منا وظاهرهم ... حيث استقلت نواهم جحفل زفر .
الألقاب .
ابن دريد اللغوي : اسمه محمد بن الحسن 794 .
ابن درهم : تاج الدين علي بن محمد بن عبد العزيز .
الدسكري : أحمد بن عبيدة 3102 .
الدسكري : يوسف بن صالح .
الدشتي : أحمد بن محمد بن أبي القاسم 3510 .
الدشناوي : تاج الدين محمد بن أحمد 513 .
ابن درشينة البعلبكي : أبو بكر بن أحمد .
الخزاعي الشاعر .
دعبل بن علي أبو علي الخزاعي الشاعر المشهور . له شعر رائق صنف كتاباً في طبقات الشعراء . قال : إن أصله من الكوفة وقيل من قرقيسيا وكان أكثر مقامه ببغداد . وسفر إلى غيرها من البلاد وقدم دمشق ومدح نوح بن عمرو بن حوي السكسكي بعدة قصائد . وخرج منها إلى مصر .
وقيل : إن اسمه محمد وكنيته أبو جعفر ودعبل لفب له ويقال الدعبل للبعير المسن ويقال : الشيء القديم .
وخرج إلى خراسان ونادم عبد الله بن طاهر . قال أبو سعيد ابن يونس : قدم إلى مصر هاراً من المأمون لهجو هجاه به . وخرج منها إلى المغرب إلى الأغلب . قال الخطيب : وعاد إلى بغداد بعد ذلك وكان خبيث اللسان قبيح الهجاء وقيل كان أطرش في قفاه سلعة . واسمه الحسن وقيل عبد الرحمن وقيل محمد وكنيته أبو جعفر .
ولد سنة ثمان وأرعين ومائة وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين وله سبع وتسعون سنة . وقيل قتله المعتصم سنة عشرين . وقيل هجا مالك بن طوق فجهز عليه من ضربه بعكازة مسمومة في قدمه فمات من ذلك بعد يوم . ولقبته دابته لدعابته التي كانت فيه . قال أبو شامة : وكان مداحاً لآل رسول الله A هجاء لبني العباس وغيرهم .
أنشد المأمون من شعره : .
سقياً ورعياً لأيام الصبابات ... أيام أرفل في أثواب لذاتي .
أيام غصني رطيب من لدونته ... أصبو إلى غير كناتي وجاراتي .
دع عنك ذكر زمان فات مطلبه ... واقذف في متن الجهالات .
واقصد بكل مديح أنت قائله ... نحو الهداة بني بيت الكرامات .
فلما أتى على القصيدة قال : لله دره ! .
ما أغوصه وانصفه واوصفه .
ثم قال : إنه وجد والله مقالاً فقال .
وقيل : إن المأمون أقبل يجمع الآثار في فضائل آل رسول الله A فانتهى إليه فيما انتهى من فضائلهم قول دعبل :