خيل صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ ... تحت العجاج وأخرى تعلك اللُّجما .
وقال أبو الطيب اللّغويّ : كان خلف الأحمر يصنع الشعر وينسبه إلى العرب فلا يعرف . ثم نسك وكان يختم القرآن كلّ يوم وليلة . وبذل له بعض الملوك العظماء مالاً عظيماً على أن يتكلم في بيت شعر شكوّا فيه فأبى ذلك وقال : قد مضى لي فيه ما لا أحتاج أن أزيد عليه . وكان قد قرأ أهل الكوفة عليه أشعارهم فكانوا يقصدونه لما مات حماد الراوية . فلما نسك خرج إلى أهل الكوفة يعرِّفهم الأشعار التي أدخلها في أشعار الناس فقالوا له : أنت كنت عندنا في ذلك الوقت أوثق منك الساعة فبقي ذلك في روايتهم إلى الآن . وله من التصانيف : كتاب جنات العرب وما قيل فيها من الشعر . وكان خلف قد قال لأبي نواس : ارثني وأنا حيّ حتى أسمع فقال : من الرجز .
لو كان حيٌّ وائلاً من التَّلف ... لوألت شغواء في أعلى شعف .
وهي مشهورة في ديوانه فاستجودها وقال : مليحة إلا أنها رجز وأحب أن تكون قصيدة . فقال : أنا أنظم هذه المعاني قصيدة فقال : من المنسرح .
لا تئل العصم في الهضاب ولا ... شغواء تغذو فرخين في لجف .
منها : .
لما رأيت المنون آخذةً ... كلّ شديدٍ وكلّ ذي ضعف .
بتُّ أعزِّي الفؤاد عن خلفٍ ... وبات دمعي إلاَّ يفض يكف .
إنسى الرزايا ميتٌ فجعت به ... أمس رهين التراب في جدف .
وكان ممّن مضى لنا خلفاً ... فليس منه إذ بان من خلف .
أبو عبد الرحمن الكوفي .
خلف بن تميم بن أبي عتّاب مالك أبو عبد الرحمن الكوفي نزيل المصّيصة . روى عن سفيان وزائدة وأبي بكر النَّهشلي وإسرائيل وجماعة . وروى عنه أبو إسحق الفزاري مع تقدُّمه وأحمد بن الخليل البرجلاني وأحمد بن بكرويه البالسي والحسن بن الصّباح البزاز وعباس الدّوري وغيرهم . وقال ابن شيبة : ثقة صدوق أحد النُّسّاك المجاهدين صحب إبراهيم بن أدهم . وقال أبو حاتم : ثقة . وقال ابن سعد : توفي سنة ثلاث عشرة بالمصيصة . وقال أبو مسلم النهشلي وغيره : توفي سنة ستٍ ومائتين وروى له النسائيّ وابن ماجة .
ابن أيوب الحنفي .
خلف بن أيّوب الفقيه أبو سعيد العامريّ البخليّ الحنفيّ مفتي أهل بلخ وزاهدهم وعابدهم . أخذ الفقه عن أبي يوسف وقيل أنه أدرك محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وتفقّه عليه . وسمع منه ومن عوف الأعرابي ومعمر وإبراهيم بن أدهم وصحبه مدة . روى عنه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو كريب وعليّ بن سلمة وجماعة . وكان من أعلام الأئمة جاء إليه أسد بن نوح السَّامانيّ صاحب بلخ وتحيَّن مجيئه إلى الجمعة فلما رآه ترجَّل وقصده . فقعد خلف وغطى وجهه . فقال : السلام عليكم فأجاب ولم يرفع رأسه . فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء وقال : اللهمّ إنّ هذا العبد الصّالح يبغضنا فيك ونحن نحبّه فيك ثم ركب ومرّ فأخبر بعد ذلك أنه مرض فعاده الأمير وقال له : هل لك من حاجة ؟ قال : نعم أن لا تعود إليّ وإن متّ فلا تصلِّ عليّ وعليك السواد . فلما توفي شهد جنازته راجلاً ونزع السّواد وصلّى عليه فسمع صوتاً بالليل : بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتتت الدولة في عقبك . وتوفيخلفسنة خمس عشرة ومائتين وروى له الترمذي .
الأشجعي .
خلف بن خليفة بن صاعد أبو أحمد الأشجعيّ مولاهم نزيل واسط ثم بغداد وهو كوفيّ من بقايا صغار التابعين رأى عمرو بن حريب Bه ورآه أحمد بن حنبل . قال ابن سعد : تغيَّر قبل موته واختلط . قيل أنه جاوز المائة وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة وروى له الأربعة ومسلم متابعةً .
المقرىء البزّاز