خديجة السِّت النبوية باب جوهر ابنة المستعصم . ماتت ببغداد واحتفل الأعيان بجنازتها وتذكّروا أيام والدها وبكوا . وكثرت النوائح والنوادب ورفعت الطّرحات وجلس صاحب الديوان في العزاء على الأرض سنة ست وسبعين وست مائة .
بنت عم محيى الدين ابن الزّكي .
خديجة بنت الحسن بن علي بن عبد العزيز أم البقاء القرشية الدّمشقية . كانت صالحة زاهدة تحفظ القرآن وتشتغل بالفقه وهي بنت عم القاضي محيى الدين بن الزّكي . سمعت من أحمد بن الموازيني . وهي عمة والد المعين القرشي المحدِّث . توفيت سنة إحدى وأربعين وست مائة . قال الشيخ شمس الدين : حدّثنا عنها بالإجازة أبو المعالي ابن البالسي .
بنت الغبيري .
خديجة بنت أحمد بن الحسن بن عبد الكريم النّهروانيّ ابن الغبيري فخر النِّساء . سمعت أباها وأبا عبد الله الحسين النّعالي وعمّرت حتى حدَّثت بالكثير . وكان سماعها صحيحاً وكانت صالحة متدينِّة . روى عنها جماعة وتوفيت رحمها الله تعالى سنة سبعين وخمس مائة .
السُّلجوقية .
خديجة بنت داود بن ميكائيل بن سلجوق المدعوة ارسلان خاتون ابنة أخي السّلطان طغرل بك . تزوجها الإمام القائم بن القادر في بيت الجودانك من دار الخلافة على صداق مبلغ مائة ألف دينار . وحضر العقد عميد الملك وزير السّلطان والأمائل والأعيان . وخطب رئيس الرؤساء خطبة النكاح سنة ثمان وأربعين وأربع مائةٍ ونقل الجهاز وفيه من الجواهر اليتيمة وأواني الذَّهب المرصَّعة بالجواهر والخركاوات الديباج الروميّ المزركش منسوجة بالحبّ الكبار . ونثر رئيس الرؤساء عند ذلك شيئاً كثيراً من الذهب والفضَّة . وتوجهت أم الإمام القائم في الماء إلى دار المملكة إليها وأتت بها في عماريّة مجلَّلة بالأطلس المرصَّع بقطع الفيروزج وفي خدمتها ثمانون جارية تركيةً على رؤوسهن القلانس والتيجان وفي أوساطهن المناطق الذهب وعليهم أقبية الدّيباج المذهبة . فلما دخلت على الخليفة قبلت الأرض دفعاتٍ بين يديه . فاستدناها إليه وجعلها إلى جانبه وطرح عليها فرجيّة كانت عليه مطمومة بالذهب . وألبسها تاجاً مرصّعاً وأعطاها من الغد مائة ثوب ديباج بالذهب والفضة وطاسة من الذهب قد بيّت فيها قطع الياقوت والفيروزج والبلخش وعقداً من الحب الكبار . وأقامت عنده نحواً من ثمان سنين ثم طلبت الخروج إلى خراسان مع عمها وذكرت أنها قد أسقطت . فخرجت معه ومات بالرِّي ثم عادت إلى بغداد وأقامت مع القائم إلى أن توفي C . ثم تزوجت بالأمير علي بن فرامرز بن أبي جعفر بن كاكويه سنة تسع وستين وأربع مائة . ولما كانت في عصمة القائم جرى بينهما أمر فحضر الوزير الكندي ووقف على باب النّوبي وأعطى ابن بكران الحاجب مكتوباً وقال : أوصله إلى أمير المؤمنين وآتني بالجواب سرعة فأنا على السَّرج لا أنزل . وكان فيه مكتوب : يقول لك سلطان العالم أراد به طغرلبك ما أكرمناك بكريمتنا طمعاً في ملبوسك ومأكولك ولكننا أكرمناك بكريمتنا لتكون معها كما يكون الرجلمع زوجته وإلا فخلّ سبيلها . فكتب الخليفة الجواب : من الخفيف .
ذهبت شرَّتي وولَّى الغرام ... وارتجاع الشّباب ما لا يرام .
أوهنت مني اللّيالي جليداً ... واللّيالي يضعفن والأيّام .
فعلى ما عهدته من شبابي ... وعلى الغانيات مني السّلام .
بنت المأمون .
خديجة بنت أمير المؤمنين عبد الله المأمون . غنّت شارية يوماً بين يدي المتوكل شعر خديجة هذه فطرب له وسأل لمن هو وأقسم عليها . فقالت : لخديجة بنت المأمون وهو : من السريع .
بالله قولوا لي لمن ذا الرَّشا ... المثقل الرِّدف الهضيم الحشا .
أظرف ما كان إذا ما صحا ... وأملح الناس إذا ما انتشى .
وقد بنى برج حمامٍ له ... أرسل فيه طائراً مرعشا .
يا ليتني كنت حماماً له ... أو باشقاً يفعل بي ما يشا .
لو لبس القوهيَّ من رقَّةٍ ... أوجعه القوهيُّ أو خدَّشا .
المغربيّة .
خدُّوج قال ابن رشيق في الأنموذج : هذه امرأة من أهل رصفة بساحل البحر . اسمها خديجة بنت أحمد بن كلثوم المعافريّ وهي شاعرة حاذقة مشهورة بذلك في شبيبتها . وقد أسنَّت الآن وكفَّت عن كثير من ذلك . وأورد لها قولها : من الخفيف