فعوّض عن شعري بشعرٍ وزادني ... عطاه فهذا رأس مالي وذا ربحي .
لفظت ملوك الأرض حتى رأيته ... فكنت كمن شقّ الظّلام إلى الصّبح .
قال : وكان أبوه يشعر أيضاً وساد في أيام الداعي عليّ بن محمدٍ الصّليحي .
وكتب ولده الحسين هذا على طريق ابن مقلة وحكاه وكان شاعراً مترسلاً يكتب عن الحرّة وأورد له من شعره قوله : من البسيط .
مشهّر الفضل إن شمس الضُّحى احتجبت ... عن العيون اضاء الأفق سودده .
مات الكرام فأحيتهم مآثره ... كأنَّ مبعث أهل الفضل مولده .
لولا المخافة من أن لا تدوم له ... إرادة البذل أعطت نفسها يده .
كأنه خاف أن ينسى السّماح فما ... يزال منه له درسٌ يردِّده .
منها : .
الموقدون إذا باتو فواضل ما ... بات الطِّعان بأيديهم يقصّده .
بكلِّ عضبٍ تخرُّ الهام ساجدةً ... إذا رأته كأنَّ الهام تعبده .
ومنه يمدح عبد الواحد بن بشارة : من الكامل .
ولئن ذكرت هوى الظعائن جملةً ... فالقصد صاحبة البعير الواحد .
وكما يعدُّ الأكرمون جماعةً ... والواحد المرجوُّ عبد الواحد .
ومنه : من الطويل .
معاليك لا ما شيَّدته الأوائل ... ومجدك لا ما قاله فيك قائل .
وما السَّعد إلاَّ يمَّمت قاصداً ... وما النَّصر إلاَّ حيث ينزل نازل .
إذا رمت صيداً فالملوك طرائدٌ ... أمامك تسعى والرِّماح أجادل .
ومذ رمت إيراد العوالي تيقَّنت ... نفوس الأعادي أنهنَّ مناهل .
وقد عشقت أسيافك الهام منهم ... فكلُّ حسامٍ مرهف الحدِّ ناحل .
مليكٌ يفضُّ الجيش والجيش حافلٌ ... ويخجل صوب المزن والمزن هاطل .
سحابٌ غواديه لجينٌ وعسجدٌ ... وليث عواديه قناً وقنابل .
توقَّى الأعادي بأسه وهو باسمٌ ... ويرجو الموالى جوده وهو صائل