وخرج منها إلى مدح السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ؛ فقال يصف الأساطيل والسبايا : من الوافر .
لقد جلب الجواري بالجواري ... يمدن بكل قدٍّ مرجحن .
يزيدهم اجتماع الشمل بؤساً ... فمرنانٌ ينوح على مرن .
فما من ظبيةٍ تفدى بليثٍ ... ولا ليثٍ فدا رشأٍ أغن .
قال أبو سالم ابن الزاهد الواعظ الواسطي : كنت جالساً مع ابن رواحة بحماه وإذا قد مر غلامٌ حسن فدعاه فقال : يا فلان ما حملك على جفاء فلان وسمى شخصاً قد مات مع معرفتك بحبه لك ؟ فقال الغلام : إني ندمت بعد ذلك فأنشدني ابن رواحة في الحال لنفسه : من الوافر .
يرق لمن يموت به شهيداً ... ويهجر دائماً أهل البقاء .
لتعلم أنه من حور عدنٍ ... منال وصاله بعد الفناء .
ومن شعر ابن رواحة في مليح يقرأ القرآن : من الطويل .
تلا فدعا قلبي إلى حب وصله ... وعهدي بما يتلوه ينهى عن الحب .
فكيف اصطباري عنه لو كان مسمعي ... غناء الغواني من مقبله العذب .
عماد الدين خطيب فوه .
الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عماد الدين أبو عبد الله القرشي الفوي - بضم الفاء وتشديد الواو - الشافعي خطيب فوه من بلاد مصر .
ولد سنة أربع وستين وخمسمائة وتوفي سنة ست وثلاثين وستمائة . ولي القضاء ببعض الأعمال .
قال الشيخ شمس الدين : وأرسل ولده شيخنا إلى الإسكندرية فسمع الخلعيات من ابن عمار .
وحدث عن الفقيه أبي القاسم عبد الرحمن بن سلامة . وروى عنه الحافظ زكي الدين شيئاً من شعره .
أبو عبد الله الصيرفي .
الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله الصيرفي أبو عبد الله الشاعر المعروف بالنباتي .
صحب أبا نصر بن نباتة الشاعر السعدي ونسب نفسه إليه وروى عنه وعن الملك العزيز أبي منصور بن بويه والوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي وروى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز النديم العكبري . توفي سنة إحدى وأربعين وأربعمائة .
ومن شعره : .
... ... ... ... ... ... ... ... ... .
أبو عبد الله الغزي الشافعي .
الحسين بن عبد الرحمن بن محبوب الأنصاري الغزي أبو عبد الله الفقيه .
أصله من غزة هاشمٍ وولد ببغداد ونشأ بها . وقرأ الفقه على مذهب الشافعي مدة طويلة وسمع الحديث الكثير من أبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني وأبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش وأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وغيرهم وكتب بخطه الكثير .
وكان يورق للناس . وكان صدوقاً مرضي الطريقة محمود السيرة ورعاً زاهداً صابراً على الفقر قانعاً باليسير . توفي سنة إحدى وستين وخمسمائة .
قاضي القضاة ابن شأس .
الحسين بن عبد الرحمن بن شأس قاضي القضاة المالكي تقي الدين .
كان عرافاً بالمذهب جيد النقل علامة لكنه كان مذموم الأحكام متسرعاً سمحاً في التعديل . حدث عن ابن الجميزي وغيره وهو قاضي الديار المصرية . توفي سنة خمس وثمانين وستمائة .
الزلازلي .
الحين بن عبد الرحيم بن الوليد بن عثمان بن جعفر الكلابي المعروف بالزلازلي الشاعر المعروف بأبي الزلازل . توفي في شهر رمضان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة .
أحد الأدباء الفضلاء الشعراء المصنفين . حدث عن جماعة منهم : أبو بكر ابن جعفر الخرائطي وأبو يعقوب النجيرمي .
وصنف كتاب : الأسجاع وهو ما جاء من أخبار العرب مسجوعاً وجود فيه .
ومن شعره : من الخفيف .
عيد يمنٍ مؤكدٌ بأمان ... من تصاريف طارق الحدثان .
جعل الله عيد عامك هذا ... خير عيدٍ يجريه خير زمان .
ثم لا زلت في زمانك في يس ... ر ومن طيب عيشه في أمان .
قلت : شعر نازل .
الجمل .
الحسين بن عبد السلام أبو عبد الله المصري المعروف بالجمل . توفي بمصر سنة ثمان وخمسين ومائتين .
كان مدح المأمون وبني المدبر والطولونية واكتسب منهم مالاً جماً ولم يزل يقول الشعر من أيام الرشيد إلى أيام المعتصم وعلت سنه . وكان نهايةً في الخلاعة وتشتهر نوادره .
وكان ابن أبي دؤاد قد وعده أن يدخله على المأمون فلم يفعل فقال : من الوافر