نذرت دمي فوفت ولم أعلم به ... إن الوفاء سجيةٌ من غادر .
قلت : شعر متوسط .
أبو علي بن طوق .
الحسن بن محمد بن علي بن طوق أبو علي بن أبي البركات الكاتب .
تفقه للشافعي بالنظامية ببغداد وسمع البخاري على أبي الوقت السجزي وتأدب وقال الشعر . وولي النظر في العقار الخاص وديوان التركات ثم عزل ولزم بيته إلى أن مات سنة ست وتسعين وخمسمائة .
وكان سيئ الطريقة مذموم السيرة رديء الأفعال . وكان مليح الشيبة حسن الوجه نظيفاً ظريفاً لباساً متنعماً .
وكان لا يتجاسر على الظهور من بيته بعد عزله . وكان مع جنازته حراس وأعوان يحفظونها من العوام ؛ فقال مجنون : خرب الله بيوتهم هلا حفظوه بعد دفنه من الزبانية .
الزعفراني الشافعي .
الحسن بن محمد بن الصباح أبو علي الزعفراني نسبة إلى الزعفرانية قرية قريب بغداد . والمحلة التي ببغداد وتسمى بدرب الزعفراني منسوبةٌ إلى هذا الإمام لأنه أقام بها .
وكان أبو علي هذا صاحب الإمام الشافعي برع في الفقه والحديث وصنف فيها كتباً وسار ذكره في الآفاق لزم الشافعي وما حمل أحدٌ محبرةً إلا وللشافعي عليه منة . وكان يتولى القراءة على الشافعي وسمع من سفيان بن عيينة ومن في طبقته مثل : وكيع بن الجراح وعمرو بن الهيثم ويزيد بن هارون وغيرهم .
وهو أحد رواة الأقوال القديمة عن الشافعي ورواتها أربعة : هو وأبو ثور وأحمد بن حنبل والكرابيسي . ورواة الأقوال الجديدة ستة وهم : المزني والربيع بن سليمان الجيزي والربيع بن سليمان المرادي والبويطي وحرملة ويونس بن عبد الأعلى .
وروى عنه الجماعة كلهم سوى مسلم ووثقه النسائي . وتوفي سنة ستين ومائتين .
ابن كسرى المالقي .
الحسن بن محمد بن علي الأنصاري أبو علي المالقي المعروف بابن كسرى .
قال ابن الأبار في تحفة القادم : توفي سنة ثلاث أو أربع وستمائة .
قال في طفل قبله فاحمرت وجنته : من المنسرح .
وا بأبي رائق الشباب رنا ... بهجة خديه ما أميلحها .
كأنني كلما أقبله ... أنفخ في وردة لأفتحها .
وقال : من الطويل .
وخالق بنقصان جميع الورى تسد ... فيا سوء ما تلقاه إن كنت فاضلا .
ألم تر أن البدر يرقب ناقصاً ... ويترك منسياً إذا كان كاملا .
وقال : من المجتث .
يا شاعراً يتسامى ... وجده خلدون .
لم يكف أنك خلٌّ ... إلا بأنك دون .
وقال في راقصة اسمها نزهة وتعرف بيخط الشوق : من الطويل .
يخط يخط الشوق في القلب شخصها ... ففي كل ما تأتيه حسنٌ وتحسين .
وليست تطيق الشين في كل عطفها ... فمن أجل بعد الشين باعدها الشين .
إذا رقصت أبصرت كل بديعة ... ترى ألفاً حيناً وحيناً هي النون .
فيا نزهة الأبصار سميت نزهةً ... لكي يوضح المعنى بيانٌ وتبيين .
والبيت الثالث مأخوذ من قول عبادة بن ماء السماء : من المنسرح .
يعجبني أن تقوم قداما ... بفتل قبل الجفون أكماما .
كأنها في اعتدالها ألفٌ ... ترجع عند انعطافها لاما .
ابن الربيب التاهرتي .
الحسن بن محمد التميمي القاضي التاهرتي المعروف بابن الربيب .
طلب العلم بالقيروان وكان محمد بن جعفر القزاز معيناً به محباً له فبلغ النهاية في الأدب وعلم الخبر والنسب وله في ذلك تأليف مشهور .
وكان يقول الشعر الجيد . توفي سنة عشرين وأربعمائة . وقد جاوز الخمسين وتولى القضاء .
ومن شعره : من الطويل .
فلما التقى الجمعان واستمطر الأسى ... مدامع منا تمطر الموت والدما .
لدى مأتم للبين غنى به الهوى ... بشجوٍ وحن الشوق فيه فأرزما .
تصدت فأشجت ثم صدت فأسلمت ... ضميرك للبلوى عقيلة أسلما .
ومنه يرثي المنصور بن محمد بن أبي العرب : من الكامل .
يا قبر لا تظلم عليه فطالما ... جلى بغرته دجى الإظلام .
أعجب بقبرٍ قيس شبرٍ قد حوى ... ليثاً وبحر ندىً وبدر تمام .
ومنه يرثي جماعةً قتلوا : من الطويل .
وهون وجدي أنهم خمسةٌ مضوا ... وقد أقعصوا خمسين قرماً مسوما