وهو معرفة وضع الخط ورسمه وحذف ما حذف وزيادة ما زيد وإبدال ما أبدل واصطلاح ما تواضع عليه العلماء من أهل العربية والمحدثين والكتاب وهذا الباب جليل في نفسه قلّ من أتقنه والمحدث والمؤرخ شديد الحاجة إليه فاذكر ههنا مهمّ هذا الباب فأقول : اكثر ما تجرى أوضاع الكتابة التي تحتاج إلى البيان في الهمزة والألف والواو والياء وهمزة وصل فهمزة القطع ان كانت مضمومة أو مفتوحة او مكسورة ووقعت في اسم أو فعل أو حرف كتبت ألفاً نحو أحمد وأبلم وأثمد أو أخذ وأكرم واستخرج أو إن ّوأنّ وزاد بعضهم إن جعل علامة الهمزة وحركتها في الضم والفتح من فوق الألف وفي الجرّ من تحت الألف فان وقعت الهمزة حشو فان كانت ساكنة في نفس الكلمة كتبت حرفاً من جنس الحركة التي قبلها نحو سؤر وراس وبئر وأن كانت متحركة فان كان ما قبلها ساكناً كتبت على نحو حركة نفسها نحو ارؤس وارأف واسئر وأن كان ما قبلها متحركاً فان كان مضمومًا أو مفتوحا أو مكسوراً فالمضموم تكتب همزته المفتوحة والمضمومة واواً نحو جُؤَن وذؤوب والمفتوح تكتب همزته على جنس حركة نفسها نحو لؤم وسأل وسئم والمكسور تكتب همزته ياء نحو سيئل وان وقعت الهمزة طرفاً فان كان ما قبلها ساكناً لم تثبت لها صورة نحو الخبء والدفء والجزء وبعضهم كتبها أن وقعت طرفا في المضاف على جنس ما قبلها نحو هذا امرؤ القيس ورأيت امرأ القيس ومررت بامرىء القيس وكذا اتا اتصلت الهمزة المتطرفة بضمير مثل جزؤه ورأيت جزأه ومررت بجزئه وبعضهم حذفها واستغنى بالضبط . فان كانت فاء الفعل همزة واتصلت بكلام قبلها كتبت بعدها على الصورة التي يبتدأ فيها بالهمزة نحو قلت له ايت زيداً والذي اوتمن . وان وقعت الهمزة بعد مدة فان كانت في منصرف كتبت في المنصوب ألفا فتقول لبست قباأ وشريت كساأ بألفين وكتبت في المرفوع والمجرور وغير المنصرف بألف واحدة نحو هذا رداء وسوداء ومررت بكساء وحمراء فان كان الممدود مثنى كتب على ما تلفظ به تقول هذان كساآن واتبعت كسااين وان أضيف الممدود إلى مضمر رفعته بواو ونصبته بألف وجررته بياء فتقول هذا عطاؤك وكملت عطاأك والأحسن حذفها في حالة النصب فتقول كملّت عطاءك وفي الجرّ تقول وصلت إلى عطائك . وأما همزة الوصل فقد حذفت في مواضع منها إذا اتصلت باسم الله تعالى خاصّة نحو باسم الله لكثرة دورها في الكلام ولم يفعلوا ذلك في باقي أسماء الله الحسنى في مثل باسم ربك وباسم الرحمن وأجاز الكسائي الحذف في هذا فان اتصلت بغير الباء لم تحذف كاسم الله ولاسم الله . ومنها همزة إبن إذا ما وقعت بين علمين فتكتب أحمد بن محمد فان كانت بين غير علمين فتكتب كعلم وكنية وبالعكس أو غير الكنية فتكتب محمد ابن أبي بكر ومحمد ابن جمال الدين ومحمد ابن الأمير وغيره وبعضهم أجراها على الحذف في هذه المواطن ولا أرضاه فان وقع ابن أول السطر وهو بين علمين اثبتت ألفه وبعضهم أجراه في ابنة فقال فاطمة بنة محمد ولا أراه لقلته ولا لبأسه .
الألف حذفت في يا حرف النداء نحو يرسول الله لكثرة دوره في الكلام ولم تحذف في يا محمد يا جبال يا رحمان وحذفوا ألف المنادى العلم من أوله نحو يا براهيم يا سماعيل ياسرائيل وحذفوها في الأعلام مثل الحرث وخلد وإبراهيم واسماعيل واسحاق وهارون ومروان وسليمان وعثمان وحذفوها في السموات ومن ثلاثة وثلاثين وثمانية وثمانين وحذفوا ألف الاستفهام في نحو عم وفيم وحمام وألف هؤلاء أولئك وهذا وهذاك وهكذا والسلم ومسئلة والقيامة والملائكة وسبحانه وههنا وحينئذ وليتئذ وساعتئذ وزيدت في الأفعال الماضية والمضارعة المتصلة بالضمائر في مثل قاموا ولم يقوموا فرقاً بين فعل الجماعة والمفرد في مثل هو يغزو ويدعو ويحدو ورأيت جماعة لم يزيدوا هذه الألف وكتبوا قالوا ولم يقولوا بغير ألف فيهما اتكالاً على بيان القرائن من سياق الكلام ولم يثبها المحققون ولكنها في رسم المصحف الكريم وقالوا مائة ومائتان فرقاً بين مئة ومئتين جمع مائة وبين ما ذكر