أنت الهمام الذي آفاق همته ... نجومها لشياطين العداة دحت .
لا أشتهي لعداك الموت عن كثبٍ ... فإن كذن الأسى أكبادهم ذبحت .
بالله أحلف صدقاً ما هم بشرٌ ... لكنهم أكلبٌ في الحي قد نبحت .
يا من إذا حل أرضا أنبتت وزهت ... وبالمياه على وجه الفلا نضحت .
قد أصبحت مصر للأبصار مفتنةً ... لم لا ومنك بعين القرب قد لمحت .
أنفاسها عبقت أزهارها رمقت ... أطيارها نطقت غزلانها مرحت .
ومنبر اللهو منصوبٌ بروضتها ... لذا غدت مشتهى من نفسه نزحت .
والنيل قد عاد محمراً بها خجلا ... إذ شبهوه بنعماك التي طفحت .
لولا أياديك ما زادت أصابعه ... ولا الخلائق منه بالوفا فرحت .
أنت الخصيب بها ليس الذي ذكروا ... يا من سما كفه بالجود قد سمحت .
لولاك ما يمم العافون ساحتها ... ولا خواطر أهليها بها انفسحت .
دبرت إقليمها تدبير مقتدر ... أقلامه بمياه الرزق قد رشحت .
لله أقلام فضلٍ منك قاطعةً ... عود القنا فضلت سهم القنا فضحت .
يا ساكني مصر هنيتم بشخص فتىً ... أقام فيكم وذكرى جوده نزحت .
من فتيةٍ لأهل العلم نائلهم ... سوقاً بضائعهم في ربعه ربحت .
سماء سؤددهم بالحمد قد رفعت ... وأرض أنعامهم للوفد قد سطحت .
كم بالندى جبروا في الناس منكسراً ... حوادث الدهر في أحواله فدحت .
كم أنقذوا مقتراً يمتار أنعمهم ... من نار فرط هموم وجهه لفحت .
بشخص أحمد رسل الجود قد ختمت ... وبالأفاضل من أسلافه فتحت .
زالوا فبرح بالعافين فقدهم ... وألسن الشكر ما زالت وما برحت .
يا كعبة القصد ما طاف العفاة بها ... إلا وفي بابها حاجاتهم نجحت .
ها قد أتيت نداك الطلق واضحه ... إذ أوجه الدهر والأيام قد كلحت .
أشكو إليك خمولاً في خمائله ... ريح المتاعب والأنكاد قد نفحت .
وبعد أن شمت برقاً من حماك فقد ... نأى وعن كاهلي أثقاله طرحت .
وقد تهجمت في مدحٍ أتيت به ... سحب القصور على أبياته سفحت .
أنت الذي في الورى مداح سؤدده ... تزداد فخراً وتشريفا إذا مدحت .
الفقيمي الكوفي .
الحسن بن عمرو الفقيمي الكوفي . وثقه أحمد وروى له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة . وتوفي سنة اثنتين وأربعين ومائة .
الكوفي أخو أبي بكر .
الحسن بن عياش بن سالم أخو أبو بكر بن عياش الكوفي . كان وصي سفيان الثوري .
وثقه ابن معين والنسائي . وروى له مسلم والترمذي والنسائي . ومات كهلا سنة اثنتين وسبعين ومائة .
الحسن بن عيسى بن ماسرجس .
الحسن بن عيسى بن ماسرجس أبو علي النيسابوري روى عنه مسلم وأبو داود وروى عنه النسائي بواسطة .
وكان من رؤساء النصارى فأسلم على يد ابن المبارك لأنه دعا له بالإسلام وصار من العلماء عد في مجلسه بباب الطاق اثنا عشر ألف محبرة وحج فأنفق في الحجة التي توفي فيها ثلاثمائة ألف درهم وقبره بالثعلبية . ووفاته سنة أربعين ومائتين .
حفيد المقتدر .
الحسن بن عيسى ابن الإمام المقتدر بن المعتضد .
قال الخطيب : كتبنا عنه وكان ديناً حافظاً لأخبار الخلفاء عارفاً بأيام الناس . توفي سنة أربعين وأربعمائة .
أبو القاسم الهمذاني .
الحسن بن الفتح بن حمزة بن الفتح أبو القاسم الهمذاني من أولاد الوزراء استوطن بغداد وتفقه بأبي إسحاق الشيرازي ولقي جماعة من العلماء والأدباء .
وكان غزير الفضل حفظةً للحكايات والأشعار منها كثيراً ببغداد . وله تفسير حسن ويدٌ في الفرائض والأدب .
ومن شعره : من الطويل .
نسيم الصبا إن هجت يوماً بأرضها ... فقولي لها حالي علت عن سؤالك .
فها أنا ذا إن كنت يوماً مغيثتي ... فلم يبق لي إلا حشاشة هالك