كم أتتني صبيةٌ مثل بدرٍ ... كسها قد ربا مثل الكماجه .
ما تجيني إلا بنقلٍ وشمع ... وشرابٍ وخضرة ودجاجه .
وإذا نمت كفها فوق زكلي ... وعلى نيكه تطيل اللجاجه .
وإذا ما عانقتها في فراش ... فهي تحتي شخارة غناجه .
كلما أن ذاقت لقلقاس أيري ... أطعمته من حيضها زيرباجه .
لا تقولي بسى من الشيخ بسى ... إن ترك الشيوخ عندي سماجه .
كل ستٍ وكل بنتٍ إلى ما ... قد علمتي يا ستنا محتاجه .
لا تضيعي مثلي وعودي إلى الو ... وخلي يا ست عنك الزلاجه .
وأنشدني من لفظه شمس الدين محمد بن بادي قال : أنشدني الشيخ بدر الدين حسن بن المحدث لنفسه : من المنسرح .
كن عاذراً شاتم المؤدب إذ ... يأخذ من عرضه ويشتمه .
لأنه ناكه على صغرٍ ... ومن ينيك الصغير يظلمه .
وكل فلسٍ حواه يأخذه ... وكل قوت بالضرب يؤلمه .
نيكٌ وأخذٌ والضرب بعدهما ... والحقد إحدى الثلاث يضرمه .
قلت : ما جزم الشرط ولا جوابه في البيت الثاني .
ومن شعره أيضاً : من مجزوء الرجز .
بقل هو الله أحد ... أعيذ خداً قد وقد .
وناظراً وسنانه ... عليه طرفي ما رقد .
أقول لما زارني ... أنجز حرٌ ما وعد .
من كأسه وخده ... تخال ورداً قد ورد .
من حمل ثقل ردفه ... ما قام إلا وقعد .
ولا انثنى من لينه ... إلا وقد قلت انعقد .
كالظبي إلا أنه ... يفعل أفعال الأسد .
في جيد من عنفني ... عليه حبلٌ من مسد .
بدر الدين الغزي .
الحسن بن علي بن حمد بن حميد بن إبراهيم بن شنار - بفتح الشين المعجمة والنون وبعد الألف راء - بدر الدين الغزي سألته عن مولده فقال : سنة ست وسبعمائة بغزة .
شاعر جيدٌ جزل الألفاظ متين التراكيب متسرع البديهة حسن التروي له غوصٌ على المعاني كتب المنسوب وعارض ابن شهيد في كتابه التوابع والزوابع ووضع في تلك المادة كتاباً سماه : قريض القرين وجوده .
وأنشدني بدمشق وصفد والديار المصرية غالب شعره ودخل ديوان الإنشاء بدمشق أيام الأمير سيف الدين يلبغا C في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ولم يزل إلى أن توفي C وعفا عنه وسامحه في ليلة الخميس حادي عشر شهر رجب الفرد سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ودفن في مقابر باب الصغير بدمشق . مرض بدوسنطاريا كبدية مدة ستة عشر يوماً .
وبيني وبينه مكاتبات ومراجعات ذكرتها في كتاب : ألحان السواجع أنشدني من لفظه لنفسه . في مليح على فمه حبٌ : مجزوء الرمل .
يا فم المعشوق سبحا ... ن الذي زادك زينا .
قد تحليت بدرٍ ... فتحببت إلينا .
وأنشدني أيضاً : من الوافر .
توهم إذ رأى حباً يحاكي ... على شفتيه دراً في عقيق .
فقلت له وحقك ليس هذا ... سوى حببٍ على كأس الرحيق .
وأنشدني أيضاً : من المتقارب .
وأغصان دوح زها دفها ... فلله بالقصف تعميرها .
تغنى على العود ورقاؤها ... وينقر في الدف شحرورها .
وأنشدني له أيضاً : من الوافر .
شممت نسيم زهر اللون لما ... خرجنا سبكرةً تنفي الهموما .
فتحت الدوح شاهدنا بدوراً ... وفي أعلاه عاينا نجوما .
وأنشدني له أيضاً : من مجزوء الكامل .
أو ما ترى الفوار قا ... رب أن يقوض .
والزهر في ورقٍ ... زمرده مفضض .
كالخد عذر بعضه ... والبعض أبيض .
وأنشدني من لفظه له : من الخفيف .
ثغر من قد هويته يهدي ... في ظلام الدجنة الحالك .
بالثريا شبهته ظلماً ... والثريا أقل من ذلك .
وأنشدني من لفظه له : من الرمل .
ما ترى التفاح يهدي ... زهره نشراً ذكيا .
فاق زهر الأفق فانظر ... وتأمله مليا .
كل غصن منه يبدو ... فوقه ألف ثريا .
وأنشدني من لفظه له : من الطويل