ما ضرهم يوم جد البين لو وقفوا ... وزودوا كلفاً أودى به الكلف .
تخلفوا عن وداعي ثمت ارتحلوا ... وأخلفوني وعودواً ما لها خلف .
وأوصلوني بهجرٍ بعدما وصلوا ... حبلي وما أنصفوني لكن انتصفوا .
فليتهم عدلوا في الحكم إذ ملكوا ... وليتهم أسعفوا بالطيف من شغفوا .
قلت : شعر جيد وسيأتي ذكر والده إن شاء الله تعالى في موضعه .
ابن الجلال الدمشقي .
الحسن بن علي بن أبي بكر بن يونس الشيخ الأمير الخير المسند بدر الدين أبو علي الأنصاري الدمشقي القلانسي ابن الجلال أحد المكثرين .
ولد في صفر سنة تسع وعشرين وتوفي سنة اثنتين وسبعمائة . وسمع من ابن اللتي وابن المقير ومكرم وأبي نصر الشيرازي وجعفر الهمداني وكريمة الزبيرية وسالم بن صصرى وخلق كثير وحضر ابن غسان والإربلي . وأجاز له ابن روزبة والسهروردي وأبو الوفاء ابن مندة .
وله إثبات في ستة أجزاء اعتنى بأمره خال أمه المحدث ابن الجوهري .
روى شيئاً كثيراً بدمشق وحلب ومصر . وروى عنه المزي وابن تيمية وابن البرزالي وكان يخرج أميناً على القرى . وله فهمٌ وعنده فضيلة ما .
شهاب الدين بن عمرون .
الحسن بن علي بن أبي نصر بن النحاس المعروف بابن عمرون شهاب الدين الحلبي التاجر المشهور .
كان من الرؤساء الأعيان بحلب وغيرها وكانت له صورةٌ ومنزلة عند ملوك الشام ويسافر بحشمٍ وخدمٍ ويخفر من يصحبه ويميره وله معروفٌ في الرحلة والمقام . توفي سنة سبع وستين وستمائة .
علم الدين الشاتاني .
الحسن بن علي بن سعيد بن عبد الله علم الدين أبو علي الشاتاني - بالشين المعجمة وبين الألفين تاء ثالثة الحروف - وشاتان من نواحي ديار بكر .
كان يحب الحديث وكان في كنف جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور وزير الموصل وجيهاً عنده كثير الإفضال عليه ؛ ولاه البيمارستان بالموصل ووقوفه .
ولما نكب الوزير وقف أمره فوفد على نور الدين الشهيد فأكرمه إلى أن مات وقصد السلطان صلاح الدين سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة فأكرمه ومدحه وهو بالشام بقصيدته التي أولها : من الطويل .
أرى النصر معقوداً برايتك الصفرا ... فسر وافتح الدنيا فأنت بها أحرى .
يمينك فيها اليمن واليسر في اليسرى ... فبشرى لمن يرجو الندى منهما بشرى .
وقال يمدح الوزير ابن هبيرة : من الكامل .
أهدى إلى جسدي الضنى فأعله ... وعسى يرق لعبده ولعله .
ما كنت أحسب أن عقد تجلدي ... ينحل بالهجران حتى حله .
يا ويح قلبي أين أطلبه وقد ... نادى به داعي الهوى فأضله .
إن لم يجد بالعفو منه على الذي ... قد ذاب من برح الغرام فمن له .
وأشد ما يلقاه من ألم الهوى ... قول العواذل إنه قد مله .
وقد عارض الشاتاني بهذه القصيدة قصيدةً للعماد الكاتب وأولها : .
سل سيف ناظره لماذا سله ... وعلى دمي لم دله قد دله .
واسأله كيف أباح في شرع الهوى ... دم من يهيم به وكيف أحله .
سل عطفه فعسى لطافة عطفه ... تعدي قساوة قلبه ولعله .
كثرت لقسوة قلبه جفواته ... يا ما أرق وفاءه وأقله .
يا منجداً ناديته مستنجداً ... في خلتي والمرء ينجد خله .
سر حاملاً سري فأنت بحمله ... أهلٌ وخفف عن فؤادي ثقله .
وإذا وصلت ففض عن وادي الغضا ... طرف المريب وحي عني أهله .
أهد السلام هديت للرشأ الذي ... أعطاه قلبي رشده فأضله .
ومولد علم الدين سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وتوفي C في شعبان سنة تسع وسبعين وخمسمائة .
وكان قد تأدب على ابن الشجري وابن الجواليقي . وعقد له بدمشق مجلس وعظ سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة .
وقيل إنه تغير آخر عمره وكان تفقه ببغداد على مذهب الشافعي وسمع بها الحديث