قال إسحاق : القرآن مخلوق ؟ فأعاد مقالته . قال إسحاق : فإن هذه مقالة أمير المؤمنين . قال : قد تكون مقالته ولا يأمر بها الناس وإن أخبرتني أن أمير المؤمنين أمرك أن أقول قلت ما أمرتني به . قال : ما أمرني أن أقول لك شيئاً قال القاضي : ما عندي إلا السمع والطاعة .
قال رأيت رب العزة في النوم فرأيت نوراً عظيماً لا أحسن أصفه ورأيت شخصاً خيل إلي أنه النبي A وكأنه يشفع إلى رب العزة في رجل من أمته وسمعت قائلاً يقول : " ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرعد " وإن ربك لذو مغفرةٍ للناس على ظلمهم " . ثم انتبهت .
أبو علي الصرصري .
الحسن بن عثمان بن الحسن بن هشام أبو علي الصرصري . تفقه على أبي حامد الإسفراييني وسمع الحديث من علي بن عمر بن الحسن الحربي السكري ومحمد بن عبد الرحمن المخلص وإسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني وغيرهم .
وكان يكتب خطاً حسناً حدث في سنة ثمان عشرة وأربعمائة . وروى عنه الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد الكرويي وأبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكرياء الطريثيثي .
السعيد صاحب الصبيبة .
الحسن بن عثمان : الملك السعيد ابن الملك العزيز ابن العادل صاحب الصبيبة وبانياس .
توفي أبوه سنة ثلاثين وستمائة فقام بعده ابنه الملك الظاهر ثم توفي في سنة إحدى وثلاثين فتملك بعده حسنٌ هذا وبقي إلى أن انتزع الصبيبة منه الصالح نجم الدين أيوب وأعطاه خبزاً بالقاهرة فلما قتل المعظم هرب إلى غزة وأخذ ما فيها وتزجه إلى الصبيبة وتسلمها .
فلما ملك الملك الناصر الشام أخذ الملك السعيد حسناً واعتقله بقلعة البيرة فلما دخل هولاكو الشام وملك التتار البيرة أخرجوه من السجن وأحضر عند الملك بقيوده فأطلقه وخلع عليه بسراقوج وصار من جملتهم ومال إليهم بكليته وكان يقع في الملك الناصر عندهم ويحرض على هلاكه فسلموا إليه الصبيبة وبانياس وبقي في خدمة كتبغا نوين لا يفارقه وحضر معه مصاف عين جالوت وقاتل مع التتار قتالاً شديداً وكان بطلاً شجاعاً فلما كسروا حضر بين يدي السلطان قطز . فقال : هذا ما يجيء منه خيرٌ فأمر بضرب عنقه فقتل سنة ثمان وخمسين وستمائة .
الحسن بن عدي شيخ الأكراد .
حسن بن عدي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر بن إسماعيل الملقب بتاج العارفين شمس الدين أبو محمد شيخ الأكراد . وجده أبو البركات . هو أخو الشيخ القدوة عدي C تعالى .
وكان شمس الدين من رجال العالم رأياً ودهاءً وله فضل وأدب وشعر وتصانيف في التصوف وله أتباعٌ ومريدون يبالغون فيه .
قال الشيخ شمس الدين : وبينه وبين الشيخ عدي من الفرق كما بين القدم والفرق .
وبلغ من تعظيم العدوية له فيما حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد الإربلي قال : قدم واعظٌ على الشيخ حسنٍ هذا فوعظ حتى رق حسنٌ وبكى وغشي عليه فوثب بعض الأكراد على الواعظ فذبحوه . ثم أفاق الشيخ حسن فرآه يخبط في دمه فقال : ما هذا ؟ . فقالوا : والا أيشٍ هذا من الكلاب حتى يبكي سيدي الشيخ ؟ فسكت حفظاً لدسته وحرمته .
وخاف منه الملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل حتى قبض عليه وحبسه ثم خنقه بوترٍ بقلعة الموصل خوفاً من الأكراد لأنهم كانوا يشنون الغارات على بلاده فخشي حتى لا يأمرهم بأدنى إشارة فيخربون بلاد الموصل .
وفي الأكراد طوائف إلى الآن يعتقدون أن الشيخ حسناً لا بد أن يرجع وقد تجمعت عندهم زكواتٌ ونذور ينتظرون خروجه وما يعتقدون أنه قتل وكانت قتلته سنة أربع وأربعين وستمائة وله من العمر ثلاث وخمسون سنة .
ومن تصانيفه : كتاب محك الإيمان والجلوة لأرباب الخلوة وهداية الأصحاب .
وله ديوان شعر فيه شيء من الإلحاد من ذلك : من البسيط .
وقد عصيت اللواجي في محبتها ... وقلت كفوا فهتك السر أليق بي .
في عشق غانيةٍ في طرفها حورٌ ... في ثغرها شنبٌ وجدي من الشنب .
فتنت عني بها يا صاح إذ برزت ... وغبت إذ حضرت حقاً ولم تغب .
وصرت فرداً بلا ثانٍ أقوم به ... وأصبح الكل والأكوان تفخر بي .
وكل معناي معناها وصورتها ... كصورتي وهي تدعي ابنتي وأبي .
ومنه من أرجوزة : من الرجز .
وشاهدت عيناي أمراً هائلا ... جل بأن ترى له مماثلا