لا تحرق النار إلا كل نابتةٍ ... لأنها نازعتها في العلا فعلت .
ناصر الدولة .
الحسن بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد بن المثنى ينتهي إلى تغلب : هو أبو محمد ناصر الدولة بن أبي الهيجاء صاحب الموصل وما والاها . تنقلت به الأحوال تاراتٍ إلى أن ملك الموصل بعد أن كان بها نائباً عن أبيه ولقبه الخليفة المتقي لله ناصر الدولة وذلك سنة ثلاثين وثلاثمائة ولقب أخاه سيف الدولة في ذلك اليوم وعظم شأنهما .
وكان ناصر الدولة أكبر من سيف الدولة وأقدم منزلة عند الخلفاء وكان كثير التأدب معه وجرت بينهما وحشة فكتب إليه سيف الدولة : من الخفيف .
لست أجفو وإن جفيت ولا أت ... رك حقا علي في كل حال .
إنما أنت والدٌ والأب الجا ... في يجازى بالصبر والاحتمال .
وكتب إليه مرة أخرى : من الطويل .
رضيت لك العليا وإن كنت أهلها ... وقلت لهم بيني وبين أخي فرق .
ولم يك بي عنها نكولٌ وإنما ... تجافيت بي عنها فتم لك الحق .
ولا بد لي من أن أكون مصلياً ... إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق .
قلت : هذه الأبيات تنظر إلى قول الشريف الرضى : من الكامل .
مهلاً أمير المؤمنين فإننا ... في دوحة العلياء لا نتفرق .
ما بيننا هذا التفاوت كله ... أبداً كلانا في السيادة معرق .
إلا الخلافة ميزتك وإنما ... أنا عاطلٌ منها وأنت مطوق .
وكان ناصر الدولة شديد المحبة لأخيه سيف الدولة فلما توفي سيف الدولة ؛ تغيرت أحوال ناصر الدولة وساءت أخلاقه وضعف عقله إلى أن لم يبق له حرمةٌ عند أولاده وجماعته . فقبض عليه ولده عدة الدولة فضل الله المعروف بالغضنفر بالموصل باتفاقٍ من إخوته وسيره إلى قلعة أردمشت .
قال ابن الأثير : هي القلعة المسماة الآن كواشي . ولم يزل بها محبوساً إلى أن توفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ونقل إلى الموصل . ودفن بتل توبة شرقي الموصل وكانت مدة إمارته اثنتين وثلاثين سنة . وقتل أبوه ببغداد وهو يدافع عن الإمام القاهر سنة سبع عشرة وثلاثمائة .
ابن القريق المقرئ .
الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب البغدادي أبو محمد المقرئ المعروف بابن القريق - بقافين الأولى مضمومة وبينهما راءٌ مكسورة بعدها ياء آخر الحروف ساكنة - كذا وجدته مضبوطا .
قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد وعلى محمد بن الحسن النقاش وأبي الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن جعفر بن بويان الحربي وأبي الحسن محمد بن أحمد المروزي .
وقرأ عليه أبو نصر منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله المقرئ العراقي وروى عنه في كتاب الإشارة من جمعه . وتوفي سنة ثمان وستين وثلاثمائة .
ابن رئيس الرؤساء .
الحسن بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلم تاج الدين أبو علي المعروف بابن رئيس الرؤساء وهو أخو الوزير محمد .
كان من الأعيان الأماثل ببغداد . تولى النظر بأعمال نهر الملك وغيره وكان فاضلاً نبيلاً . سمع أبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وحدث باليسير . وتوفي سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة .
شرف الدين بن الجمال الحنبلي .
الحسن بن عبد الله بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد ؛ الإمام شرف الدين أبو محمد بن الجمال أبي موسى المقدسي الحنبلي .
ولد سنة خمس وستمائة . وتوفي سنة تسع وخمسين وستمائة . وسمع من الكندي وابن الحرستاني وابن ملاعب وموسى بن عبد القادر وابن راجح والشيخ الموفق وتفقه عليه وعلى غيره . وأتقن المذهب وأفتى ودرس ورحل في طلب الحديث ودرس بالجوزية .
وكتب عنه الدمياطي والأبيوردي وروى عنه ابن الخباز وابن الزراد والقاضي تقي الدين سليمان . وولي القضاء ولده شهاب الدين وناب عنه أخوه شرف الدين .
أبو علي الصقلي المقرئ .
الحسن بن أبي عبد الله بن صدقة بن أبي الفتوح الإمام المقرئ الزاهد أبو علي الأزدي الصقلي . ولد سنة تسعين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وستين وستمائة .
قرأ القرآن على السخاوي وأقام بدمشق وروى بالإجازة عن المؤيد الطوسي وأبي روح الهروي وزينب الشعرية . وكان من العباد . وروى عنه ابن الخباز وعلاء الدين بن العطار