ولا تتهم كرمنا بالزبيب ... أعيذك من دهشة الذاهل .
فإنا بنادره حصرماً ... لميل النفوس إلى العاجل .
وقال السراج الوراق يرثيه ومن خطه نقلت : من البسيط .
شقت جيوب القوافي والقلوب معا ... واستشعر الماضيان الخوف والجزعا .
وأبحر الشعر غاضت عندما عدمت ... منك الخليل ومجرى الشعر قد نبعا .
ولا تواتي المعاني من يمارسها ... بعد الأمير وقد كانت له تبعا .
وليس يفتح بابٌ في البديع وقد ... أودى بعمدته دهرٌ وقد فجعا .
لهفي على لسنٍ قد كان من حسنٍ ... بحيث إن قال أصغى القول مستمعا .
إذا أفاض على أملاكنا خلعا ... منه أفاضت عليه المال والخلعا .
خلت كنانة من سهمٍ يبلغها ... أغراضها بصواب حيثما وقعا .
سهمٌ مضى فمتى يرجى الرجوع له ... هيهات هيهات سهم مر لا رجعا .
عز القبائل لا تخصص قبيلته ... بمدرهٍ جمع الإقدام والورعا .
مرابطٌ في ثغور المسلمين فلم ... يهجع ولا سيفه في الله ما هجعا .
يا سيدي ورضيعي من فوائد قد ... رضعت أخلافها طفلاً وقد رضعا .
أبا عليٍّ ومدحي المصطفى لك من ... خير ادخار وخير ذخر ما نفعا .
فاذهب حميدا فكم أبقيت منقبةً ... يا ابن النقيب وكم مهدت مضجعا .
الحافظ البلخي .
الحسن بن شجاع بن رجاء أبو علي البلخي الحافظ . رحل إلى العراق والشام ومصر وحدث عن أبي مسهر وأبي نعيم وابن المديني وغيرهم . وروى عنه البخاري في الصحيح وهو رفيقه وأبو زرعة وغيرهما .
قال قتيبة بن سعيد : شباب خراسان أربعة : محمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن السمر قندي وزكريا بن يحيى اللؤلؤي والحسن ابن شجاع البلخي .
توفي سنة أربع وأربعين ومائتين وقيل سنة ست وستين ومائتين .
السيد ركن الدين .
الحسن بن محمد بن شرفشاه : السيد ركن الدين أبو محمد العلوي الحسيني الأستراباذي عالم الموصل ومدرس الشافعية . كان من كبار تلامذة النصير الطوسي .
له تصانيف مشهورة : كشرح المختصر لابن الحاجب وشرح مقدمتي ابن الحاجب .
وكان وافر الجلالة عند التتار وله عليهم إدرارات جيدة تبلغ في الشهر ألفاً وخمسمائة درهم .
وقد شرح الحاوي في المذهب شرحين وتخرج به الفضلاء وقيل إنه كان لا يحفظ الختمة . وكان يوصف بحلم زائد وتواضع بحيث إنه كان يقوم للسقاء إذا دخل داره . وتوفي وله بضع وسبعون سنة سنة خمس عشرة وسبعمائة .
الحافظ المعمري .
الحسن بن شبيب : الحافظ أبو علي المعمري البغدادي . سمع خلف ابن هشام وشيبان بن فروخ وجماعة .
قال الخطيب : كان من أوعية العلم يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ وفي حديثه غرائب . توفي سنة خمس وتسعين ومائتين .
أبو علي الحنبلي العكبري الكاتب .
الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي أبو علي العكبري الحنبلي شيخ جليل معمر طلب الحديث وهو كبير ونسخ الخط المليح الكثير .
وكان بارع الكتابة قال : كنت أشتري كاغداً بخمسة دراهم فأكتب فيه ديوان المتنبي في ثلاث ليالٍ وأبيعه بمائتي درهم وأقله بمائة وخمسين درهماً . وكذلك كتب الأدب المطلوبة . توفي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة .
ملك النحاة .
الحسن بن صافي بن عبد الله أبو نزار بن أبي الحسن المعروف بملك النحاة .
قرأ مذهب الشافعي على أحمد الأشنهي والأصول على أبي عبد الله القيرواني وأصول الفقه على أبي الفتح بن برهان والخلاف على أسعد الميهني والنحو على أبي الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي حتى برع فيه .
ودرس النحو في الجامع ببغداد ثم سافر إلى خراسان وكرمان وغزنة وعاد إلى الشام واستوطن دمشق إلى أن مات سنة ثمان وستين وخمسمائة ودفن بباب الصغير وقد ناهز الثمانين .
وكان صحيح الاعتقاد كريم النفس وصنف العمر في النحو والمنتخب في النحو وهو كتاب جيد والمقتصد في التصريف وأسلوب الحق في تعليل القراءات العشر وشيء من الشواذ مجلدتان ؛ التذكرة السفرية أربعمئة كراس العروض مختصر محرر الحاكم في مذهب الشافعي مجلدتان مختصر في أصول الدين المقامات حذا فيها حذو الحريري ديوان شعره