وكانوا رجاءً ثم أمسوا رزيةً ... ألا عظمت تلك الرزايا وجلتِ .
واعتكفت على قبره سنةً وفاته أيام خلافة الوليد وقيلَ سنة سبعٍ وتسعين وروى له النسائي .
حفيد الحسن بن علي .
الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أخو عبد الله وإبراهيم مات في سجن المنصور سنة خمسٍ وأربعين ومائة كان من أجلِّ بني الحسن المثنَّى حمله المنصور مع أخيه عبد الله وحبسه بالهاشمية ومات عن ثمانٍ وتسعين سنةً ومات قبل أخيه بقليلٍ وهو القائلُ للسفاح لما أعطاهما لعطاء العظيم المشهور : إنما سمِّيت السفاح لسفحك المال لا الدمَ فقد صدقت وصفك وأحسنت عطفك ووصلت رحمك ورفعت في الثناء علمك وكان السفاح قد طالب عبد الله بن الحسن باحضار ابنيه محمد وإبراهيم فقال : والله ما أعلم علمهما وأعلم مني بأمرهما عمهما حسن فوجه إليه أن أخاك زعم أن علمي ابنيه عندك وما أريدهما إلاّ لما هو خيرٌ لهما فوجَّه إليه حسن يا أمير المؤمنين لم تنغِّض معروفك عند هذا الشيخ وقد علمت أنه إن كان في قدر الله أن يلي ابناه أو أحدهما شيئاً من الأمر لم ينفعك ظهورهما وإن كان لم يقدّر ذلك لم يضرك استتارهما فقال السفاحُ : صدق والله حسن لا ذكرتهما بعد هذا . وكان خالد المرِّي على المدينة والياً من قبل الوليد فأساء لعبد الله والحسن إساءةً عظيمةً فلما عزل أتياه فقالا : لا تنظر إلى ما كان بيننا فإنَّ العزل قد محاه وكلِّفنا أمرك كله فلجأ إليهما فبلغاه كلَّ ما أراد فجعل يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالاته واعقب من ولد الحسن المثلث ولده علي بن الحسن وكان يعرف بالعابد وكان يلام على كونه لا يوافق أقاربه علىطلب الخلافة فيقول : من يشتغل بالله لا يتفرَّغ للشغل بغيره . وله ولدٌ آخر يسمَّى محمداً وآخر يسمَّى الحسين .
أبو علي المقرىء .
الحسن بن أبي الحسن الدُّرزبيني أبو عليٍّ الضرير المقرىء البغدادي . حفظ القرآن وجوَّده على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي وغيره بالروايات وسمع الحديث الكثير من أبي الفتح بن البطّي وغيره . قال محبُّ الدين بن النجار : وما أظنه روى شيئاً ولم أسمع قارئاً أطيب منه صوتاً ولا أحسن تلاوةً وتجويداً وكان من أعيان القراء ووجوه الأضرَّاء يدخل دار الخلافة ويقرىء الجهات والجواري والخواصّ وكان متجملاً ذا نعمةٍ وكان حنبلياً توفي سنة سبعٍ وتسعين وخمسمئة .
أبو محمدٍ التغلبي متولي دمشق .
الحسن بن الحسن بن حمدان ابن الأمير ناصر الدولة أبو محمدٍ التغلبي ولي إمرة دمشق بعد أمير الجيوش سنة ثلاث وثلاثين وأربعمئة إلى أن قبض عليه سنة أربعين وسيِّر إلى مصر وولي بعده طارق الصَّقلي وهذا هو والد الأمير ناصر الدولة الحسين بن الحسن الحمداني الذي أذلَّ المستنصر العبيدي وحكم عليه . وتوفي أبو محمدٍ المذكور سنة أربعين وأربعمئة .
قطب الدين الأقساسي .
الحسن بن الحسن بن علي الرئيس الأديب النديم النقيب قطب الدين أبو عبد الله العلوي الأقساسي البغدادي . كان من ظرفاء وقته . بدت منه كلمةٌ وهي : نريد حليقة حديد يعني : خليفة جديد فبلغت الناصر فقال : لا يكفيه حليقةٌ بل حليقتان وقيده وحمله إلى الكوفة فلما تولَّى ابنه الظاهر أطلقه وكان نديماً للمستنثر بالله وتوفي سنة خمس وأربعين وستمئة .
أبو علي ابن الهيثم