من بعد ما أضنيتني ساخطٌ ... عليَّ في حبِّك أم راض .
ومنه : من البسيط .
قد كان قلبي صحيحاً كالحمى زمناً ... فمذ أبحت الهوى منه الحمى مرضا .
فلم سخطت على من كان شيمته ... وقد أتحت له فيك الحمام رضى .
يا من إذا فوًّقت سهماً لواحظه ... أضحى لها كل قلبٍ قلبٍ غرضا .
أنا الذي إن يمت حبّاً يمت أسفاً ... وما قضى فيك من أغراضه غرضا .
ألبست ثوب سقامٍ فيك صار له ... جسمي لدقَّته من سقمه عرضا .
وصرت وقفاً على همٍ بجاذبني ... أيدي الصَّبابة فيه كلما عرضا .
ما إن قضى الله شيئاً في خليقته ... أشدَّ من زفرات الحبِّ حين قضى .
فلا قضى كلفٌ نحبي فأوجعني ... إن قيل إنّ المحبَّ المستهام قضى .
نظام الدين ابن القلانسي .
الحسن بن أسعد الصّدر نظام الدين أخو الصَّاحب عز الدين بن القلانسي توفي سنة خمس عشرة وسبعمئة .
ناصر الدين بن درباس .
الحسن بن إسماعيل بن عبد الملك بن درباس الشيخ ناصر الدين ابن القاضي صدر الدين مدرِّس مدرسة سيف الإسلام التي بالبندفانيّين بالقاهرة . توفي سنة ست وسبعين وستمئة وكان أديباً شاعراً ومن شعره .
أبو محمد الضرّاب المصري .
الحسن بن إسماعيل بن محمدٍ الضرَّاب المصري أبو محمد مصنّف المروءة . توفي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمئة . وسمع أحمد بن مروان الدينوري وأبا الحسن محمد بن علي بن أبي الحديد المصري وأحمد بن مسعود المقدسي وعثمان بن محمد الذهبي وغيرهم وسمع بعسقلان وروى عنه ابنه عبد العزيز وأحمد بن علي بن هاشمٍ المقرىء ورشأ بن نظيفٍ الدمشقي وجماعةٌ .
الشيخ حسن الكبير .
حسن بن أقبغا بن ايلكان النوين الكبير الشيخ حسن صاحب بغداد كان أولاً زوج بغداد خاتون ابنة جوبان وقد تقدَّم ذكرها فأحبَّها القان بو سعيدٍ وأخذها منه بعد ما أتت منه بابنه الأمير أيلكان وأبعد الشيخ حسن الكبير ولم يزل إلى أن ملك بغداد ونزل بها وجرت له حروبٌ وخطوبٌ وكروبٌ بعد موت بو سعيدٍ مع طغاي بن سوتاي وإبراهيم شاه بن سوتاي وأولاد تمرتاش وغيرهم ونصره الله عليهم ثم أنه تزوّج بعد موت بو سعيدٍ بالخاتون دلشاذ ابنة دمشق خواجا فهي ابنة أخي بغداد ومال إلى ملوك مصر وهادنهم وانتظمت كلمة الوفاق بينه وبين ملوك مصر . وكان السلطان الملك الناصر محمد بكتب إليه وترد الرسل بينهما والهدايا ومال إلى المسلمين ميلاً كثيراً وجرى في أيامه في بغداد الغلاء العظيم حتى أبيع الخبر على ما قيل بشح الدَّراهم ونزح الناس عن بغداد وعدم منها حتى الورق . ثم أنه أظهر العدل والأمن فتراجع الناس غليها في سنة ثمان وأربعين وسبعمئة وفي أول سنة تسع وأربعين توجَّه إلى ششتر ليأخذ من أهلها قطيعةً كان قرَّرها عليهم فلما أخذها وعاد وجد نوَّبه قد وجدوا في رواق العزيز ببغداد ثلاثة أجباب نحاس مثل أجباب الهريسة طول كل جبٍّ ما يقارب الذراعين والنصف وهي مملوءة ذهباً مصريّاً وصوريّاً ويوسفيّاً وفي بعضه سكَّة الإمام الناصر وكان وزن ذلك أربعة آلاف رطلٍ بالبغدادي يكون ذلك مثاقيل خمسمسة ألف مثقال .
الغياثي البصري .
الحسن بن زدغان - بضمِّ الباء الموحّدة وسكون الزاي وضمِّ الدّال المهملة وفتح الغين المعجمة وبعد الألف نون - ابن ايلدكز الغياثي البصري توفي ببغداد في الحادي والعشرين من صفر سو تسع وأربعين وستمئة أنشدني من لفظه العلاَّمة أثير الدين أبو حيّان قال : أنشدنا للمذكور الحافظ شرف الدين الدِّمياطي : من البسيط .
يا حبَّذا ليلةٌ بات الحبيب بها ... يجلو عليَّ كؤوس الرَّاح في الغسق .
فاعجب لبدر دجى يسعى بشمس ضحىً وفرعه كالدُّجا والفرق كالفلق .
جلَّت معانيه عن وصف يحيط بها ... فلا شبيه لها في الخلق والخلق .
نادمته وسواد الفرع يسترنا ... لولا بياض ثنايا ثغره اليقق .
يصغي حياءً إذا عاتبته خجلاً ... حتى تبلَّلّ صدغاه من العرق .
وتغرب الشمس شمس الراح في فمه ... فينجلي فوق خدَّيه سنا الشفق .
قلت : شعر متوسط وهذا المعنى متداولٌ وأحسن ما فيه قول القائل : من البسيط