الحسن بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن غلُّورا وجدته مضبوطاً بفتح الغين المعجمة وضمِّ اللام المسدَّدة وسكون الوار وبعد الراء ألفٌ . أبو عل الغافقي المعروف بابن العنصري من أهل ميورقة . كان فقيهاً مالكيّاً سمع ببلده عبد الرحمن بن سعيدٍ الفقيه وابن عمه الفقيه محمد بن عبد الرحمن بن غلوز وبالقدس محمد بن الوليد بن محمد الطُّرطوشي وحمد ابن علي الرهاوي وبدمشق مضر بن إبراهيم النابلسيّ وأبا محمدٍ ابن فضيل وأبا الفضل ابن الفرات وبمكة الحسين بن علي الطبريّ ومحمد بن ثابت البندنيجي وببغداد من النقيب طرادٍ الزينبيَّ وأبي الخطاب ابن البطر وغيرهما . وكتب عنه أبو عامرٍ العبدري . وتوجه إلى بلاده من دمشق سنة إحدى وتسعين وأربعمئة .
ابن الحكّاك .
الحسن بن أحمد بن محمودٍ الخجندي السِّنجاري المعروف بابن الحكَّاك الرئيس صفيُّ الدين كان من فضلاء سنجار . توفي سنة أربع وستمئة . ورد إلى الشام ومدح السلطان صلاح الدين الكبير وولده الظاهر ومن شعره في كلب : من البسيط .
أوصيك يا بني بحامي الشاء والإبل ... وجالب الضيف من سهلٍ ومن جبل .
يسرُّ بالضيف قبلي ثم يسبقه ... نحوي ويرقص لي من شدّة الجذل .
ونقلت من خطّ شهاب الدين القوصي في معجمه قال : أنشدني بسنجار حين مقدمي إليها رسولاً عن الملك العادل لنفسه في الغزل : من الخفيف .
أيها المستحل قتلي بلحظٍ ... هو أمضى من الحسام الصَّقيل .
ما سمعنا من قبل أن المنايا ... كامناتٌ في كل طرفٍ كحيل .
قال : وأنشدني لنفسه في مدح البومة : من البسيط .
يا بومة القبَّة الخضراء قد أنست ... روحي بروحك إذ يستبشع البوم .
ويا أنيسة أحزاني برنَّتها ... حوشيت ما فيك مكروهٌ ولا شوم .
زهدت في عامر الدنيا فاسكنك ال ... زُّهد الخراب فمن يشناك مذموم .
قاضي القضاة حسام الدين الحنفي .
الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان قاضي القضاة حسام الدين أبو الفضائل ابن قاضي القضاة تاج الدين أبي المفاخر الرّازي ثم الرُّومي الحنفي . ولد سنة إحدى وثلاثين باقصرا وولي قضاء ملطيّة أكثر من عشرين سنةً ثم نزح إلى الشام سنة خمسٍ وسبعين وستمئة خوفاً من التتار وأقام بدمشق وولي قضاءها سنة سبعٍ وسبعين بعد القاضي صدر الدين سليمان . وامتدت أيامه إلى أن تسلطن حسام الدين لاجين فسار إليه سنة ستٍ وتسعين فأقبل عليه وولاّه القضاء بالديار المصرية وولي ابنه جلال الدين مكانه بدمشق وبقي معظّماً وافر الحرمة إلى أن قتل السلطان حسام الدين وهو عنده فلما زالت دولة حسام الدين قدم دمشق على مناصبه وقضائه بدمشق وعزل ولده . وكان مجموع الفضائل كثير المكارم متودِّداً إلى الناس له أدبٌ وشعرٌ وفيه خيرٌ ومروءة وحشمةٌ خرج إلى المصافِّ وشهد الغزاة وكان ذلك آخر العهد به في سنة تسع وتسعين وسمتئة . قال الشيخ شمس الدين : والأضح أنه لم يقتل بالغزاة وصحَّ مروره مع المنهزمين بناحية جبل الجرديّين وأنه أسر وبيع للفرنج وأدخل إلى قبرس هو وجمال الدين المطروحي وقيل أنه تعاطى الطبَّ والعلاج وأنه جلس يطبّب بقبرس وهو في الأسر ولكن لم يثبت ذلك والله أعلم انتهى . قلت : ولما كنت بدمشق سنة خمسٍ وثلاثين وسبعمئة جاء الخبر إلى ولده القاضي جلال الدين على ما شاع بدمشق أن والده القاضي حسام الدين حيٌّ يرزق بقبرس وأنه يريد الحضور إلى الشام ويطلب ما يفكّ به من الأسر ثم إن القضيّة سكنت .
الموفق بن الديباجي .
الحسن بن أحمد هو القاضي موفق الدين بن أبي المكارم بن أبي الحسين ابن الدِّيباجي المصريُّ الكاتب بديوان الإنشاء للملك الكامل توجّه رسولاً وعاد فأدرك أجله بدمشق في شهر رجب سنة سبع عشرة وستمئة ومن شعره : .
أبو هلالٍ القيرواني .
الحسن بن أحمد بن علي بن الحسن بن أبي هلالٍ التجيبي من أبناء القيروان . أبو هلالٍ غلبت عليه كنيته . قال ابن رشيق في الأنموذج . أوطن سوسة . وهو شاعرٌ معروف حسن الطريقة متصرف بين التَّصنيع والاسترسال أحياناً صاحب مكاتبات ومتضمرات ومعمّى ومطيَّرات وملح وفكاهات ومدحه قليلٌ وأورد له : من الخفيف .
والحاظك التي تركتني ... عرضاً للسِّهام ما دمت حيّاً