ومن شعره : من الطويل .
وذي خطلٍ في نصحه لا أجيزه ... يعاتبني في أن أطلت مقامي .
يقيّدني في أرض أندلس التي ... قصرت عليها صبوتي وغرامي .
فقلت له : إن البلاد بربّها ... لها عند أهل الرعي خير دمام .
إليك فصرفي دون أيسر بعضه ... إزالة ركني يذبل وشمام .
قلت : شعرٌ مقبولٌ خالٍ من الغوص .
حسانة المزنية .
حسّانة المزنيَّة كان اسمها جثامة فقال رسول الله A : بل أنت حسَّانة وكانت صديقة خديجة Bها . قالت عائشة : جاءت عجوزٌ إلى النبي A فقال لها : من أنت ؟ قالت : أنا جثامة المزنيّة فقال : بل أنت حسّانة كيف حالكم كيف أنتم بعدنا ؟ قالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله . فلما خرجت قلت : من هذه العجوز تقبل عليها هذا الإقبال : قال : إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإنَّ حسن العهد من الإيمان . وقد روي هذا في حق حولاء بنت تويت والأصح أنه في حق حسّانة هذه وسيأتي ذكرها في مكانه .
الصحابي .
حسل بن خارجة الأشجعي ويقال حسيل مصغَّراً وقيل حنبل بالنون والياء والموحّدة . اسلم يوم خيبر وشهد فتحها وروى عن النبي A أنه أعطى الفارس يومئذ ثلاثة أسهمٍ سهمان لفرسه وسهمٌ له وأسهم للرّاجل سهماً واحداً .
الحسن .
ابن زولاق .
الحسن بن إبراهيم بن زولاق أبو محمد المصري اللّيثي . من أعيان علماء أهل مصر ووجوهها وله عدة تصانيف في تواريخ مصر توفي يوم الأربعاء لخمسٍ بقين من ذي القعدة سنة ست وثمانين وثلاثمئة في أيام العزيز وقيل مات سنة سبع وثمانين في أيام الحاكم ومن تصانيفه : سيرة محمد بن طغج الأخشيذ . كتاب سرة جوهر . كتاب سيرة المادرانين . التاريخ الكبير على السّنين . كتاب فضائل مصر . كتاب سيرة كافور . كتاب سيرة المعز . كتاب سيرة العزيز وغيره . وكان قد سمع الحديث ورواه فسمع منه عبد الله بن وهبان بن أيوب بن صدقة وغيره ولم يؤرّخه ابن عساكر وقد رحل إلى دمشق بعد الثلاثين ومولده سنة ست وثلاثمئة .
القاضي أبو علي بن برهون الشافعي .
الحسن بن إبراهيم بن برهون أبو علي الفارقي الفقيه الشافعي العلاّمة . تفقه بميَّا فارقين على أبي عبد الله محمد بن بيانٍ الكازروني تلميذ المحاملي ثم إنه رحل إلى الشيخ أبي إسحاق وحفظ المهذب وتفقَّه على ابن الصباغ وحفظ الشامل وهو زاهد ورع وتولّى القضاء بواسط بعد أبي تغلب فظهر من عدله وحسن سيرته ما زاد على الظّن به وسمع من الخطيب أبي بكر ومن طبقته وله كتاب الفوائد على المهذّب وعنه أخذ القاضي أبو سعد عبد الله بن أبي عصرون وكان يلازم الدرس من الشامل إلى أن توفي بواسط سنة ثمان وعشرين وخمسمئة ومولده بميَّا فارقين سنة ثلاث وثلاثين وأربعمئة .
فخر الكتَّاب الكاتب .
الحسن بن إبراهيم بن علي فخر الكتاب الجوينيّ المجوِّد . كان أوحد زمانه في براعة الخط كتب عليه خلق ببغداد وخطه يتغالى فيه بالثمن الوافر . مات سنة اثنتين وثمانين وخمسمئة .
أبو علي المالقي .
الحسن بن إبراهيم بن محمد بن مفرَّج بن الغيث بن تقي أبو علي الجذامي من أهل مالقة . خرج من بلاده وسمع بالاسكندرية من أبي الحسن علي الأنماطي وغيره وسافر إلى مكة وأقام بها وسمع الحديث ثم قدم بغداد وسمع من شيوخها وروى بها شيئاً من شعره وخرج إلى العراق وسمع بأصبهان ودخل خراسان ونيسابور وأقام بها إلى أن توفي سنة خمس وعشرين وخمسمئة وكان حافظاً للحديث قيّماً باللغة والنحو محققاً لما يقوله ضابطاً صدوقاً ورعاً ديّناً وقوراً ساكناً على قانون السَّلف ومن شعره : من البسيط .
الغرب يعرف أني كنت سيّده ... شيخ الشيوخ لعمري كنت محتلما .
لكنما شرف الإنسان بلدته ... لا يعرف الأمر إلاّ من مشى قدما .
لا تبخلنَّ فما الدنيا بباقية ... ركن البخيل إذا ما مات قد هدما .
وصاحب الجود لا تفنى محامده ... تبلى العطايا ولا يبلي الندى الكرما .
قلت : شعر نازل .
أبو محمد التنوخي الحلبي