جورجيس بن يوحنا بن سهل بن إبراهيم الحكيم أبو الفرج اليبروديّ النَّصراني اليعقوبي كان في أول أمره يحمل الشِّيخ على دابّة ويبيعه فمرّ يوماً على شيخ يفصد لإنسان به رعافٌ فقال له : لم تفصد هذا ألم يكفه الرعاف ؟ فقال : لأن هذا يجذبه إلى مسامتة الجهة الأخرى فقال له : إذا كان الأمر على ما تقوله فنحن اعتدنا أنه متى كان نهر جار وأردنا أن نقطع الماء عنه جعلنا له مسيلاً إلى جهة أخرى فينقطع . وأنت فلم لا تفعل ذلك من الناحية الأخرى ؟ ففعل ذلك فانقطع الرُّعاف . فقال له : لو اشتغلت بصناعة الطب لجاء منك . فما اليبرودي إلى قوله وتردّد إلى الشيخ وترك أهله وأقام بدمشق وسأل عمن يشتغل عليه فدل على بغداد فأخذ سوار أمه فباعه وتوصّل به إلى بغداد واشتغل بالطب والمنطق والحكمة . ثم عاد إلى دمشق واعترضه قيّم حمام وقال له : حلقت رأسي وأجد الآن في وجهي كله انتفاخاً وحرارة عظيمة وأمره بتلطيف التدبير واستعمال نقوع حامض فامتنع أن تحدث له ما شرا . ومن جملة ما خلّف اليبرودي ثلاثمئة مقطع وخمسمائة قطة فضية وزن القطعة من الطفارية ثلاثمئة درهم .
الألقاب .
ابن الجوزي الحافظ الكبير . جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ومحي الدين يوسف بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن يوسف وسبط أبي الفرج صاحب المرآة في التاريخ يوسف بن قزغلي .
الجوزذانيّة اسمها : فاطمة بنت عبد الله .
ابن جوصا الحافظ اسمه : أحمد بن عمير بن يوسف .
ابن أبي الجوع الورّاق : عبد الله بن محمد .
جونقا الكاتب : عليُّ بن الهيثم .
الجون : موسى بن عبد الله .
جوهر .
القائد باني القاهرة .
جوهر أبو الحسن القائد الرومي المعروف بالكاتب مولى المعز أبي تميم قدم من المغرب جهّزه المعزّ إلى ديار مصر في الجيوش والأهبة الوافرة في سنة ثمان وخمسين وثلاثمئة فاستولى على إقليم مصر وبنى القاهرة وكان عالي الأمر نافذ الكلمة وكان بعد موت كافور قد انخرم النظام وأقيم في الملك أحمد بن علي بن الأخشيد وهو صغير . وكان ينوب عنه ابن عم والده الحسن بن عبيد الله بن طغج والوزير جعفر بن حنزابة فقلّت الأموال على الجند فكتب جماعة إلى المعزّ يطلبون منه عسكراً ليسلموا إليه مصر فنفَّذ جوهراً في نحو مئة ألف فارس وأكثر فنزل بتروجة فراسله أهل مصر في طلب الأمان وتقرير أملاكهم لهم فأجابهم إلى ذلك وكتب العهد فعلم الأخشيدية بذلك فتأهّبوا للقتال فجاءتهم الكتب والعهود فاختلفت كلمتهم ثم أمّروا عليهم ابن الشُّويزاني وتوجّهوا للقتال نحو الجزيرة وحفظوا الجسور فوصل جوهر إلى الجزيرة ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان . ثم سار جوهر إلى منية الصيادين وأخذ مخاضة شلقان ووصل إلى جوهرطائفة من العسكر في مراكب وحفظ أهل مصر البلد فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح لهذا اليوم خبّأك المعز فعبر عرياناً بسراويل وهو في مركب ومعه الرجال خوضاً فوصلوا إليهم ووقع القتال بينهم فقتل خلقٌ كثير من الأخشيدية وانهزم الباقون ثم أرسلوا يطلبون الأمان فأمَّنهم جوهر وحضر رسوله ومعه بند أبيض وطاف بالأمان ومنع من النّهب وفتحت الأسواق ودخل جوهر من الغد في طبوله وبنوده وعليه ثوب ديباجٍ مذهب .
ونزل موضع القاهرة اليوم واختطها وحفر أساس القصر لليلته وأرسل إلى مولاه المعزّ يبشره بالفتح وبعث إليه برؤوس القتلى وقطع خطبة بني العباس ولبس السّواد وألبس الخطباء البياض وأمرهم أن يقولوا في الخطبة : اللهم صلى على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى فاطمة البتول وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول وصلى الله على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعز بالله . ثم في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أذَّنوا في مصر بحيّ على خير العمل واشتهر ذلك وكتب إلى المعز يبشّره بذلك وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين والظاهر أنه الجامع الأزهر .
وكان جوهر حسن السيرة في الرعية ولما مات رثاه جماعة من الشعراء . وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمئة . وكان عبيديّ العقيدة