وإن قلت ما أذنبت قلت مجيبةً ... حياتك ذنبٌ لا يقاس به ذنب .
فصعقت وصحت فبينا أنا كذلك إذا بصاحب الدار قد خرج فقال : ما هذا يا سيّدي ؟ فقلت له : ممّا سمعت . قال : أشهدك أنها هبة مني لك . فقلت : قد قبلتها وهي حرةٌ لوجه الله تعالى . ثم دفعتها لبعض أصحابنا بالرباط فولدت له ولداً نبيلاً ونشأ أحسن نشوء .
وحجّ الجنيد على قدميه ثلاثين حجة على الوحدة وصحبه أبو العباس ابن سريج الفقيه الشافعي فكان إذا تكلم في الأصول والفروع أعجب الحاضرين . فيقول : أتدرون من أين لي هذا هذا من بركة مجالستي أبا القاسم الجنيد . وسئل عن العارف فقال : من نطق عن سرّك وأنت ساكت .
ورثي وفي يده سبحة فقيل له : أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة فقال : طريق وصلت به إلى ربّي لا أفارقه .
وتوفي سنة ثمان وتسعين ومئتين ودفن عند قبر خاله سريّ السقطي وحزر الجمع الذي صلى عليه فكان ستين ألفاً وكان الجنيد يفتي وله عشرون سنة . وقيل كان على مذهب سفيان الثَّوري وقيل على مذهب أبي ثور صاحب الشافعي Bه .
القايني الصوفي .
الجنيد بن محمد بن علي أبو القاسم بن أبي منصور الصوفي منأهل قاين نزل هراة واستوطنها إلى حين وفاته وكان فقيهاً فاضلاً محدثاً صدوقاً موصوفاً بالزهد والعبادة وتفقّه على أبي المظفر السمعاني ثم على أسعد المهيني وعلق الخلاف عنهما وسمع الكثير ورحل في طلب الحديث وحصّل الأصول والنسخ وحدَّث بجميع ما سمع وصحب الصوفية أكثر من أربعين سنة وقدم بغداد فسمع منه الحافظ بن ناصر وأبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وسعيد بن الموفق النِّيسابوري والحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبة الله وتوفي بهراة سنة سبع وأربعين وخمسمئة .
باذنجانة الكاتب .
الجنيد بن محمد البصري الكاتب الملقب باذنجانة . كان من شعراء العسكر بسرّ من رأى ذكره المرزباني في كتاب الألقاب . ومن شعره في إبراهيم بن العباس الصّولي . وكان يلي ديوان الضياع وموسى بن عبد الملك وكان يلي ديوان الخراج أيام المتوكل : من الوافر .
إذا ولي ابن عباس وموسى ... فأمر الناس ليس بمستقيم .
فديوان الضياع بفتح ضادٍ ... وديوان الخراج بغير جيم .
أبو القاسم الحنبلي .
الجنيد بن يعقوب بن الحسن بن الحجاج بن يوسف الجيلي أبو القاسم بن أبي يوسف بن أبي علي الفقيه الحنبلي . نزل بغداد وأقام بها وقرأ الفقه على القاضي يعقوب البرزيني والأدب على أبي منصور الجواليقي وكتب بخطّه الكثير من الفقه والأصول والخلاف والحديث والأدب وكان خطّه رديئاً . وسمع رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وعليّ بن أحمد بن يوسف الهكّاري وعليّ بن محمد بن علي العلاّف وغيرهم . وتوفي سنة ست وأربعين وخمسمئة .
أمير خراسان .
الجنيد بن عبد الرحمن المرّي أمير خراسان والسِّند من جهة هشام بن عبد الملك . وكان من الأجواد ولكنه لم يحمد في الحروب . توفي سنة خمس عشرة ومئة .
أبو جمعة الصحابي .
جنيد بن سباع الأنصاري وقيل الكناني وقيل القاري واختلف في اسمه فقيل حبيب وقيل جبيب يعدّ في الشاميين . من حديثه عن النبي A أنه قال : قلنا يا رسول الله هل أحد خيرٌ منا ؟ قال نعم قوم يجيئون بعدكم يجدون كتاباً بين لوحين يؤمنون به ويصدِّقون . وهو مشهور بكنيته وكنيته أبو جمعة .
الألقاب .
ابن جنيدب الحافظ : اسمه أحمد بن الحسن ابن الجنيد الأصبهاني : محمد بن محمد بن الجنيد ابن جنّي النحوي : أبو الفتح عثمان بن جني .
الأمير فخر الدين الناصري .
جهاركس بن عبد الله الناصري الأمير فخر الدين كان من أكابر الأمراء الصّلاحية وكان كريماً نبيل القدر عالي الهمة . بنى بالقاهرة القيسارية الكبرى المنسوبة إليه .
قال القاضي شمس الدين ابن خلكان C تعالى : رأيت جماعة من التجار الذين طافوا البلاد يقولون : لم نر في شيء من البلاد مثلها في حسنها وعظمها وإحكام بنائها . وبنى بأعلاها مسجداً كبيراً وربعاً معلقاً .
وتوفي سنة ثمان وستمئة بدمشق ودفن بجبل الصالحية وتربته مشهورة هناك .
وكان العادل أعطاه بانياس وتبنين والشَّقيف فأقام بها مدة ولما مات أقرّ العادل ولده على ما كان له وكان أكبر من بقي من الأمراء الصَّلاحية