أرى الدهر يأبى غير ضرّي كأنما ... نوائبه ترشى عليّ فترتشي .
إذا سرني منه وذلك نادرٌ ... صباحٌ أتاني بالذي أكره العشي .
ولو كنت ذا مالٍ سموت إلى العلى ... وهل ينهض البازي ولمّا يريِّش .
وموقع قدر الفضل من قلب ناقصٍ ... كموقع ضوء الشمس من عين أعمش .
سأطَّرح الناس اطّراح مجرّب ... حشاه بيأسٍ من نوالهم حشي .
وقال : أنشدني لنفسه : من الكامل .
قلبي وطرفي في هواك على خطر ... أفناهما الشوق المبرِّح والسَّهر .
يا طلعة القمر المنير وقامة ال ... غصن النضير إذا تبدَّى أو خطر .
أخجلت مني وامقاً بك واثقاً ... يا مخجل الشمس المنيرة والقمر .
ولكم حبيب راعني بصدوده ... فعذرته وحملت ذاك على القدر .
لم يدن مني وصله حتى نأى ... عنّي ولا ورد الرِّضا حتى صدر .
ما حدّثني النفس عنك بسلوةٍ ... سيَّان فيك سلا محبٌّ أو غدر .
قلت : شعر متوسط مقبول .
الحافظ الفريابيّ .
جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض أبو بكر الفريابي الحافظ المصنّف قاضي الدّينور وأحد أدعية العلم والفهم طوَّف الدائرة الاسلامية ورحل من الترك إلى مصر . ولما ورد بغداد استقبل بالطَّيارات والزبازب وحزر من حضر لسماعه بثلاثين ألفاً . وكان المستملون ثلاثمئة وستة عشر . ولد سنة سبع ومئتين وتوفي سنة إحدى وثلاثمئة وكان ثقةً حجةً . قال أبو علي ابن الصوَّاف سمعته يقول : كلُّ من لقيته لم أسمع منه إلاّ من لفظه إلاّ ما كان من شيخين أبي مصعب الزُّهري فإنه ثقل لسانه والمعلَّى بن مهدي بالموصل فكتبت عنه .
الحافظ جعفرك .
جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري أبو محمد الحافظ ويعرف بجعفرك المفيد . رحل وسمع وروى عن محمد بن يحيى الذهلي والحسن بن عرفة . وهذه الطبقة وروى عنه الحافظات أبو علي النيسابوري وأبو إسحاق بن حمزة الأصبهاني وجماعةٌ . وتوفي بحلب غريباً سنة سبع وثلاثمئة .
أبو القاسم الجروليّ .
جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز بن وزير أبو القاسم الجروليّ المصري البغدادي . روى عن أحمد بن المقدام العجلي ومحمد بن إسماعيل البخاري وغيرهما ببغداد وبمصر . وروى عنه محمد بن الحسن الفارسي شيخ اللالكائي وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق المخزومي وغيرهما . وتوفي بتنيس في شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمئة .
قاضي شنتمرية .
جعفر بن محمد بن يوسف أبو الفضل الشَّنتمري ولي قضاء شنتمرية . روى عن أبيه عن جدّه أبي الحجاج يوسف الأعلم جميع رواياته وتصانيفه . وروى عنه أبو محمد بن عبيد الله وابن خير . وكان فقيهاً مشاوراً مفتياً كاتباً شاعراً . استشهد بشنتمرية سنة ست وأربعين وخمسمئة ومن شعره : .
ابن ورقاء .
جعفر بن محمد بن ورقاء بن محمد بن ورقاء أبو محمد الشيباني أخو أحمد بن ورقاء . كان من بيت إمرة وتقدم وأدب . ولد بسرَّ من رأى سنة اثنتين وتسعين ومئتين وتوفي في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمئة . وكان قد تقلد المعاون بالكوفة سنة ست عشرة وثلاثمئة . وكان المقتدر يجريه مجرى بني حمدان . وتقلَّد عدة ولايات وكان شاعراً كاتباً جيد البديهة والرويّة . كان يأخذ القلم ويكتب ما أراد من نثر ونظم كأنه عن حفظ وكانت بينه وبين سيف الدولة مكاتبات بالشعر والنثر مشهورة . ومن شعره : من المتقارب .
ولما عبثن بعيدانهنَّ ... قبيل التبلُّج أيقطنني .
جسس البموم وأتبعها ... بنقر المثانيفهيجنني .
عمدن لإصلاح أوتارهن ... فأصلحنهنَّ وأفسدنني .
ومنه : من السريع .
الحمد لله على ما قضى ... في المال لمّا حفظ المهجة .
ولم تكن من ضيقةٍ هكذا ... إلا وكانت بعدها فرجه .
ومنه : من الطويل .
هززتك لا أني علمتك ناسياً ... لحقي ولا أني أردت التقاضيا .
ولكن رأيت السيف من بعد سلّه ... إلى الهزِّ محتاجاً وإن كان ماضيا .
ومنه : من البسيط .
قالوا تعزَّ فقد أسرفت في جزع ... فالموت كاسٌ عميمٌ مر مشربه