وروى علي بن الجعد عن زهير بن محمد قال : قال أبي لجعفر بن محمد : إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر فقال : برئ الله من جارك والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر ولقد اشتكيت شكاية فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم .
وله مناقب كثيرة وكان أهلاً للخلافة لسؤدده وشرفه وقد كذبت عليه الرافضة أشياء لم يسمع بها كمثل كتاب الجفر وكتاب اختلاج الأعضاء ونسخ موضوعة .
ومحاسنه جمة تغمده الله برحمة وروى له مسلم وأبو داود والترميزي والنسائي وابن ماجة .
وتوفي سنة ثمان وأربعين ومئة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبو محمد الباقر وجده علي زين العابدين وعم جده الحسين بن علي بن أبي طالب Bهم .
فلله دره من قبر ما أكرمه وأشرفه .
ولقب بالصادق لصدقه في مقاله .
وحكى كشاجم في كتاب المصايد والمطارد أب جعفراً الصادق سأل أبا حنيفة Bه فقال : ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي ؟ فقال : يا بن رسول الله ما أعلم فيه شيئاً فقال له أنت تداهي أولا تعلم أن الظبي لا تكون له تكون رباعية وهو ثني أبداً .
وقال أبو جعفر المنصور لعمرو بن عبيد : يا أبا عثمان ما عندك عن النبي A في اتخاذ الكلب ؟ فقال عمرو : روي عن النبي A أنه قال : من اتخذ كلباً لغير حراسة زرع أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيراطان .
قال ولم ذلك ؟ قال لا أدري هكذا جاء الحديث .
فأقبل أبو جعفر على أبي عبد الله جعفر الصادق فقال : يا أبا عبد الله ما عندك في هذا ؟ فقال أبو عبد الله يا أمير المؤمنين خذ العلم بحقه من معدنه إنما ذلك لأنه ينبح على الضيف ويرد السائل فقال جعفر : اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله رأيت البارحة فيما يرى النائم كأني دخلت مسجد رسول الله A ورجل جالس في ناحية المسجد عليه السكينة والوقار والناس قد حفوا به يسألونه وهو يجيبهم فسألته عن هذا السؤال فأجابني بهذا الجواب .
فقلت من هذا ؟ قالوا أبو جعفر محمد بن علي .
واستأذن أهل مكة والمدينة على المنصور وعنده أبو عبد الله فأذن لأهل مكة قبل أهل المدينة .
فقال أبو عبد الله أتأذن لأهل مكة قبل أهل المدينة ؟ فقال المنصور : يا أبا عبد الله إن مكة العش .
قال : صدقت والله وفقهت وأمر برد أهل مكة وأن يقدم أهل المدينة وقضى حوائجهم وأسنى جوائزهم .
ثم أذن لأهل مكة .
وقيل أن الذباب وقع على المنصور فذبه عنه فعاد فذبه حتى أضجره فدخل جعفر بن محمد فقال له المنصور : يا أبا عبد الله لم خلق الله الذباب ؟ فقال : ليذل به الجبابرة .
وقال جعفر الصادق : لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كان فيه شيء من هذه الخصال أو بعضها فانسبه إلى الصداقة ثم حدها فقال : أول حدودها أن تكون سريرته وعلانيته لك سواء .
والثانية أن يرى شينك شينه وزينك زينه .
و الثالثة لا يغيره مال ولا ولاية .
الرابعة لا يمنعك شيئاً تناله يده .
والخامسة وهي تجمع هذه الخصال وهي أن لا يسلمك عند النكبات .
وقال جعفر الصادق : كان جدي علي بن حسين رحمة الله عليه يقول : من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرساً فليقل : أللهم آحرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام وأغفر لي بقدرتك علي ولا أهلكن وأنت رجائي فكم من نعمة قد أنعمت بها علي قل لك عندها شكري وكم بلية آبتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ويا ذا النعماء التي لا تحصى ويا ذا الأيادي التي لا تنقضي بك أستدفع مكروه ما أنا فيه وأعوذ بك من شره يا أرحم الراحمين .
أبو القاسم الإسكافي .
جعفر بن محمد بن عبد الله أبو القاسم بن جعفر الإسكافي .
أحد فضلاء المعتزلة ببغداد كان كاتباً بليغاً رد إليه المعتصم أحد دواوينه وله مصنف في الإمامة وكان أبوه من أعيان المعتزلة مقدماً عند المعتصم يبجله ويعظمه ويصغي إلى كلامه وأصله من سمر قند .
المتوكل على الله .
جعفر بن محمد أبو الفضل المتوكل على الله ابن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور .
بويع له بالخلافة بعد موت أخيه هارون الواثق بمشاورة في ذلك في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومئتين