ابن حازم الجهضمي .
جرير بن حازم الجهضمي البصري قال المرزباني : توفي في صدر الدولة الهاشمية وكان يرمى في دينه ومدح عباد بن عبادٍ المهلبي بعدة مائح منها قوله لمّا بنى داره : - من الطويل - .
حبا الله عباداً بأفضل منزلٍ ... وأجزله للعابد الدائم الفكر .
فيا بن قروم الأزد كن شاكراً لمن ... حباك به والله زائد من شكر .
عمرت فأحسنت العمارة فاغتنم ... عمارة دار الحق في عابر العمر .
الأموي .
جرير بن عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس يقول للمهدي في راوية مصعب الزبيري : - من الرمل - .
يا أمين الله قد قلت لكم ... قول ذي رأي ودين وحسب .
من يقل غير مقالي فلقد ... قال زوراً وتعدى وكذب .
عبد شمس كان يلتو هاشماً ... وهما بعد لأم ولأب .
ثم ما فرق حتى آدم ... بيننا الرحمن في جذم النسب .
لكم الفضل علينا ولنا ... بكم الفضل على العرب .
فابد بالأقرب منا إننا ... عصب نأتيك من دون عصب .
القرايات شديد ودها ... عقدها أوثق من عقد الكرب .
فصلوا الأرحام منا واحفظوا ... عبد شمس عم عبد المطلب .
ابن يزيد البجلي .
جرير بن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري البجلي قال المرزباني : رشيدي يقول : - من الطويل - .
أيا رب قد نزهتني مذ خلقتني ... عن اللؤم والأدناس في العسر واليسر .
وأوليتني الحسنى قديماً وحطتني ... وبصرتني رشدي وعرفتني قدري .
فيا رب لا تجعل علي لساقط ... ولا للئيم نعمة آخر الدهر .
فإني أرى مر الليالي على امرئٍ ... كريم له من أقبح الخدع والعفر .
حياتهم موت ونفعهم عنىً ... ونيل الغنى منهم أشد من الفقر .
ابن الخطفي التميمي .
جرير بن عطية بن الخطفي بفتح الطاء المهملة والفاء أبو حزرة - بالحاء المهملة والزاي قبل الراء - التميمي الشاعر المشهور كان من فحول الشعراء في الإسلام وكان بينه وبين الفرزدق مهاجاة ونقائض وهو أشعر من الفرزدق عند أكثر أهل العلم .
قيل إن بيوت الشعر أربعة فخر ومديح وهجاء ونسيب وفي الأربعة فاق جرير غيره فالفخر قوله : - من الوافر - .
إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا .
والمديح قوله : - من الوافر - .
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح .
والهجاء قوله : - من الوافر - .
فغض الطرف إنك من نميرٍ ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا .
والنسيب قوله : من - البسيط - .
إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا .
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله أركانا .
قال أبو عبيدة : رأت أم جرير في نومها وهي حامل به كأنها ولدت حبلاً من شعر أسود فلما وقع جعل ينزو فيقع في عنق هذا فيخنقه حتى فعل ذلك برجال كثير فانتبهت مذعورة فأولت الرؤيا فقيل لها تلدين غلاماً شاعراً ذا شر وشدة وشكيمة وبلاء على الناس .
فلما ولدته سمته جريراً باسم الحبل الذي رأت أنه خرج منها .
والجرير الحبل .
وقال رجل لجرير من أشعر الناس ؟ فقال له : قم حتى أعرفك الجواب .
فأخذ بيده وجاء به إلى أبيه عطية وقد أخذ عنزاً فاعتقلها وجعل يمص ضرعها فصاح به : أخرج يا أبه فخرج شيخ ذميم رث الهيئة وقد سال لبن العنز على لحيته .
فقال له : أترى هذا قال نعم .
قال أو تعرفه ؟ قال : لا .
قال هذا أبي أفتدري لم كان يشرب من ضرع العنز ؟ قال : لا .
قال مخافة أن يسمع صوت الحلب فيطلب منه اللبن ثم قال : أشعر الناس من فاخر بمثل هذا الأب ثمانين شاعراً وقارعهم ففلهم جميعاً .
ودخل على عبد الملك بن مروان فأنشده : من الوافر .
أتصحو أم فؤاداك غير صاح ... عشية هم صحبك بالرواح .
تقول العاذلات علاك شيب ... أهذا الشيب يمنعني مراحي .
تعزت أم حزرة ثم قالت ... رأيت الموردين ذوي لقاح