ثابت بن إبراهيم بن زهرون أبو الحسن الحراني الطبيب ؛ كان من كبار الأطباء ببغداد وهو نظير ثابت بن سنان وله إصابات عجيبة في العلاج وقد مر ذلك في ترجمة ثابت بن سنان والصحيح أن تلك الاتفافات إنما وقعت لهذا ؛ وكانت وفاته سنة ست وستين وثلاث مائة .
الناقل الطبيب .
ثابت الناقل ؛ كان متوسطاً في النقل إلا أنه يفضل إبراهيم بن الصلت وكان مقلاً من النقل ومن نقله كتاب الكيموس لجالينوس .
الرقي النصراني .
ثابت بن هارون الرقي النصراني استدركه الباخرزي في الدمية على الثعالبي في اليتيمة لأن ثابت هذا قرأ ديوان أبي الطيب المتنبي عليه وكتب المتنبي له خطه بذلك . ولما قتل المتنبي رثاه ثابت واستثار له عضد الدولة على فاتك وبني أسد بقوله : .
الدهر أغدر والليالي أنكد ... من أن تعيش لأهلها يا أحمد .
قصدتك لما أن رأتك نفيسها ... بخلاً بمثلك والنفائس تقصد .
ذقت الكريهة بغتة وفقدتها ... وكريه فقدك في الورى لا يفقد .
ما كان تاركك الزمان لأهله ... إن الزمان على الغريبة يحسد .
قل لي إن اسطعت الخطاب فإنني ... صب الفؤاد إلى خطابك مكمد .
أتركت بعدك شاعراً والله لا ... لم يبق بعدك في الزمان مقصد .
أما العلوم فإنها يا ربها ... تبكي عليك بأدمع ما تجمد .
غدر الزمان به فخان ولم تزل ... أيدي الزمان ببأسه تستنجد .
لقي الخطوب فبذها حتى جرى ... غلط القضاء عليه وهو تعمد .
صه يا بني أسد فلست بنجدة ... أثرت فيه بل القضاء يقيد .
يا أيها الملك المؤيد دعوة ... ممن حشاه بالأسى يتوقد .
هذي بنو أسد بضيفك أوقعت ... وحوت عطاءك إذ حواه الفدفد .
وله عليك بقصده يا ذا العلى ... حق التحرم والذمام الأوكد .
فارع الذمام وكن بضيفك طالباً ... إن الذمام على الكريم مؤبد .
ارع الحقوق لقصده وقصيده ... عضد الملوك فليس غيرك يقصد .
الطبيب .
ثابت بن قرة الحراني الطبيب ؛ كان مقيماً بحران وهو جد ثابت سنان المذكور أولاً . استصحبه معه محمد بن موسى لما انصرف من الرقة لأنه رآه فصيحاً وأدخله على المعتضد في جملة المنجمين ولم يكن له نظير في وقته في الطب وله أرصاد حسان للشمس ببغداد ولد سنة إحدى عشرة ومائتين . وتوفي سنة ثمان وثمانين ومائتين ورثاه يحيى بن علي المنجم لما مات وكان بينهما مودة أكيدة فقال : .
ألا كل شيء ما خلا الله مائت ... ومن يغترب يرجى ومن مات فائت .
نعينا العلوم الفلسفيات كلها ... خبا نورها إذ قيل قد مات ثابت .
ولما أتاه الموت لم يغن طبه ... ولا ناطق مما حواه وصامت .
تهذبت حتى لم يكن لك مبغض ... ولا بك لما اغتالك الموت شامت .
وبرزت حتى لم يكن لك دافع ... عن الفضل إلا كاذب القول باهت .
وقيل إن حديث القصاب وعلاجه جرى لثابت هذا . وكان فيلسوفا وله يد طويلة في الحساب وإليه المنتهى في علوم الأوائل وهو الذي أصلح كتاب إقليدس تعريب حنين بن إسحاق وله تصانيف كثيرة . وكان بارعاً في الهندسة والهيئة وكان ابنه إبراهيم رأسا في الطب . ونال ثابت رتبة عالية عند المعتضد وأقطعه ضياعاً وكان يجلس عنده والوزير قائم .
أبو طالب التميمي .
ثابت بن الحسين بن شراعة أبو طالب التميمي الأديب ذكره شيرويه فقال : روى عن ابنه سلمة وابن عيسى وأبي الفضل محمد بن عبد الله الرشيدي ومنصور بن رامش وغيرهم ؛ سمعت منه وكان صدوقاً . توفي في صفر سنة تسع وستين وأربع مائة .
اللغوي الكوفي