يؤم رعيل الغيم وإنما ... يؤم خيال من سليمى محبب .
وإلا فلم وافى كأن نسيمه ... وما فيه طيب بالعبير مطيب .
ولم جاء والطيف المعاود مضجعي ... معاً ومضى لما مضى المتأوب .
فواصلني تحت الكرى وهو عاتب ... ولولا الكرى ما زارني وهو يعتب .
وبات ضجيعي منه أهيف ناعم ... وأدعج نشوان وألعس أشنب .
كأن الدجى في لون صدغيه طالع ... وشمس الضحى في لون خديه تغرب .
فلما أجاب الليل داعي صبحه ... وكاد توالي نجمه يتصوب .
ثنى عطفه لما بدا الصبح ذاهباً ... وما كاد لولا طالع الصبح يذهب .
إلى الله أشكو سر شوق كتمته ... فنم به واش من الدمع معرب .
ومنه : .
سقاني مثل خديه مداماً ... بأصفى من مروقة الظنون .
كأن الراح وردة جلنار ... تبدت في غلالة ياسمين .
ومنه : .
اشرب على ودّ نهار بدا ... والليل تال قد بدا بالسعود .
كأنما الأفق به لابس ... نور الثنايا واحمرار الخدود .
ومنه : .
اشرب على بدر بدا كاملاً ... في أنجم مشهورة كالشرر .
كأنه في ليله غرة ... تم سناها بسواد الطور .
ومنه : .
أعذب الأشياء عندي ... قبلة في صحن خد .
وثنايا عطرات ... خلقت من ماء شهد .
وحبيب ليس يرضى ... لمحبيه بصد .
ومنه : .
إذا خلوت بمحبوب تجشمه ... فاملأ محاسن خديه من القبل .
وأضحك الوصل بالهجران منه ومل ... على التحكم في اللذات والغزل .
لا شيء أحسن من كف تغمزها ... كف ومن مقل ترنو إلى مقل .
ومن فم في فم عذب مقبله ... كأن ريقته ضرب من العسل .
حتى إذا ما نلت ما تهوى بلا كذب ... فاجعل منامك بين المتن والكفل .
وقل لمن لام في لهو تسر به ... عني إليك فإني عنك في شغل .
إن الثقيل هو المحروم لذته ... لا بارك الله فيمن راح ذا ثقل .
وله عدة مدائح في أبيه المعز وأخيه العزيز .
صاحب أفريقية .
تميم بن المعز بن باديس بن المنصور ابن بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي ملك أفريقية وما والاها بعد أبيه المعز ؛ كان حسن الآثار محمود السيرة محباً للعلماء معظماً للأدباء وأرباب الفضائل قصده الشعراء من الآفاق على بعد الدار كابن السراج الصوري وأنظاره وهو الذي قال فيه الحسن بن رشيق : .
أصح وأعلى ما رويناه في الندى ... من الخبر المأثور منذ قديم .
أحاديث ترويها السيول عن الحيا ... عن البحر عن كف الأمير تميم .
وكان يجيز الجوائز السنية ويعطي العطاء الجزيل ومولده بالمنصورية التي تسمى صبرة من أفريقية سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة وفوض إليه أبوه ولاية العهد بالمهدية سنة خمس وأربعين ولم يزل بها إلى أن توفي والده فاستبد بالملك . ولم يزل إلى أن توفي سنة إحدى وخمس مائة ودفن في قصره ثم نقل إلى قصر السيدة بالمنستير وخلف من البنين أكثر من مائة ومن البنات ستين على ما ذكر حفيده أبو محمد عبد العزيز بن شداد بن تميم في كتاب أخبار القيروان وفي أيام ولايته اجتاز المهدي محمد بن تومرت بأفريقية عند عوده من بلاد الشرق وأظهر بها الإنكار على من رآه خارجاً عن سنن الشريعة ومن هناك توجه إلى مراكش وكان من أمره ما ذكرته في ترجمته في المحمدين وسيأتي ذكر ولده يحيى بن تميم في حرف الياء في مكانه إن شاء الله تعالى وله هناك ذكر أيضاً . وللأمير تميم شعر وفضائل . فمن شعره : .
إن نظرت مقلتي لمقلتها ... تعلم مما أريد نجواه .
كأنها في الفؤاد ناظرة ... تكشف أسراره وفحواه .
ومنه أيضاً : .
سل المطر العام الذي عم أرضكم ... أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي .
إذا كنت مطبوعاً على الصد والجفا ... فمن أين لي صبر فأجعله طبعي .
ومنه أيضاً :