تميم بن أحمد بن أحمد بن كرم بن غالب البندنيجي البزاز أبو القاسم بن أبي بكر ؛ مفيد بغداد . قال محب الدين بن النجار : أخو شيخنا الحافظ أحمد سمع في صباه من أبي بكر ابن الزاغوني وأبي الوقت الصوفي وأبي محمد ابن المادح وأبي الفتح ابن البطي وطلب بنفسه وسمع الكثير من أصحاب أبي الخطاب ابن البطر وأبي عبد الله بن طلحة وأبي الحسين ابن الطيوري وأبي الحسن بن العلاف وأبي محمد ابن السراج وأبي القاسم ابن بيان وأبي علي ابن نبهان وأبي الغنايم ابن النرسي وأبي طالب بن يوسف وأمثالهم ؛ ولم يزل يسمع من أصحاب ابن الحصين وابن كادش وأبي غالب ابن البناء وأبي بكر الأنصاري وأبي القاسم ابن السمرقندي وممن دونهم إلى حين وفاته . وكتب بخطه للناس ولنفسه كثيراً . وكان يفيد الطلبة ويسعى معهم إلى الشيوخ وكان يحفظ أسماء الكتب والأجزاء المروية في ذلك الوقت ويدل عليها الغرباء ويعيرهم الأصول وكان يعرف أحوال الشيوخ الذين أدركهم ويحفظ مواليدهم ووفياتهم وله في ذلك همة وافرة مع قلة معرفة بالعلم . سمعت معه وبإفادته كثيراً وسمعت منه جزءاً واحداً اتفاقاً . وكان متساهلاً في الرواية ينقل السماعات من حفظه على الفروع من غير مقابلة بالأصول رأيت منه ذلك مراراً . وأذكر مرة وأنا واقف معه وقد أتاه بعض الطلبة بجزء فأراه إياه وسأله : هل هو مسموع في ذلك الوقت أم ل . فقال له : هو سماع فلان ابن فلان . وتقدم إلى دكان خباز وأخذ منه دواةً وقلماً ونقل له على ذلك الجزء وكان صحيفة سماع ذلك الشيخ من حفظه ودفعه إليه وقال : اذهب فاسمعه فأخذه ذلك الطالب ومضى . واشتهر ذلك منه فامتنع جماعة من حفاظ الحديث من السماع بنقله . توفي سنة سبع وتسعين وخمس مائة .
وزير المهدي .
تميم الوزير صاحب ديوان المهدي ؛ حدث عن المهدي محمد بن عبد الله المنصور روى عنه مسلمة بن الصلت قال : حدثني المهدي أمير المؤمنين عن أبيه ابن عباس عن النبي A قال : آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر . قلت هذا حديث موضوع .
النهشلي .
تميم بن خزيمة بن خازم النهشلي صاحب الدعوة ؛ بغدادي هو القائل : .
قالوا عشقت صغيرةً فأجبتهم ... أشهى المطي إلي ما لم يركب .
كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... نظمت وحبة لؤلؤ لم تثقب .
فأجابته عنان جارية النطاف : .
إن المطية لا يلذ ركوبها ... ما لم تذلل بالزمام وتركب .
والدر ليس بنافع أربابه ... ما لم يؤلف بالنظام ويثقب .
تميم بن المعز صاحب القاهرة .
تميم بن المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي ؛ هو أبو علي ابن المعز صاحب القاهرة كان تميم المذكور فاضلاً شاعراً ماهراً لطيفاً ظريفاً . ولم يل الملك لأن ولاية العهد كانت لأخيه العزيز فوليها بعد أبيه . وللعزيز أيضاً أشعار . وتوفي أبو علي تميم المذكور سنة أربع وسبعين وثلاث مائة بمصر . وحضر أخوه العزيز الصلاة عليه في بستانه وغسله القاضي محمد بن النعمان وكفنه في ستين ثوباً وأخرجه مع المغرب من البستان وصلى عليه بالقرافة وحمله إلى القصر ودفنه في الحجرة التي فيها قبر أبيه المعز . وقيل توفي سنة خمس وسبعين . ومولده سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة . ومن شعره يصف بركة : .
في قبة سمكها في الجو مشرقة ... على اطراد مياه تكسير .
كأنما ماؤها والريح تدرجه ... على نقا يقق من غير تكدير .
نقش المبارد صيغت بعدما جليت ... بعضاً لبعض بتقدير وتدبير .
ومنه قوله من أبيات : .
صدعن فؤاداً كاد ينهل أدمعاً ... وقلباً غداة البين كاد يطير .
أوانس في أثوابهن وفي الملا ... غصون وفي تنقيبهن بدور .
إذا ما دجا جنح الظلام أناره ... لهن تراق وضّح ونحور .
كأن نقا خبت لهن روادف ... تأزرنها والأقحوان ثغور .
ومنه أيضاً : .
سرى البرق فارتاع الفؤاد المعذب ... وجاز الكرى في العين فهو مذبذب .
أرقت لهذا البرق حتى كأنما ... بدا فبدت منه لعيني زينب .
يلوح ويخبو في السماء كأنه ... سيوف بأرجاء السحاب تقلب