الأمير سيف الدين بيبغا تتر المعروف بحارس الطير ؛ تولى نيابة غزة بعد وفاة الملك الناصر محمد بن قلاوون قم إنه عزل وأقام بمصر إلى أن أمسك الوزير منجك على ما سيأتي شرحه في ترجمته وأمسك أخوه الأمير سيف الدين بيبغا آروس النائب في الحجاز في شهر ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وسبع ومائة فولاه السلطان الملك الناصر حسن كفالة الملك بالديار المصرية عوضاً عن الأمير سيف الدين بيبغا آروس المذكور فأقام بها إلى أن خلع الناصر وتولى الملك الصالح . ولما خرج مغلطاي أمير آخور ومنكلي بغا الفخري على الملك الصالح وأخذ مغلطاي هرب منكلي بغا الفخري ودخل على الأمير سيف الدين بيبغا تتر في داره مستجيراً به فأجاره وأخذ سيفه وسلمه إليهم وعزله السلطان بعد ذلك من كفالة الملك وولاها الأمير سيف الدين قبلاي فتوجه إلى غزة فأقام بها نائباً شهراً أو أكثر بقليل . ولما ورد إلى غزة الأمير سيف الدين بيفا آروس متوجهاً إلى نيابة حلب عمل بهنائب غزة سماطاً فأكله وأمسكه وقيده وجهزه إلى الكرك ليعتقل به وذلك في شعبان سنة اثنتين وخمسين وسبع مائة .
بيبى راوية الجزء المشهور .
بيبى بنت عبد الصمد بن علي بن محمد من الفضل وأم عزي الهرثمية الهروية راوية الجزء المنسوب إليها عن عبد الرحمن ابن أبي شريح صاحب البغوي وابن صاعد ؛ توفيت سنة سبع وأربعين وأربع مائة .
بيجار الرومي .
بيجار الأمير حسام الدين اللاوي الرومي ابن بختيار . كان له ببلاد الروم قلاع وأموال وحشمة فنزح إلى المسلمين مهاجراً في أواخر الدولة الظاهرية وحج وأنفق أموالاً كثيرة ثم رجع ولزم بيته وترك الإمرة . قال الشيخ قطب الدين : جاوز المائة بسنين . كذا وكف بصره . وتوفي سنة إحدى وثمانين وستمائة . وقد تقدم ذكر ولده الأمير سيف الدين بهادر مكانه .
ابن أبي البير .
محمد بن نزار .
بيدرا نائب الأشرف .
بيدرا الأمير بدر الدين بيدرا نائب الدولة الأشرفية ؛ كان أعز الناس عند أستاذه الملك المنصور قلاوون . من كبار المقدمين في دولته فلما ملك الأشرف جعله أتابكاً . وكان يرجع إلى دين وعدل وعقل ويحب الكتب في أنواع العلوم واقتنى منها جملة واستنسخ منها أيضاً جملة . وملكت من كتبه : الكامل لابن الأثير في اثنتي عشرة مجلدة كتبها له الوطواط جمال الدين محمد بن إبراهيم الوراق المذكور في المحمدين . وكان يحب الفضلاء ويقدمهم ويكرمهم لكنه خرج على مخدومه وساق إليه وقتله هو وحسام الدين على ما سيأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة الملك الأشرف ؛ ورجع تحت عصائب السلطنة وحلفوا له ووعدوه بالملك فلم يتم له أمر وقتلوه من الغد في ثالث عشر المحرم ولم يتكهل سنة ثلاث وتسعين وست مائة . وله في ترجمة الملك الأشرف ذكر . وكان حسن الوجه . ولما عاد الأشرف من فتح قلعة الروم إلى دمشق توجه بيدرا بالعساكر المصرية إلى بعلبك وقصدوا جبل الجردتين والكسروانتين ثم حصل الفتور في أمرهم لأن بعض العسكر طلع الجبل فأمسكوهم وعاد الباقون مكسورين وآخر الأمر اتفق الأمر على إخراج جماعة من الفلاحين من الحبوس وانصلحت قضيتهم وعاد بيدرا إلى دمشق فلقيه الأشرف وأقبل عليه وترجل له للسلام عليه . ونبه الوزير ابن السلعوس للسلطان على أن بيدرا ارتشى من أهل الجبل فعاتبه السلطان على ذلك فانزعج لذلك ومرض مرضاً شديداً وشنع أنه سقي السم ثم عوفي من مرضه وعمل ختمة عظيمة في الجامع الأموي وحضرها الأمراء والقضاة والعلماء وأشعلوا الجامع مثل ليلة النصف وتصدق السلطان عنه بصدقة كثيرة قبل ذلك وسامح بالبواقي التي على الضمان وأطلق أهل السجون وتصدق بيدرا من ماله بشيء كثير ونزل عن كثير مما كان قد اغتصبه من الضمانات وما يجري مجراها . وجرح مرة بالرمح في وجهه فقال السراج الوراق ومن خطه نقلت : .
عجباً لرمح في يمينك طرفه ... من جرأة فيه لطرفك طامح .
ولو أنه في غير كفك ما ارتقى ... يوماً ولو كان السماك الرامح .
ونقلت من خط علاء الدين الوداعي : .
عمرت بعدلكم البلاد وأقبلت ... فنرى ربوعاً أو ربيعاً أخضرا .
والناس كلهم لسان واحد ... داع أدام الله دولة بيدرا .
بيرح الطاحي