بغا الداودار الناصري ؛ كان دواداراً صغيراً وألجاي كبيراً فلما مات ألجاي ظن بغا أن السلطان ما يعدل عنه لأن بغا كان أقدم منه وأكبر في بيت السلطان فولى صلاح الدين يوسف دوادار قبجق الوظيفة فيئس بغا من ذلك فلما كان بعد سنة عزل السلطان صلاح الدين وأخرجه إلى صفد واستقل بغا بالوظيفة . وكان خيراً عاقلاً إلا أنه كان يميل إلى الشباب . وكانت به فرحة يتعلل بها وينقطع في حجة ذلك ويخلو بنفسه مع أولئك الشباب وربما استعمل شيئاً من الشراب على ما قيل . واتفق أن قدم قصة للسلطان على لسان ابن الدجيجاتي التاجر لأن النشو كان قد رمى عليه شيئاً من متجر الخاص فلما علم النشو بذلك عمل عليه عند السلطان هو وغيره وكان ذلك اللعب منه على ذهن السلطان منه وفي نفسه منه فعزله من الوظيفة وأخرجه إلى صفد فأقام بها مدة يسيرة ومات في سنة سبع وثلاثين وسبع مائة فيما أظن ولم تكن له طبلخاناه أبداً بل كانت له عشرة C تعالى .
بغداد بنت جوبان .
بغداد خاتون ابنة النوين جوبان ؛ كان السلطان بو سعيد يحبها ويميل إليها ميلاً عظيماً إلى الغاية وكان أبوها لا يدعها تقرب من الأردو ولكن تكون غائبة مع زوجها الشيخ حسن هنا وهنا . فلما قتل بو سعيد أخاها دمشق خواجا وهر بأبوها جوبان ثم قتل ودخل أخوها تمرتاش إلى مصر تمكن بو سعيد منها وأخذها من زوجها وصارت عنده مكينة لها الحكم في الممالك ولها وزيرة وتركب في موكب من الخواتين وتشد في وسطها السيف . وتحكمت وهرب منها علي باشا أخو أم بو سعيد وخاله ولم يأخذه في هواها لومة لائم . ولم تزل كذلك على ما هي عليه من المكانة عند بو سعيد حتى مات وتملك أربكوون المذكور فيما تقدم فأخذها وقتلها سنة ست وثلاثين وسبع مائة . وكانت كثيرة التنقيب على أخبار أخيها تمرتاش - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف التاء في موضعه . أخبرني الخواجا مجد الدين إسماعيل السلامي قال : لما كنت بالأردو وعزمت على الحضور إلى خدمة السلطان الملك الناصر رحت إليها أودعها وأخدمها قال : فقالت لي : يا خواجا سلم على السلطان وقل له أنا بنته وجاريته وأشتهي أن لا يخباني عن حاجة فأنت ترى تصرفي وأمري في الأردو والممالك فلا يكون يطلب من غيري . فقال فضربت لها جوكا ودعوت . فقالت : يا خواجا أريدك تطلب أخي من السلطان حتى آراه قال : فضربت جوكا وبهت حيرةً لا أدري ما أقول . ثم ألهمني الله أن قلت : والله يا خوندكار أنا ما أنا قدر هذا الكلام هذا ما يتحدث فيه إلا قان كبير مثله فقالت : صدقت إلا يا خواجا قط ما يجيء أحد من عندكم فأساله عن أخي فيقول إني رأيته فقلت : لما راح أخوك إلى المسلمين قال له السلطان : أي البلاد تريد حتى أعطيك ؟ فخاف أن يطلب دمشق أو حلب أو غيرهما من هذه البلاد التي هي قريبة إلى هذه البلاد فيتهمه أنه يختار العود إلى بلاده فطلب منه إسكندرية وهي خلف - مصر إلى ذاك الجانب فالذي يروح من عندكم إلى مصر ما يعبر على إسكندرية ولا يصل إليها فلهذا ما يرونه . فهزت رأسها وقالت : يكون أو كما قال .
بغدوين الإفرنجي .
بغدوين ملك الإفرنج الذي أخذ القدس ؛ هلك من خراجة أصابته يوم مصاف طبرية . كان شجاعاً مهيباً خبيثاً استفحل شره وجمع العساكر وسار ليأخذ مصر من بني عبيد إلى أن قارب تنيس فسبح في النيل فانتقض الجرح عليه ونزل به الموت بالسبخة المعروفة به في رمل مصر فشقوا بطنه ورموا حشاه هناك فهي ترجم إلى اليوم . وحملوه ودفنوه بالقمامة وكان القمص صاحب الرهاء قد جاء إلى القدس زائراً فوصى له بغدوين بالملك بعده وكان هلاكه في سنة ثمان وخمس مائة .
الألقاب .
ابن البغدادي : أحمد بن محمد بن محمد .
ابن البغيديدي : الحسين بن أحمد .
البغل النحوي : اسمه مفرج بن مالك .
ابن أبي البغل : اسمه محمد بن أحمد .
البغوي أبو القاسم الحافظ : اسمه عبد الله بن محمد .
والبغوي صاحب التفسير : اسمه الحسين بن مسعود بن محمد .
ابن البغويش الطبيب : اسمه سعيد بن محمد .
بقاء .
ابن العليق