أمية بن خالد روى عن النبي A أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين . روى عنه أبو إسحاق السبيعي . قال ابن عبد البر : لا تصح عندي صحبته والحديث مرسل ويقال : إنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد كذا قال الثوري وقيس بن الربيع .
الكناني .
أمية بن الأشكر هو من كنانة من بني ليث صحابي شاعر مخضرم من سادات قومه . كان له ولد اسمه كلاب هاجر في أيام عمر بن الخطاب Bه إلى المدينة فأقام بها مدة ثم لقي ذات يوم طلحة والزبير فسألهما : أي الأعمال أفضل ؟ فقالا : الجهاد ! .
فسأل عمر Bه فأغزاه في جيش . وكان أبوه قد كبر وضعف فلما طالت غيبته قال من الوافر : .
لِمَن شيخان قد نشدا كلابا ... كتابَ الله ؟ لو قبل الكتابا .
أُناديه فيعرض في إياءٍ ... فلا وأبي كلاب ما أصابا .
أتاه مهاجران تكنّفاه ... ففارق شيخَه خطأً وخابا .
تركتَ أباك مُرْعشةً يداه ... وأمّك ما تُسبغ لها شرابا .
وإنّك والتماسَ الأجر بعدي ... كباغي الماءِ يتّبع السرابا .
فبلغت أبياته عمر Bه فلم يردد كلاباً وطال مقامه فخلط جزعاً عليه . ثم إنه أتاه يوماً وهو في مسجد رسول الله A وحوله المهاجرون والأنصار فوقف عليه وأنشأ يقول من الوافر : .
أعاذِلَ قد عذلتِ بغير قدر ... ولا تدرين عاذِلَ ما ألاقي .
فإمّا كنتِ عاذلتي فرُدِّي ... كلاباً إذ توجّه للعراقِ .
ولم أقْضِ اللُبانة من كلاب ... غداةَ غدٍ وآذَن بالفراقِ .
فتى الفتيان في يُسرٍ وعُسرٍ ... شديدُ الركن في يوم التلاقي .
ولا أبيك ما باليتَ وجدي ... ولا شفقي عليك ولا اشتياقي .
وإبقائي عليك إذا شَتونا ... وضمَّك تحت نحري واعتناقي .
فلو فلق الفؤادَ شديدُ وجدٍ ... لهمَّ سوادُ قلبي بانفلاقِ .
سأستعدي على الفاروق ربّاً ... له دَفْعُ الحَجيج إلى سياقِ .
وأدعو الله مجتهداً عليه ... ببطن الأخشَبَيْن إلى دُفاق .
إنِ الفاروقُ لم يردُدْ كلاباً ... إلى شيخين هامُهما زَواقِ .
فبكى عمر Bه وأمر برد كلاب إلى المدينة . فلما قدم دخل إليه فقال : ما بلغ من برك بأبيك ؟ فقال : كنت أوثره وأكفيه أمره وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له أغزر ناقة في إبله وأسمنها فأريحت وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم أحتلب له فأسقيه . فبعث عمر Bه إلى أبيه من جاء به وأدخله وقد ضعف بصره وانحنى فقال : يا أبا كلاب كيف أنت ؟ فقال : كما ترى يا أمير المؤمنين . فقال : هل من حاجة ؟ فقال : كنت أشتهي أن أرى كلاباً فأشمه شمةً وأضمه ضمةً قبل أن أموت . فبكى عمر وقال : ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى ! .
ثم أمر كلاباً أن يحتلب لأبيه ناقةً كما كان يفعل ويبعث إلى أبيه ففعل فناوله عمر الإناء وقال : دونك يا أبا كلاب ! .
فلما أخذه وأدناه إلى فمه قال : لعمر الله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة كلاب من هذا الإناء ! .
فبكى عمر وقال : هذا كلاب حاضر عندك ! .
فنهض إليه وقبله وجعل عمر يبكي ومن حضره . فقال لكلاب : الزم أبويك ! .
وأمر له بعطائه وأمره بالانصراف فلزمهما إلى أن ماتا .
أمية بن أبي أمية عمرو .
هو أبو محمد ابن أمية وقد تقدم ذكره في المحمدين . كان أمية المذكور يكتب للمهدي على بيت المال وكان إليه ختم الكتب بحضرته وكان يأنس به لأدبه وفضله ومكانه من ولائه فزامله أربع دفعات حجها في ابتدائه ورجوعه .
أمية ابن أبي الصلت .
واسم أبي الصلت عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف من ثقيف . كان أبوه شاعراً وهو القائل من قصيدة يمدح ابن جدعان من الكامل : .
قومي ثقيفٌ إن سألتَ وأُسرتي ... وبهمْ أُدافع رُكن مَن عاداني .
قومٌ إذا نزل الغريبُ بدارهم ... ردُّوه ربَّ صواهلٍ وقيانِ .
لا ينكتون الأرضَ عند سؤالهم ... لتطلّب العِلاَت بالعيدانِ