ولكنّني أُعطي صفاء مودّتي ... لمن لا يرى يوماً عليّ له الفضْلا .
وأستعمل الإنصاف في الناس كلّهم ... فلا أصِلُ الجافي ولا أقطع الحبلا .
وأخضع لله الذي هو خالقي ... ولن أعطيّ المخلوق من نفسي الذلاّ .
راوي الصحيح عن الفربري .
إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب أبو علي الكشاني روى الصحيح عن الفربري وتوفي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة .
الوثابي الشاعر .
إسماعيل بن محمد بن أحمد أبو طاهر الأصبهاني الوثابي الشاعر بتشديد الثاء المثلثة وبعد الألف باء موحدة أضر آخر عمره وافتقر وقيل إنه كان يخل بالصلوات . وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة . قال السمعاني : ما رأيت أسرع بديهةً منه في النثر والنظم دخلت عليه داره بأصبهان واقترحت عليه رسالة فقال لي : خذ القلم واكتب ! .
وأملي علي في الحال بلا ترو ولا تفكر كأحسن ما يكون . وسيأتي ذكر ولده الأكرم محمود بن إسماعيل في مكانه من حرف الميم إن شاء الله تعالى . ومنت شعره من الطويل : .
أشاعوا فقالوا : وقفةٌ ووداعُ ... وزُمَّت مطايا للرحيل سِراعُ .
فقلتُ : وداعٌ لا أطيق عيانَه ... كفاني من البين المُشِتِّ سماعُ .
ولم يملك الكتمانَ قلبٌ ملكتَه ... وعند النوى سرُّ الكتوم مُذاعُ .
ومنه في المقص من الكامل : .
ما طائرٌ يحكي لمبصره ... مَهْما غدا لجناحه نَشْرُ .
ميمَين أوصلتا بلام ألفٍ ... ويُعدّ نونات بها عَشْرُ .
وكان يظن به نوع من الخبل فقال من الطويل : .
ولمّا رأيتُ العقل كاد يُميتني ... جعلتُ جنوني جُنّةً فحييتُ .
الدهان النيسابوري .
إسماعيل بن محمد بن عبدوس الدهان أبو محمد النيسابوري أنفق ماله على الأدب وتقدم فيه وبرع في علم اللغة والنحو والعروض وأخذ عن صاحب الصحاح إسماعيل بن حماد واستكثر منه وكتب الصحاح بخطه واختص بالأمير أبي الفضل الميكالي ومدحه بشعر كثير ثم أتى الزهد والإعراض عن أعراض الدنيا . وقال لما أزمع الحج من الوافر : .
أتيتُكَ راجلاً ووددت أنّي ... ملكتُ سواد عيني أمتطيه .
وما لي لا أسير على المآقي ... إلى قبرٍ رسولُ الله فيه .
وقال أيضاُ من البسيط : .
عبدٌ عصى ربَّه ولكنْ ... ليس سوى واحدٍ يقولُ .
إن لم يكن فعله جميلاً ... فإنّما ظنُّه جميلُ .
وقال أيضاً من الوافر : .
نصحتُك يا أبا إسحاقَ فاقبلْ ! .
... فإنّي ناصحٌ لك ذو صداقَةْ .
تعلَّمْ ما بدا لك من علومٍ ... فما الإدبار إلاّ في الوِراقَه .
القمي النحوي .
إسماعيل بن محمد القمي النحوي ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست وقال : له من التصانيف : كتاب الهمزة كتاب العلل .
عصابة الجرجرائي .
إسماعيل بن محمد بن حاتم الباذامي أبو إسحاق الشاعر الملقب عصابة من أهل جرجرايا . وقال الصولي : اسمه إبراهيم بن باذام وهو كثير الشعر متسف الألفاظ وكان يتشيع ويهجو العباسيين ومدح جماعةً من الأمراء وأخذ ثوابهم . هجا بعض عمال بغداد فلم تطل المدة حتى ولي هذا العامل جرجرايا فلما دخلها أصاب صبرةً ضخمةً من الشعير لعصابة الجرجرائي ارتفعت إلى حق الديوان وقال : هجانا عصابة بالشعر فهجوناه بالشعير . ومن شعره يمدح إسحاق بن إبراهيم المصعبي من الكامل : .
ألمتَ بالخَبْتين أوْ لَمْ تُلممِ ... فدموعُ عَينِك رُجَّعٌ لم تسجمِ .
يقول فيها : .
إسحاقُ إنّ الدهر هِرْتٌ شَدْقه ... وعَدا ليأكلني بنابَيْ ضَيْغَمِ .
فاعْتَذْتُ باسْمك منه فاستقللتهُ ... فانْصاع مُنْهَزِماً وما من مَهزمِ .
ومضى إلى حَدثَانه متظلِّماً ... لا زلتَ تَظْلِمُه وإن لم تَظلِمِ .
وأنا الجديدُ من الصنائع فافتضضْ ... بِكْراً شكراً بشيبٍ مهرمِ .
قلت : كل شعره من هذا النمط المردود والخاطر المكدود لا بارك الله فيه .
الحافظ الجوجي