وحين الوحش ترعى في رياضٍ ... من الآفات مَرْتُعها خلاء .
فحلَّ فما بها بَشَرٌ سواه ... بعُقْوَته له عسلٌ وماء .
إلى وقتٍ ومدّة كلِّ نَذْلٍ ... يُطيف به وأنت له فداء .
كأنّا بابن خَوْلةَ عن قليلٍ ... وربُّ العرش يفعل ما يشاء .
يهزّ دُوين عينِ الشمس سيفاً ... كلمع البرق أخلْصه الجلاء .
يشبّه وجهُه قمراً منيراً ... تضيء له إذا طلع السماء .
فلا يخفى على أحدٍ بصيرٌ ... وهل بالشمس ضاحيةً خفاء .
هنالك تعلم الأحزابُ أنّا ... ليوثٌ لا يُنَهْنهِنا الكِفاء .
فنُدرك بالذحول بني أمَيٍّ ... وفي ذاك الذحول لهم فناء .
قال الصولي : حدثنا العلالي حدثنا محمد بن عبد الرحمن التميمي حدثني أبي قال : سمعت أبا محمد عبد الله بن عطاء يقول : لما مات عمي محمد بن الخفية كنت حاضراً فتوليته وغسلته وصليت عليه وواريته في حفرته . قال عبد الله بن عطاء : فسألني السيد الحميري عن هذا الحديث فحدثته به فقال لي : قد رجعت عن قولي . ثم بلغني أنه قال بعد ذلك من السريع : .
يا عجباً لابن عطاءٍ روى ... وربّما صرّح بالمُنْكَرٍ .
عن سيدّ الناس أبي جعفر ... فلم يقل صدقاً ولم يبرُرِ .
دفنتُ عمِّي ثم غادرتُه ... حليفَ لِبْنٍ وترابٍ ثَري .
ما قال ذا قطّ ! .
ولو قاله ... قلنا : انتفاءً من أبي جعفر ! .
وقيل : إن اثنين تلاحيا في أي الخلق أفضل بعد رسول الله A فقال أحدهما : أبو بكر وقال الآخر : علي . فتراضيا بالحكم إلى أول من يطلع عليهما . فطلع عليهما السيد الحميري فقال القائل بفضل علي : قد تنافرت أنا وهذا إليك في أفضل الخلق بعد رسول الله A فقلت أنا : علي . فقال السيد : وما قال هذا ابن الزانية ؟ فقال ذاك : لم أقل شيئاً . وقال الصولي : حدثنا محمد بن عبد الله التميمي حدثنا أحمد بن إبراهيم عن أبيه قال : قلت للفضل بن الربيع : أرأيت السيد الحميري ؟ قال : نعم ولعهدي به بين يدي الرشيد وقد ولي الخلافة وقد رفع إليه أنه رافضي وهو يقول : إن كان الرفض حبكم يا بني هاشم وتقديمكم على سائر الخلق فما أعتذر ولا أزول عنه وإن كان غير ذلك فما أقول به . ثم أنشده من الهزج : .
شجاك الحيُّ إذ بانوا ... فدمْعُ العينِ تهتانُ .
كأنّي يومَ ردُّوا العِي ... س للرحلة نشوانُ .
وفوق العيس إذْ ولّوا ... مَهىً حورٌ وغَزلانُ .
إذا ما قُمنَ فالأعْجا ... ز في التشبيه كُثْبانُ .
وما جاز إلى الأعلى ... فأقمارٌ وأغصانُ .
ومنها : .
عليٌّ وأبو ذَرٍّ ... ومقدادٌ وسَلْمانُ .
وعبّاسٌ وعمّارٌ ... وعبد الله إخوانُ .
دعوا فاستودعوا علماً ... فأدَّوْهُ وما خانوا .
أدينُ اللهَ بالدّين ال ... ذي كانوا به دانوا .
منها : .
فحُبّي لك إيمانٌ ... ومَيلي عنك كُفرانُ .
فعدَّ القومُ ذا رفضاً ... فلا عَدُّوا ولا كانوا ! .
قال : فلعهدي بالرشيد وقد ألطف له ووصله وبره جماعة من الهاشميين . وأتانا بعد هذا بقليلٍ موته . لما استقام الأمر لأبي العباس السفاح خطب يوماً فأحسن الخطبة فلما نزل عن المنبر قام إليه السيد فأنشده من السريع : .
دونكموها يا بني هاشمٍ ... فجدِّدوا من آيها الطامِسا ! .
دونكموها فالبَسوا تاجها ... لا تَعْدموا منكمْ لها لابِسا ! .
دونكموها لا علا كَعْبُ من ... أمسى عليكم مُلكها نافسا ! .
خلافة الله وسلطانه ... وعنصر كان لكم دارسا .
قد ساسها قبلكُمُ ساسةٌ ... لم يتركوا رَطْباً ولا يابسا .
لو خُيّر المنبرُ فرسانَه ... ما اختار إلاّ منكُمُ فارسا .
فلستُ من أن تمْلِكوها إلى ... هبوط عيسى منكمُ آيسا