يا لَقومي قد جئتكم مستجيراً ... لأرى منكمُ وليّاً نصيرا .
أنا ما بين عاذلِ ورقيبٍ ... منهما خِلْتُ منكراً ونكيرا .
بأبي شادِنٌ تبدّي فأبدي ... من محيّاه بهجةً وسرورا .
وعِذارٌ في ذلك الخدّ أبدي ... بِبَها الحُسْن جَنّةً وحريرا .
وثنايا كأنّها من لُجينٍ ... قَدَّ روُها في ثغره تقديرا .
لا رعى الله يومَ زَمّوا المطايا ... إنّه كان شرُّه مستطيرا .
أودعُوا حينَ ودّعوا الصبَّ وجْداً ... وتناءوا والقلب يَصْلى سَعيرا .
وأسالوا الدموعَ من نرجسٍ غَ ... ضٍّ على الخدّ لؤلؤاً منثورا .
فغدا الصبُّ يرتضي الحبَّ ديناً ... ويرى ناظر السلوّ حسيرا .
وهدى قلبَه السبيلَ فإمّا ... صابراً شاكراً وإمّا كفورا .
صَمَّ سمعي عن الكلام كما صر ... تُ بمدحي زنكي سميعاً بصيرا .
وأرانا نوالَه وسَطاه ... فرأيْنا منهُ بشيراً نذيرا .
كل ساعٍ داعٍ له بدوام ال ... ملك ما زال سعيْهُ مشكورا .
كم سقى سيفُه شراباً حميماً ... وسقى سَيْبُهُ شراباً طهورا .
سَرِّحِ الطرْفَ في ذُراه تَرى ثَ ... مَّ نعيماً به ومُلْكاً كبيرا .
لم يَر النازلونِ في ظلّه المع ... مور شمسْاً يوماً ولا زَمْهريرا .
ويُبيح الطعامَ والمال كم ع ... مَّ يتيماً بزاده وأسيرا .
مؤيد الدين ابن القلانسي .
أسعد مؤيد الدين بن المظفر بن أسعد بن حمزة بن أسعد بن علي الصاحب الرئيس أبو المعالي التميمي الدمشقي ابن القلانسي والد الصاحب عز الدين حمزة ولد سنة ثمانٍ وتسعين ظناً وسمع حضوراً من حنبل المكبر وسمع من ابن طبرزذ والكندي وحدث بدمشق ومصر وروى عنه ابن الخباز وابن العطار وجماعة وكان صدراً جليلاً معظماً وافر الحرمة كثير الأملاك تام الخبرة ذا عقل ورأي وحزم وكان أهلاً للوزارة ولكنه لم يدخل في هذه الأشياء عقلاً ولما توفي ابن سويد ألزم بمباشرة ولكنه لم يدخل في هذه الأشياء عقلاً ولما توفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة . وأورد له قطب الدين ابن اليونيني في الذيل على المرآة من البسيط : .
يا ربِّ جُد لي إذا ما ضمنّي جَدَثي ... برحمةٍ منك تُنجيني من النارِ .
أحسِنْ جواري إذا أصبحتُ جارك في ... لحدي فإنك قد أوصيت بالجار .
مؤيد الدين ابن القلانسي المؤرخ .
أسعد بن العميد أبي يعلى حمزة بن أسعد بن علي بن محمد بن الصدر الرئيس مؤيد الدين أبو المعالي التميمي الدمشقي الكاتب الوزير المؤرخ ابن القلانسي سمع وروى توفي سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة وهو جد المذكور قبل .
أبو الفضل قاضي طرابلس .
أسعد بن أحمد بن أبي روح القاضي العالم أبو الفضل الطرابلسي رأس الشيعة بالشام تلميذ القاضي ابن البراج جلس بعد ابن البراج لتدريس الرفض وصنف التصانيف وولاه ابن عمار قضاء طرابلس وله كتاب عيون الأدلة في معرفة الله وكتاب التبصرة في خلاف الشافعي للإمامية والبيان في حقيقة الإنسان وكتاب المقتبس في الخلاف بيننا وبين مالك بن أنس وكتاب التبيان بيننا وبين النعمان ومسألة الفقاع كتاب الفرائض كتاب المناسك كتاب البراهين وأشياء غير هذه وكان عظيم الصلاة والتهجد لا ينام إلا بعض الليل . جمع ابن عمار بينه وبين مالكي فناظره في تحريم الفقاع فانزعج وقال المالكي : كلني ! .
فقال له : ما أنا على مذهبك ! .
يعني أنهم يجوزون أكل الكلب . توفي في حدود العشرين والخمسمائة .
الموفق الطبيب