فلقد ملأت بكلّ عارفةٍ ... وجه الرجاء وناظر الأمل .
ومنه قوله : .
أصبحت أقرع أبواب الرجال على ... رزقي لأفتح منها كل مرتتج .
أروم مشي أموري من بني زمنٍ ... أمشاهم يشتكي نوعاً من العرج .
أقول إذ ضاق وسع الخطب عن أربي ... تضايقي يا خطوب الدهر تنفرجي .
أبو ثعلب الأمير .
أحمد بن ورقاء الشيباني أبو ثعلب الأمير . كان أديباً شاعراً من بيت الإمارة والتقدم وولاة الثغور والعواصم . روى عنه أبو الحسن أحمد بن علي ابن حاجب بن النعمان وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري . ومن شعره : .
إن المحبين لم يرضوا فعالك بي ... يا من يرى حسناً نقص المواثيق .
والله لا غرّني من بعدكم أحد ... ولا أرى في الهوى حظاً لمخلوق .
ابن الصائغ الحنبلي .
أحمد ابن الوفاء بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن محمد أبو الفتح الفقيه الحنبلي المعروف بابن الصائغ . درس الفقه على أبي الحطّاب الكلوذاني وحصل طرفاً صالحاً منه ومن أبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز وغيرهما وسكن حلب مدة ثم انتقل إلى حرّان . وكان يدرّس بها ويفتي وحدث بها وبحلب ؛ وتوفي بحرّان سنة ست وسبعين وخمسمائة .
أبو الحسن النحوي .
أحمد بن ولاّد أبو الحسن النحوي البغداذي ؛ سكن مصر وحدث بها عن المبرَّد وروى عنه أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن سعيد المصري الشاعر .
أحمد بن الوليد .
الأنطاكي .
أحمد بن الوليد بن برد الشامي الفقيه الأنطاكي . كان الفضل بن صالح ابن عبد الملك يهوى جارية أخيه عبيد بن صالح فسقى الفضل أخاه سماً فقتله وتزوجها فقال أحمد بن الوليد وكان الفضل قد ظلمه في شيء : .
لئن كان فضل بزّني الأرض ظالماً ... فقبلي ما أودى عبيد بن صالح .
سقاه نسوعياً من السمّ ناقعاً ... ولم يتّئب من مخزيات الفضائح .
حوى عرسه من بعده وتراثه ... وغادره رهن الثّرى والصفائح .
وقال في رجل أنشده شعراً بارداً : .
قد جاءني لك شعر لم يكن حسناً ... ولا صواباً ولا قصداً ولا سددا .
وجدت فيه عيوباً غير واحدة ... ولم أزل لعيوب الشعر منتقداً .
كأن ذا خبرة بالشعر جمعة ... ثم انتقي لك منه شر ما وجدا .
إني نصحتك فيما قد أتيت به ... من الفضائح نصح الوالد الولدا .
فعدَّ عن ذاك وادفنه كما دفنت ... هرّ خروءاً ولم تعلم به أحدا .
أحمد بن يحيى .
ابن ناقد المسكي .
أحمد بن يحيى بن أحمد بن زيد بن ناقد المسكي أبو العباس من أهل الكوفة . سمع أباه وأبا البقاء المعمّر بن محمد بن علي الحبال وأبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وغيرهم . وكانت له يد في النحو وكان يقرىء النحو ويحدث بالكوفة وقد صنّف في النحو وخرّج أحاديث من مسموعاته في فنون وكتبها الناس عنه . ودخل بغداذ بعد علّو سنّه وحدث بها وكان حسن الطريقة صدوقاٌ ومولده سنة سبع وسبعين وأربعمائة ووفاته سنة تسع وخمسين وخمسمائة ومن شعره : .
إذا ما انتسبت إلى درهمٍ ... فأنت المعظّم بين الورى .
وإمّا فخرت على معشرٍ ... فبالمال إن شئت أن تفخرا .
ولا تفخرن بالعظام الرفات ... ودع ما سمعت وخذ ما ترى .
فذو العلم عندهم جاهل ... إذا كان بينهم معسرا .
فإنّ أفاضل هذا الزمان ... من كان ذا جدةٍ أو ثرا .
أبو المعالي البيعّ .
أحمد بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله البيعّ أبو المعالي البغداذي . طلب الحديث بنفسه وكتب بخطه الكثير وبالغ في الطلب وحصّل الأصول وأكثر من الشيوخ وكتب الكثير من الأجزاء والكتب الكبار كمسند أحمد بن حنبل والطبقات الكبيرة لابن سعد وتاريخ بغداذ للخطيب والصحيحين ومغازي الأموي ومغازي الواقدي وكتاب الأغاني الكبير للأصبهاني وغير ذلك ولم يزل يكتب إلى أن مات سنة ثلاثٍ وستمائة .
ابن الراوندي