حمله إسحاق بن إبراهيم ومعه جماعة إلى سرِّ من رأى مقيَّدين فجلس لهم الواثق وقال له : دع ما أخذت له ما تقول في القرآن ؟ فقال : كلام الله قال : أفمخلوق هو ؟ قال : كلام الله قال : أفترى ربك في القيامة ؟ قال : كذا جاءت الرواية . قال : ويحك يرى كما يرى المحدود المجسَّم ويحويه مكان ويحصره الناظر ؟ أنا كفرت بربٍ هذه صفته ما تقولون فيه ؟ قال عبد الرحمن بن إسحاق وكان قاضياً على الجانب الغربي فعزل : هو حلال الدم . وقال جماعة من الفقهاء بقوله . فأجلسه في نطع الدّم وأمر بالصمصامة وقال : إذا قمت إليه فلا يقومن ؟ ؟ َّ أحد معي فإني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد ربّاً لا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بها ؛ ومشى إليه وهو مقيد في النطع فضرب عنقه وأمر بحمل رأسه فنصب بالجانب الشرقي أيّاماً وبالغربي أياماً وتتبع رؤساء أصحابه فإنهم كانوا خرجوا معه على الدولة .
وقال الخطيب : لم يزل الرأس منصوباً ببغذاذ والجسد بسامرّا مصلوباً ست سنين إلى أن أنزل وجمع ودفن في سنة سبع وثلاثين قيل إنّه رؤي في النوم فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : غضبت له فأباحني النظر إلى وجهه وقال السراج : سمعت عبد الله بن محمد يقول حدّثنا إبراهيم بن الحسن قال : رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم فقال : ما فعل بك ربّك ؛ قال : ما كانت إلاَّ غفوة حتى لقيت الله تعالى فضحك إلي . وكان قتله سنة إحدى وثلاثين ومائتين .
أبو طالب الحافظ البغذاذي .
أحمد بن نصر بن طالب البغذاذي الحافظ . قال الدارقطني : هو أستاذي وقال الخطيب كان ثقة ثبتاً . توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة .
الحافظ النصيبي المصري .
أحمد بن نصر بن محمد المصري النصيبي الحافظ ابن أبي الليث . قدم نيسابور . قال الحاكم : هو باقعة في الحفظ . شبهت مذاكرته بالسحر . توفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة .
ابن منقذ .
أحمد بن نصر الله بن منقذ الأمير شرف الدين . مولده بنصيبين سنة أربع وتسعين وخمسمائة . من شعره : .
سل البان عن سرب الحمى هل سرى به ... وهل بان من نعمان لمع سرابه .
وأومض برق الأبرقين عشيةً ... ومرَّت به وهناً جنوب جنابه .
ومنه في طول الليل : .
ولربّ ليلٍ تاه فيه نجمه ... قطّعته سهراً فطال وعسعسا .
وسألته عن صبحه فأجابني ... لو كان في قيد الحياة تنفسّا .
ومنه : .
لما رأيت النجم ساهٍ طرفه ... والقطب قد ألقى عليه سباتا .
وبنات نعشٍ باكياتٍ حسّراً ... أيقنت أن صباحهم قد ماتا .
ومنه : .
ليلة الوصل بمن نحبُّه ... ما علمنا طولها من القصر .
كان منها مغرب الشمس إلى ... مطلع الفجر كلمحٍ بالبصر .
ومنه : .
قم نشربها حبيبةً للنفس ... صفراء تفرُّ من حموِّ اللّمس .
لولا برد الحباب قد ثبتَّها ... لطفاً صعدت مثل الندى في الشمس .
قلت : شعر جيّد .
النحوي المقوم .
أحمد بن نصر أبو الحسن النحوي المعروف بالمقوِّم . روى عنه أبو عمر الزاهد في كتاب الياقوتة في غريب اللغة كان حاضراً في مجلسه حين أملاه .
أبو علي ابن البازيار .
أحمد بن نصر بن الحسين البازيار أبو علي . كان نديماً لسيف الدولة ابن حمدان كان أبوه من نافلة سامرّا اتصل بالمعتضد وخدمه وخفَّ على قلبه . وأصله من خراسان وكان يتعاطى لعب الجوارح فردَّ إليه المعتضد نوعاً من جوارحه . مات أبو علي بحلب في حياة سيف الدولة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وكان تقلد ديوان المشرق وزمام المغرب . وله من الكتب كتاب تهذيب البلاغة .
محيي الدين ابن باتكين .
أحمد بن نصر الله بن باتكين القاهري محيي الدين أبو العباس . أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال : مولده العاشر من جمادى الأولى سنة أربع عشرة وستمائة بالقاهرة بحارة الديلم . وسمع حرز الأماني على سديد الدين عيسى ابن أبي الحرم إمام جامع الحاكم . وأنشدني لنفسه : .
أقسمت بالله وآياته ... يمين برٍّ صادق لا يمين .
لو زدت قلبي فوق ذا من أذى ... ما كنت عندي غير عيني اليمين .
وأنشدني لنفسه أيضاً : .
يا جفن مقلته سكرت فعربد ... كيف اشتهيت على فؤادي المكمد