أحمد بن ناصر بن طاهر العلاّمة برهان الدين الحسيني الشريف الحنفي إمام محراب الحنفية الذي بمقصورة الحلبيين بالجامع الأموي بدمشق . كان مفتياً عالماً زاهداً توفي ببيته في المنارة الشرقية سنة تسع وثمانين وستمائة وصنف تفسيراً قي سبع مجلدات وصنف في أصول الدين كتاباً فيه سبعون مسألة . ذكر أنّه سمع من ابن اللتِّي وغيره وخلّف دنيا واسعة .
أبو عون الكاتب الأنباري .
أحمد أبن أبي النجم هلال مولى بني سليم أبو عون الكاتب الأنباري . كان متكلماً مترسلاً شاعراً وله كتاب في التوحيد وأقاويل الفلاسفة . ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال : هو القائل في حاتم بن الفرح وكان أبو شبل البرجمي الشاعر في قدمته سرّ من رأى نزل عليه وكان أبو شبل أهتم فقال فيه أبو عون : .
لحاتم في بخله فطنة ... أدقُّ حسّاً من خطا النّمل .
قد جعل الهتمان ضيفانه ... فصار في أمنٍ من الأكل .
ليس على خبز امرىءٍ ضيعة ... آكله عظم أبو شبل .
كم قدر ما تحمله كفّه ... إلى فمٍ من سنّه عطل .
فحاتم الجود أخو طيءٍ ... كان وهذا حاتم البخل .
توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين وله أربع وسبعون سنة . وكان أبو عون وعمّاه صالح وماجد كلهم شعراء ولأبي عون أيضاً : .
هزئت أن رأت مشيبي وهل غي ... ر المصابيح زينة للسماء .
إنّما الشيب في المفارق كالنّو - ر بدا والشباب كالظلماء .
لم أبدَّل بالشيب إذ شبت إلا ... عمّةً من عمائم الحكماء .
منحت سؤدداً وحلية مجد ... ووقارٍ بادٍ على العظماء .
إن عمراً عوضت منه المو - ت بشيبٍ من أعظم النعماء .
أحمد بن نصر .
الديبلي الشافعي .
أحمد بن نصر بن الحسين المعروف بالدَّيبلي أبو العباس الفقيه الشافعي من أهل الموصل وهو أنباري الأصل . قدم بغذاذ وابن الشهرزوري قاضي القضاة ببغذاذ وكانت له به معرفة فضمّه إليه وولاه نيابة القضاء بحريم دار الخلافة وما يليها وأقام على ذلك مدة وجرت أحكامه على السداد وكان نزهاً ديناً له معرفة حسنة بالفقه . ولما عزل القاضي عزل وسافر . وتوفي بالموصل سنة إحدى وستمائة .
ابن أبي سلمة الكاتب .
أحمد بن نصر أبو بكر ابن أبي سلمة الكاتب . ذكر الصولي أنه كان ابن أخت أحمد بن يوسف وزير المأمون وكان شاعراً مليح الألفاظ دقيق الفطنة ؛ وهو القائل : .
معتدل القامة مثل القضيب ... يهتز في لينٍ وحسنٍ وطيب .
يعذلني فيه جميع الورى ... كأنني جئت بأمرٍ عجيب .
أظنُّ نفسي لو تعشقتها ... بليت فيها بملام الرقيب .
وله أيضاً : .
دع الصبّ يصلى بالأذى من حبيبه ... فكلُّ أذىً ممن يحبُّ سرور .
غبار قطيع الشاء في عين ذيبها ... إذا ما تلا آثارهنَّ ذرور .
وقال أيضاً : .
آه ويلي على الشباب وفي أيّ ... زمانٍ فقدت شرخ الشباب .
حين مات الغيور وارتحض المه ... ر وزال الحجاب عن كلّ باب .
أبو عبد الله المروزي الخزاعي .
أحمد بن نصر بن مالك أبو عبد الله الخزاعي المروزي البغداذي . كان جدّه مالك بن الهيثم أحد نقباء بني العباس في ابتداء الدولة . وكان أحمد شيخاً جليلاً أمّاراً بالمعروف من أولاد الأمراء ؛ سمع من مالك وحماد بن زيد وغيرهما